جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

متفرج غير مثقف

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

أذكر جيداً عندما بدأ الاهتمام بعالم السينما يحتويني.. وبدأت أطرب لأي حديث يتناول هذا الفن الساحر.. بل كنت أدخل في العديد من المناقشات المفيدة مع الأصدقاء حول عالم السينما والمدارس السينمائية العالمية الكبرى، بعد استقاء المعلومات من الكتب.. هذه النقاشات دائما ما تؤدي بي إلى نتيجة واحدة مهمة.. هي أن المتفرج في البحرين غير مثقف سينمائياً.. حيث من الصعب عليه الإطلاع على عالم السينما وفن الصورة بشكلها الأشمل.. كما أنه من المحزن أن يعتقد هذا المتفرج بأنه من المتابعين الجيدين لما تنتجه السينما العالمية من أفلام، ومن المطلعين على أهم النتاجات والتجارب السينمائية العالمية، وذلك لأنه ـ أي المتفرج البحريني ـ يعتمداً اعتمادا كليا على ما تجلبه شركات السينما ومحلات الفيديو والـ DVD التجارية، واعتماده هذا لا يتيح له بالطبع إلا مشاهدة ما تنتجه استوديوهات هوليوود وفروعها الأخرى في القاهرة وبومباي.. التي عودت المتفرج البحريني على نمط معين وأسلوب وحيد للإنتاج، ليس من السهل التخلص عن قيوده. لذلك يمكن ملاحظة رد الفعل المتحفظ لهذا المتفرج منذ الوهلة الأولى عندما تسنح له الفرصة للإطلاع على أساليب أخرى لمخرجين كبار أمثال بيرجمان وفلليني وتاركوفسكي وغيرهم كثيرين.

لذلك يمكن القول بأن من حق المتفرج البحريني أن يتعرف من قريب على التجارب السينمائية العالمية والتطورات الفنية المصاحبة لها. ويشاهد أفلام لا تنحصر ضمن نتاج جنسيات محددة، بل تتجاوز هذا لكي تشمل كل بقاع العالم.. خلاصة القول هو أننا في البحرين لا نشاهد السينما بمعناها الأشمل.

ففيلم مثل تحفة المخرج والمنظر السوفييتي الكبير "إيزنشتاين" (المدرعة بوتيومكين ـ 1925) يعد من أفضل ما أنتجته السينما العالمية.. فلم يحظ فيلم في تاريخ السينما بما حظي به هذا الفيلم من مجد. إنه يتصدر على الدوام قائمة أفضل أفلام العالم، لدرجة حصوله على لقب (فيلم كل الأزمنة وكل الشعوب). ففي عام 1958 اجتمع في بروكس ببلجيكا 118 ناقداً سينمائياً ينتمون إلى 26 بلداً، واختاروا (المدرعة بوتيومكين) كأعظم فيلم في تاريخ السينما. كذلك في عام 1972 أجرت مجلة "سايت أند ساوند) البريطانية استفتاء ضم نقاداً عالميين اختاروا نفس الفيلم ضمن أعظم عشرة أفلام أخرجت حتى عام ذلك العام.. وسيظل خالداً كتحفة فنية، حيث لا تزال السبعين دقيقة من عمر السينما السوفييتية ـ مدة عرض الفيلم ـ لا تزال أصدائها تتردد في أوساط كل المهتمين بالسينما الجادة، في الوقت الذي لا تزال فيه الرسائل من المهتمين تصل إلى صناع السينما بالإتحاد السوفييتي لتزودهم بنسخ من الفيلم.

فكم متفرج بحريني شاهد مثل هذه التحفة السينمائية في البحرين..؟!

 

هنا البحرين في

28.09.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)