جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

صالح.. رؤية متمردة

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

توفيق صالح.. هذا الفنان المتمرد والعنيد.. الذي آثر التوقف عن العمل أكثر من عشرون عاماً، على أن يقدم ما يريده الآخرون.. فنان قدم من خلال أعماله القليلة والنادرة.. دروساً فنية للأجيال التي تلته. ستة أفلام سينمائية طويلة، وفيلمين آخرين خارج مصر، هي حصيلة خمسة وعشرون عاماً.. ومن ثم توقف عن العمل منذ 1980.. واكتفى بالعمل كأستاذ في معهد السينما لمادة الإخراج السينمائي.

في الملف الذي نشرته جريدة القاهرة الأسبوعية (أعيد نشره في "سينماتك").. عن مخرجنا الكبير توفيق صالح، تقديراً لما سعى إليه وقدمه من خلال أعماله الفنية.. نجد حواراً معه، ومقالات أخرى عن تجربة هذا الفنان المتميز.

في هذا الملف.. نتعرف على صالح.. المبدع الذي دفعته أفكاره التقدمية وثقافته الموسوعية، إلى الإصطدام مع الرقابة المصرية في كل عمل جديد يقدمه. ولم يجد طريقاً للخلاص من قبضتها.. حتى بعد أن رحل إلى سوريا ومن ثم إلى العراق.. كانت الرقابة له بالمرصاد.. إلا أن كل هذه الأيادي لم تستطع العبث أو الحول بينه وبين ما أراد أن يقدمه.. إلى أن آثر الصمت والتوقف عن الإخراج.

في مصر قدم باكورة أعماله (درب المهابيل) عام 1955، و(صراع الأبطال) عام 1961، و(المتمردون) عام 1966، و(زقاق السيد البلطي) عام 1967، و(يوميات نائب في الأرياف) عام 1968.. وقدم (المخدوعون) عام 1971 في سوريا، وفي العراق أخرج (الأيام الطويلة) عام 1980.

على الرغم من قلة أعمال هذا المخرج، إلا أن اسمه مازال بارزاً في الوسط الفني والسينمائي.. وبالرغم من إختياره للعزلة الفنية التي فرضها على نفسه، إلا أن الأضواء مازالت تلاحقه أينما ذهب.. ترى ما السبب في كل هذا ؟!.. سؤال يتردد كثيراُ بين أوساط السينمائيين.. وخصوصاً الجيل الجديد منهم.

أبرز مؤشر لهذا التألق المستمر لهذا الفنان الكبير، هي القيمة الفنية والفكرية التي حملها أفلامه القليلة.. هذا إضافة إلى ثقافته الفنية السينمائية التي استقاها أساساً من عاصمة النور (باريس)، حيث درس السينما هناك.. والحرص منه بالإطلاع على أهم ما أنتجته وتنتجه السينما العالمية، منذ كان في باريس وحتى اليوم.

توقف توفيق صالح عن الإخراج.. يعد خسارة لكل مهتم ومتتبع للسينما.. ففنان من هذا النوع.. لابد أن يثري بفنه المتواصل الوسط الفني والثقافي.. من الضروري التأكيد على أهمية هذا الفنان من خلال كافة القنوات الثقافية والفنية الرسمية وغير الرسمية.. فأفلامه القليلة لا نجدها (مثلاً) تعرض على قنوات التليفزيون، بالرغم من كثرتها.. ليتعرف الجيل الجديد من الفنانيين والجمهور على هذا الإبداع المسكوت عنه.

 

هنا البحرين في

07.07.2004

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)