جديد حداد

 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

COMING HOME

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

حرب فيتنام هو موضوع هوليوود القديم /الجديد.. الحرب/ المأساة التي تولد عنها كمّ هائل من الخيبة والإحباط لدى المحارب والإنسان الأمريكي على السواء. فقد قدمت هوليوود هذه الحرب في أفلام كثيرة أغلبها تناول الحرب بتأثيراتها النفسية وما خلفته من شروخ وانهيارات في المبادئ والقيم لدى الشعب الأمريكي ، حيث الموت والدمار والمعاناة وبالتالي تخريب نفسية الإنسان من الداخل.

وفيلم (العودة إلى الوطن COMING HOME) إنتاج عام 1977، عن هذه الحرب التي امتد تأثيرها إلى ملايين الأسر الأمريكية، وظلت تحرك الشارع الأمريكي لفترة طويلة. ولا يمكن لأحد أن ينكر على السينما دورها الكبير الذي لعبته في هذه الحرب، بل أنها حاربت في فيتنام تماماً كما حارب الجنود. ولأن هذه الحرب استمرت ما يقارب العشر سنوات، فقد كان رصيد الأفلام السينمائية التي تناولت هذه الحرب كبيراً ومتنوعاً. فكانت هناك أفلام صنعها مؤيدو الشعب الفيتنامي، وأفلام صنعها أعداء فيتنام في أمريكا والغرب، إضافة إلى الأفلام التي صنعها الثوار الفيتناميين أنفسهم. وحتى بعد نهاية الحرب، كانت هناك الأفلام الأمريكية التي تنتهج أسلوب النقد للحكومة الأمريكية، وتحكي عن تورطها في هذه الحرب التي تركت آثاراً جسدية ونفسية على من شارك فيها ومن عاصرها. لقد كانت حرب فيتنام هي ضمير أمريكا السيئ، لذلك سيظل انعكاسها على الأدب والفن يطل علينا من حين إلى آخر.

إن فيلم (العودة إلى الوطن) يعلن صراحة بأنه ضد هذه الحرب، متناولاً ما خلفته من شروخ وانهيارات عند الفرد داخل المجتمع الأمريكي، ومتعمداً أن لا يقدم مشاهد للمعارك الحربية داخل فيتنام. والفيلم ككيان درامي يقوم على ذلك الثالوث التقليدي للأفلام الميلودرامية (الزوج + الزوجة + العشيق)، لكنه يقدم هذا الثالوث على أرض ملتهبة بالأحداث، فيغير من بناء وانفعالات الشخصيات، ليعطي مضامين وأفكار جديدة.

فالعشيق هو من خاض تلك الحرب، فتركت بصماتها على جسده وعقله فانطلق يحذر منها. والزوج هو المخدوع بالحرب وإعلامها، الذي يقوده إلى مصير مؤلم هو الانتحار. أما الزوجة فهي الشاهدة على هذه المأساة التي أحرقت كل شيء.

رسالة الفيلم وصلت بشكل قوي ومباشر للمتفرج، حيث نتائج هذه الحرب أمامنا، هي جنود مشوهون في المستشفيات، وآلام هذه الحرب هي النغمة الوحيدة والمستمرة طوال الفيلم من خلال الأجساد المشوهة، ومن خلال علاقة الزوجة (جين فوندا) بالجندي المقعد (جون فويت)، هذان الممثلان قدما أداءاً قوياً ومؤثراً، أضفى على الفيلم شاعرية ومتعة جمالية، خصوصاً "جون فويت" الذي نال عن جدارة جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان الدولي عام 1978.

 

هنا البحرين في

23.02.2011

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)