جديد حداد

 
 
 
 

لقطة

من البحرين إلى مسقط

 
 
 

جريدة الوسط

 
 
 
 
 
 

مهرجان مسقط السينمائي، كعادة المنجزات الثقافية العربية ثمرة لجهود فردية بالأساس، نجحت وتألقت منذ الدورة الأولى عام 2000. وها نحن أمام الدورة الثالثة للمهرجان.. الثامن عشر من هذا الشهر، موعد التقاء نخبة من المهتمين والمشتغلين بالسينما في العالم تحت سماء مسقط.

ينتابنا تساؤل منطقي مشروع وهو... كيف تقام مهرجانات للسينما في بلدان لا توجد بها سينما؟!.. ربما تكون الإجابة الإنشائية التلقائية، بأن ذلك سيساهم في نشر الثقافة السينمائية التي بدورها ستؤسس لسينما المستقبل. فعدم وجود سينما في أي بلد، ليس مبرراً لعدم وجود مهرجان سينمائي فيها. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، أولها تجربة (كان) الشهيرة ومهرجانها الأشهر. فعند إقامة أول دورة لمهرجان كان السينمائي الدولي في الخمسينات، لم يكن هناك سينما في هذه الدولة المستقلة، بل أن هذا المهرجان هو الذي سعى لتوفير الجو الثقافي السينمائي وجلب المنتجين السينمائيين من الخارج للتصوير فيها، وتشغيل الكادر السينمائي الفني والتقني فيها، ومن ثم خلق أسس صحيحة لسينما محلية.

بالطبع هذه الإجابة غير شافية.. فالبحرين ذات إنجاز في مجال إقامة المهرجانات والأسابيع السينمائية الناجحة، التي نظمها نادي البحرين للسينما منذ الثمانينات من القرن القريب الماضي. ومع ذلك لا يمكننا الحديث عن سينما محلية. كذلك بقية الدول الخليجية مثل الكويت وعمان والإمارات وقطر، وجميعها استضافت فعاليات سينمائية عربية ودولية.. فهل كان لهذه الفعاليات تأثير لتكوين هذه السينما المفتقدة؟ أو على اقل تقدير هل أسست لذلك الهدف؟.. بالطبع لا.

مهرجان السينما العربية الأول الذي أقيم في البحرين في مارس 2000، كان بمثابة التجربة الخصبة بكل المقاييس، وكان قد اقترح علينا كمتابعين، مجموعة من الثمار والمشاريع السينمائية المستقبلية، أهمها: التعاون السينمائي المشترك بين الدول العربية عموماً والخليجية بشكل خاص... الاتفاق مع منتج سعودي وتونسي على تصوير أول فيلم سعودي (سنين الرحمة) في البحرين، وبالتالي تشغيل القوى البشرية الفنية المحلية... الاتفاق مع الفنان داود حسين على إنتاج فيلم إماراتي كويتي بحريني مشترك... توقيع اتفاقية التآخي بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وبين مهرجان السينما العربية، بحيث يتم تبادل الخبرات بين المهرجانين وابتعاث الطلبة لدراسة السينما في المعهد العالي للسينما بالقاهرة... الاتفاق مع المنتجين اليابانيين على إقامة أسابيع سينمائية يابانية وجلب السينمائيين اليابانيين لتقديم محاضرات في السينما للمختصين والمهتمين بالسينما في البحرين... تقدم مجموعة من المخرجين العرب لتقديم العون لتدريس الطلبة السينما وأساليبها خلال الفترة القادمة... كما أن هناك عرض من المنتج والمخرج الكندي إيزادور مسلم لتصوير فيلمه القادم (الدم الخارج) في البحرين، وهو من بطولة النجم عمر الشريف ثم توجت المشاريع بإشهار جمعية السينما لدول الخليج العربية (سنفرد مقالا خاصا بشأنها).

لا ندفع باتجاه إحباط مثل تلك الجهود والفعاليات أو نرمي لوأدها بل إننا ندعو إلى تفعيلها وصقلها لتكون الأداة الأساسية الكفيلة بتحقيق أحلامنا في وجود صناعة للسينما في منطقة الخليج العربي من خلال صياغة اتفاقيات قابلة للتنفيذ وليست وهم يضاعف من يأسنا.

 

الوسط البحرينية في

19.01.2003

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)