جديد حداد

 
 
 
 

كتابة النقد السينمائي

 
 
 

جريدة الوطن

 
 
 
 
 
 

أكثر ما شدني أثناء قراءتي لكتاب جديد في السينما للأمريكي "تيموثي كوريجان" تحت عنوان "كتابة النقد السينمائي"، تلك النصائح والإرشادات التي قدمها المؤلف ـ في نهاية كتابه ـ لمن يكتبون النقد السينمائي. صحيح بأنها تعتبر من البديهيات في أي كتابة، إلا أن الكثيرين يهملونها، وأنا واحد منهم، وهي ـ حسب رأي المؤلف ـ قد تدمر الجهد الذي تبذله منذ البداية. فهو يبدأ حديثه بقوله:

كلنا معرض للأخطاء التي تستوجب اهتماماً خاصاً عند الكتابة أو المراجعة. بعض الطلاب، على سبيل المثال، يخطئون في استعمال بعض الضمائر، بينما يجد آخرون مشقة في ضبط قواعد الإملاء أو النحو، ومن ثم لابد من عمليات المراجعة المستمرة، حتى يتم تلافي مثل هذه الأغلاط اللغوية. علامات الترقيم نفسها، من فاصلة وفاصلة منقوطة ونقطتين، مثل هذه العلامات تمثل مشكلة بالنسبة لأي كاتب، حيث يظل يتأمل تركيب جمله وبناءها وتحديد العلاقات بين أجزاء الكلام، لاستخدام علامة الترقيم المناسبة، كي يستقيم الأسلوب. كل هذه أمور لا يجب الاستهانة بها عند الكتابة عن أفلام السينما، أو عن أي موضوع آخر، وعلى الكاتب دوماً أن يدرك مدى خطورتها، ومدى أهمية المراجعة والتصويب. هذه بعض النماذج لأكثر الأغلاط شيوعاً في كتابة النقد السينمائي:

الأسماء:

·     دائما تأكد من أسماء المخرجين وعناوين الأفلام وأسماء العاملين بها والشخصيات والممثلين، ومن الهجاء الصحيح لتلك الأسماء. فقد تكون لها هجاء مختلف، مما يستدعي اهتماماً خاصاً لكتابتها بشكل سليم. فبعض الأسماء تكتب بطريقة معينة، يجب الالتزام بها، كاستخدام الحروف الأولى، مثلاً، قبل الاسم الأخير (كما هو الحال بالنسبة للمخرج المعروف د.هـ جريفيث)، ومن ثم يجب أن تظهر هذه الأسماء كما استخدمها صاحبها. وفي أغلب الأمثال الأخرى نجد الألقاب مثل السيد أو السيدة أو الآنسة، وكلن هذه يجب إسقاطها والاكتفاء بالاسم كاملاً، على أن تتم الإشارة إلى نفس الاسم بالشكل نفسه في كل أجزاء المقال.

العناوين:

·     يجب استعمال العناوين الكاملة للأفلام أو الكتب بحروف واضحة بين علامات تنصيص، عند الإشارة إليها للمرة الأولى، حيث يستطيع الناقد بعد ذلك تبني شكل مختصر دارج لتلك العناوين، مثل كتاب "مرحلة تكوين دادلي كرافيتز" (1974) الذي يصير مجرد "دادلي كرافيتز". من الصواب مراجعة هذه العناوين، ذلك لأن العناوين المختصرة هي الأكثر شيوعاً وذيوعاً، مثل "كوبريك 2001" والمقصود بذلك العنوان الأصلي الكامل وهو: "2001: أوديسا الفضاء".

 

 

المفردات الأجنبية وعلامات الترقيم:

·     ربما اجتذب الفيلم السينمائي، بقدرته على تخطي كل الحدود والجنسيات، عدداً مهيباً ن المفردات والتعبيرات من لغات أخرى كثيرة، خاصة من اللغة الفرنسية. فمفردات مثل مونتاج، وسينما فيريتيه وميزانسين، صارت جزءاً لا يتجزأ من مفردات اللغة السينمائية في الإنجليزية، كما يتضح في كثير من معاجم لغتها الآن. ومن ثم فليس ثمة حاجة لوضعها بين علامات تنصيص مفردة أو مزدوجة. أما في الحالات التي تأتي فيها مفردات أقل شيوعاً، بعد استعارتها من لغة أجنبية (كاللغة اليابانيةـ البنشية)، والتي تشير إلى الراوي الذي سرد الأفلام الصامتة هناك، فهذه المفردات يجب وضعها بين علامات تنصيص أو على الأقل كتابتها بحروف مائلة.

لغة النوع (البشري):

·     عندما تشير إلى شخص أو أشخاص لم تحدد جنسه أو جنسهم، فقد يكون من غير اللائق أن تفترض أن ذلك الشخص ذكراً وتستخدم عند الإشارة إليه ضمير المذكر الغائب، كأن تقول: (عند الفرجة على هذا الفيلم يرى مشاهد اليوم العالم من زاوية مختلفة جداً). يفضل أن تذكر هنا الضميرين ـ ضمير المذكر الغائب، وضمير المؤنث الغائب، أو أن تفصل بينهما، فتقول مثلاً: عند الفرجة على هذا الفيلم يرى مشاهد اليوم وترى مشاهدة اليوم أيضاً أو "عند الفرجة على هذا الفيلم يرى مشاهد / مشاهدة اليوم:، ولكن تلك كما هو واضح يحدث قلقاً في الأسلوب وركاكة في اللغة، ومن ثم يمكن حل المشكلة من أساسها باستخدام ضمير الجمع فتقول: عند الفرجة على هذا الفيلم فإن الجمهور اليوم.... وغالباًَ ما يلجأ الكاتب ـ عندما ينطوي اختلاف الجنس على الأسماء ـ إلى استخدام كلمات لا تحدد جنساً بعينه مثل "الإنسان" أو "الشخص" أو "الفرد" أو "الناس".

الهجاء:

·     الهجاء السليم من أهم متطلبات الكتابة، وإن لم يعط كثير منا ـ للأسف ـ أولوية لذلك. فالهجاء الخاطئ لاسم مخرج أو عنوان فيلم تناقشه، قد يدمر الجهد الذي تبذله من البداية، لأن في ذلك ما يوحي بقلة اكتراثك بالمشروع الذي أخذته على عاتقك. الحل الفعلي لمشكلة الهجاء هو أن يكون إلى جوارك معجم أثناء الكتابة.

 

الوطن البحرينية في

09.07.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)