جديد حداد

 
 
 
 

لقطة

المحلية والدراما

 
 
 

جريدة الوسط

 
 
 
 
 
 

خريطة الدراما المحلية في رمضان كانت بمثابة محاولة واضحة للتخلص من الشكل التقليدي للسنوات الماضية، والتي اعتمدت على الأعمال التاريخية والشعبية. وتلك الرغبة بالذات قد أوقعتها في الارتجال وأخطاء قلة الخبرة، مما ساعد على انصراف الناس إلى الدراما العربية والمصرية بشكل خاص.. ما عدا التميز الذي حققه مسلسل السديم، والذي يؤهلنا للتفاؤل بان يكون إعادة لتأسيس شكل من الدراما الجادة المطلوبة على صعيد العمل الفني في البحرين.

الكاتب أمين صالح مؤلف السديم يؤكد من جديد ظاهرة المؤلف النجم، وهي في الحقيقة ظاهرة لم تعهدها البحرين من قبل. فالنجم الأول في مسلسل السديم، الذي تميز بأكثر ملامح النجاح في الدراما البحرينية لهذا العام، هو أمين صالح، والذي كون في السنوات القليلة الماضية، ثنائياً فنياً منسجماً وناجحاً. هذا العام إختفى هذا الإنسجام، حيث لاحظنا بأن المخرج المتميز احمد المقلة كان بعيداً عما كتبه أمين صالح، ولم يستطع أن يكشف خبايا وأعماق السيناريو النفسية والإجتماعية، وبالتالي لم ينجح في إنجاز المتوقع منه في هذا المسلسل، خصوصا لمن اطلع على النصف الذي يلامس القضايا الاجتماعية بشفافية ويعرف إمكانيات المقلة الإخراجية، وبالطبع ثمة أسباب موضوعية لذلك. كذلك خالد الشيخ الذي ألف موسيقى المسلسل دون عناية، بينما كان في المسلسلات السابقة من أهم ملامح النجاح فيها.. وما لم نفهمه تماماً بالنسبة للتمثيل، هو ذلك الأداء  التشنجي وغير المقبول الذي غلب عليه الأسلوب المسرحي في الحركة والإلقاء، بينما تميز الطفل الذي قتل وجمعان كعادته يأتي بعدهم مبارك خميس.

شريك الحياة محاولة مشابهة لمحاولات القفاص لدخول عوالم دون دراستها، او الوعي بكيفية طرقها بصورة تؤهل العمل للنجاح، مما دفع بالعمل إلى التخبط في المباشرة الفجة في كثير من الأحيان والاعتماد على الشخصيات التي تنزع إلى العتمه. مما جعل التفرج عليه من قبيل إعطاء فرصة يومية للمخرج والممثلين، الذين لم ينجح منهم في اعتقادنا إلا المتألق جمعان الرويعي واخفق كثيرا على الغرير هذه المرة حيث فقد جزئ كبير من حضوره المحبب.

الشوملي في كلمته الطيبة استطاع أن يشد الجمهور بالقضايا الاجتماعية التي يطرحها، إلا انه لم يستطع  أن يتخلص من نفس التشنج والصراخ الذي لازمه منذ بداية أعماله، وغالبا ما يكون هذا التشنج غير مبرر ولا يخدم الحالة الدرامية، مما وضع اغلب الممثلين في زاوية التشابه وعدم الإقناع والمبالغة، كأن يقول احد الممثلين في احد المشاهد بعد أن طلبت زوجته منه الطلاق.. (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ثم سرد الحديث الشريف، في محاولة لزج النصيحة الدينية بشكل عبثي ومباشر غير مقبول لا من الناحية الدينية ولا الفنية.

بذلك ترك التلفزيون مساحة جماهيرية كبيرة راغبة في تغيير القناة، محلقة في فضاء المسلسلات العربية والمصرية بشكل خاص، ومندفعة وراء بعض البرامج الخفيفة مثل برنامج دريد لحام وبرنامج صادوه الكويتي (المشكوك في مصداقيته)، وبقى الأطفال أكثر تشبثا بقناة "سبيس تون" والتقليدي من برامجها.

 

الوسط البحرينية في

08.12.2002

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)