جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

أحمد زكي.. ناصر

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

في فيلم (ناصر 56) نجح أحمد زكي في أن يقدم لنا جمال عبد الناصر على الشاشة بكل قدرات الفنان المتألق في المحاكاة ومعايشة الشخصية عن ظهر قلب لدرجة أن الأداء جاء ممزوجاً بروح عبد الناصر. فعبقرية الأداء عند أحمد زكي ليس لها حدود، خاصة عندما يلتقي بشخصية درامية لها أهميتها كشخصية عبد الناصر، حيث كانت عيناه تنطق بذكاء حاد، وترسم ملامح وجهه التحدي والصرامة وقوة الشخصية، ويجسد أسلوبه عن طريق حركة الجسم إلى الأمام والى الخلف وهو يخطب، أو وهو يقوم من مقعده مقدماً كتفه اليمنى أولاً، أو وهو برفع عينيه إلى أعلى جالساً نحو من يقف أمامه بنظرات ثاقبة. ثم كيف يغوص في روح عبد الناصر أثناء الأداء.

إن أحمد زكي في هذا الدور نجح في التقاط خيوط الشخصية ودراستها جيداً في معظم جوانبها.. ورغم ذلك فهو لم يقلد الشخصية ليبدو كنسخة مكررة، لأنه لو فعل ذلك فسيبدو كالمنولوجست الذي يقلد فيظهر ساخراً مثيراً للضحك. إلا أن أحمد زكي عرف عن الشخصية كل شيء.. أبعادها الثلاثة الجسمانية والاجتماعية والنفسية، ثم ابتعد عن عبد الناصر بعد أن تقمص شخصيته وراح يؤديها بطبيعة بالغة. مما ترك انطباعا طيباً بل ومفاجئاً لدى النقاد والمشاهدين في نجاح أحمد زكي بتجسيده لشخصية عبد الناصر وهو يحاول التغلب على الشكوك التي دارت حول قدرة مصر على تأميم القناة وإدارتها بنفس كفاءة الفرنسيين والبريطانيين.

الفيلم وراءه كاتب سيناريو كبير اشتهر بكتابة الدراما التاريخية، بل أنه يعد من أبرز كتابها، ألا وهو الكاتب محفوظ عبد الرحمن.. فقد نجح (محفوظ عبد الرحمن) في اختياره للفترة التاريخية التي تدور فيها أحداث الفيلم (فترة تأميم القناة)، فهي قمة تألق شخصية عبد الناصر، حيث أجمع كل المصريين على زعامته. فالفيلم ينقل البطل التاريخي في حياة الشعب ليصبح البطل الدرامي على الشاشة. وبالرغم من أن الفيلم تاريخي يعتمد على وثائق وأحداث حقيقية، إلا أن كاتب السيناريو قد استطاع أن يحولها إلى دراما شدت الانتباه وجذبت الأنظار إليها.

ولظهور سيناريو جميل وقوي كهذا إلى النور، كان لابد من وجود مخرج متميز ومتمكن يصل بالفيلم إلى بر الأمان.. وبالفعل كان هذا المخرج هو الفنان الكبير (محمد فاضل). فقد بذل محمد فاضل مجهوداً كبيراً للغوص في أعماق شخصيات الفيلم، ونجح إلى حد كبير في أن يستخرج منها تعبيرات أخلاقية، بدت ملامحها واضحة على الوجوه، ولم تكن بحاجة لأي جهد من المتفرج لفهمها، لذلك تأثر وانفعل بها كما أراد صناع الفيلم.

 

هنا البحرين في

29.06.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)