Our Logo

  ما كـتـبـتـهأفلامدراساتروادنجومترجماتبرامج 

محمد خان

سينما الشخصيات والتفاصيل الصغيرة

Mohammed Khan

Cinema of Characters and Small Details

«محمد خان: سينما الشخصيات والتفاصيل الصغيرة» لحسن حداد

نقــد السينمــا اليومـي

نديم جرجوره

الكتاب: «محمد خان، سينما الشخصيات والتفاصيل الصغيرة».

الكاتب: حسن حدّاد.

الناشر: «وزارة الإعلام (الثقافة والتراث الوطني)» في «مملكة البحرين»، و«المؤسّسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت (الطبعة الأولى، 2006). 

لا يُمكن اعتبار الكتاب الجديد للناقد السينمائي البحريني حسن حداد «محمد خان، سينما الشخصيات والتفاصيل الصغيرة»، قراءة تحليلية معمّقة للنتاج السينمائي الخاصّ بأحد المخرجين السينمائيين المصريين الذين أسّسوا ما عُرف بـ«الواقعية الجديدة» في السينما المصرية. فهو، لأسلوبه البسيط في كتابة نصوص «تحليلية» تتناول أفلام محمد خان، ظلّ أسير الكتابة الصحافية المتمثّلة بفن «المقالة اليومية». وهو، لغياب خط نقدي متكامل يجمع المقالات في إطار كتاب (باستثناء الشغف الشخصي للناقد البحريني إزاء ما أنتجه أحد المخرجين المفضّلين لديه، وهو شغف مطلوب في تفعيل العلاقة السوية بنتاجات الفن السابع)، فَقَد تميّزه المطلوب في أن يكون انعكاساً جدّياً لتحليل نقدي يطال الأفلام المختارة، ويُقدّم وجهة نظر نقدية خاصّة بكاتبها.

مع هذا، فإن الكتاب يلقي ضوءاً على بعض التفاصيل الخاصّة بأفلام بدأ محمد خان (مواليد القاهرة، 1942) إنجازها منذ العام 1978 بـ«ضربة شمس»، في حين أن المتابعة النقدية التي قام بها حسن حداد لتلك الأفلام توقّفت عند «أيام السادات» (2000)، مع أن المخرج أنجز بعده أفلاماً عدّة، منها «كليفتي» (2004) و«بنات وسط البلد» (2005)، وصولاً إلى جديده الأخير (عرض منذ أسابيع قليلة في عدد من الصالات المصرية) «في شقّة مصر الجديدة» (2007)، الذي لا يجد مكاناً له في كتاب صدر قبل إنجازه. لكن، ماذا عن الفيلمين السابقين، علماً أن «كليفتي» شكّل تجربة خاصّة بالمسار المهني والثقافي والتقني لخان، لإنجازه بتقنية «ديجيتال»، التي اعتبرها مخرج «زوجة رجل مهم» و«خرج ولم يعد» و«سوبرماركت» و«يوم حار جدا» مستقبل صناعة الصورة في العالم؛ والتي لم يعد إليها في فيلميه اللاحقين؟ لا يشير حسن حداد إلى سبب غياب هذه الأفلام عن كتابه؛ ولا يضع مقدّمة كعادة الكتب التي تضمّ عدداً من مقالات صاحبها، بل مجرّد مدخل سلّط الضوء على مكانة المخرج في المشهد الإبداعي المصري، إذ رأى أن خان «يُفاجئنا دائماً، مع كل فيلم يقدّمه، بطرح فكري وفني متميّز ورؤية سينمائية ذات أسلوب خاص ومبتكر، لا علاقة لتلك الرؤية بالأسلوب التقليدي الذي اعتاد عليه معظم المخرجين المصريين»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن خان «أحد أبرز الذين أثروا في السينما المصرية في جهة التجديد»، فهو «يعيش في بحث دائم عن إطار وشكل جديد لأفلامه، يميّزها عن بقية ما أنتجته السينما السائدة»، ومتوقّفاً عند كونه فناناً «يعشق السينما ويمارسها كما يتنفّس الهواء، يصوّر باستمرار متوغلاً في بحثه الدائم هذا» (ص 8).

أين السيرة؟

في المدخل نفسه، الذي حمل عنوان «ثقافة سينمائية غربية وأفلام مصرية مغايرة»، اختصر حسن حداد سيرة حياة محمد خان، منذ ولادته حتى إنجازه أفلاماً سينمائية، مروراً بدراسته وتأثيرات السينما الغربية عليه. لكن سيرته الذاتية هذه لا تجد مكاناً لها، بالمعنى المتداول، في كتاب أراده صاحبه تحية نقدية للسينمائي، تماماً كما فعل سابقاً بإصداره «عن ثنائية القهر/التمرّد في أفلام عاطف الطيّب (رؤية نقدية في أسلوبه السينمائي)»، الصادر بطبعة أولى في العام ألفين، عن «مطبوعات مهرجان السينما العربية الأول في البحرين». إذ اهتمّ بالنتاج السينمائي للمخرج، مشرّحاً بعض جوانبه وفضاءاته وكيفية رؤيته إياه، وساعياً إلى بلورة أفق ما للمناخ الثقافي والجمالي والتقني والفني والدرامي لهذا النتاج ولصاحبه. ولعلّ إحدى أبرز إيجابيات الكتابين معاً، كامنة في أن حسن حداد يميل إلى أرشفة الأفلام وتأريخها في سياقها الحقيقي، إلى جانب التحليل في كتابته المقالة الصحافية. ففي «محمد خان، سينما الشخصيات والتفاصيل الصغيرة»، قدّم بطاقة فنية مختصرة لكل فيلم من الأفلام التي كتب عنها مقالة نقدية، قبل أن ينتقل إلى سلسلة أخرى من المقالات، أرادها «تحليلا» مختصراً لسمات ميّزت هذه السينما، أو بالأحرى تلك الأفلام: في «محاولة للدخول في عالم محمد خان الفني والفكري»، تناول حداد عدداً من العناوين العامة، كالصورة والمتفرّج وحرية الفنان وآلية اشتغاله على صناعة الشخصيات وكيفية نزول الكاميرا إلى الشارع وغيرها، منهياً كتابه بفيلموغرافيا (عنوان الفيلم، الممثلون وبعض التقنيين) وثبت بالجوائز التي فاز بها المخرج، والمهرجانات التي شارك فيها، إلى مجموعة من الصُوَر الفوتوغرافية.

السفير اللبنانية في 22 مايو 2007

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)