جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

مهندس الكوميديا يصر على الرحيل..!!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

مهندس الكوميديا.. هكذا اصطلح على تسميته منذ سنوات طويلة.. وهو بالفعل كان له أسلوباً خاصاً في الكوميديا.. إن كان في المسرح الذي بدأ حياته به وتميز به حتى رحيله.. أو في السينما الذي أعطى لها الكثير في أدواره الثانوية أولاً ومن ثم كبطولة مطلقة.

في آخر لقاء تليفزيوني له، مع هالة سرحان، كان متألقاً بسحر نجوميته وعطائه المتميز خلال الخمسين عاماً الماضية.. كان يقف على هرم فني، يتنقل بين زواياه.. ويعطي خبرته لمن أتى وسيأتي من بعده.. كان حقاً هرماً فنياً شامخاً.. لم يتخلى عن دعابته ومرحه رغم كل هذه السنين.. كان حاضراً بقوة في ذاكرتي وأنا أشاهده جالساً على هذا الكرسي العتيد..!!

كان أول اتصال للمهندس بفن التمثيل، عندما انضم لفرقة التمثيل في كلية التجارة.. وفي تلك الفترة شاهد نجيب الريحاني على المسرح في (الدنيا على كف عفريت)، فذهب إليه طالباً تعليمه أصول المسرح، وبالرغم من أنه بقى مع الريحاني لمدة عامين، إلا أن الريحاني لم يحفظ اسمه إلا بعد عام من تعارفهما.

قدم التليفزيون في سنوات نشوءه الأولى، الفرصة الأولى للمهندس، عندما اشترى مسرحية الريحاني (السكرتير الفني) لتقديمها من بطولة سيد بدير والناشئة آنذاك شويكار طوب صفال، ولظروف طارئة، تسند البطولة للمهندس في شخصية "ياقوت أفندي".

من هنا انطلقت مسيرة المهندس المسرحية، وبدأ يقدم أدواراً بسيطة تعتمد على الضحك.. لتتوالى الأعمال وتزيد من شهرته، مثل (سيدتي الجميلة، أنا وهو وهي، إنها حقا عائلة محترمة، أنا فين وأنت فين).

لقد كان أمراً بديهياً أن تجذبه السينما، وهي في مرحلتها الكوميدية الذهبية.. فقد كانت أدواره في أفلام (بنت الجيران، الأرض الطيبة، عيون سهرانه، الشموع السوداء، نهر الحب) عام 1954، تشكل إطلالته الأولى على السينما. حيث كانت المعادلة السينمائية السائدة آنذاك، وهي دور السنيد للبطل، صديق البطل، خفيف الظل، لكي يضفي تلك البهجة على ميلودراما الفيلم. هذه الأدوار الثانوية، هي التي كونت ملامح شخصيته السينمائية، تلك الشخصية المتمثلة في الرجل الظريف والعاشق للنساء، والتي دأب على تقديمها في جملة من أفلامه، أمام شويكار، وسعاد حسني، وغيرهما.

كان المهندس فناناً من نوع خاص.. كان يحمل في داخله شخصية الممثل الذي يمزج ما بين المهرج الكوميدي الرصين والدرامي الفكاهي، حاضر البديهة وسريع النكتة.. ويحمل ضمن هذه الشخصية تفصيلات صغيرة لا تشبه سواه.

المهندس الذي رحل عن عالمنا، تأثرت موهبته بشكل واضح بزميله الفنان عبدالمنعم مدبولي، لذا لم يتأخر عنه كثيراً، فبعد أسابيع فقط من رحيل مدبولي، رحل وهو يحاول اللحاق بزميل رحلته الفنية عن عمر الثانية والثمانين.

 

هنا البحرين في

06.12.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)