جديد حداد

 
 
 
 
 
 

خمس سنوات على رحيل الشيخ

 
 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

المخرج الكبير كمال الشيخ، الذي توفي في يناير 2004، يعد واحداً من عمالقة الإخراج في مصر والوطن العربي. قدم في مشواره 23 فيلماً، منذ (المنزل رقم 13) عام 1952. غالبية أفلامه يعتبرها النقاد من أهم ما قدمته السينما المصرية في تاريخها، وقد إختار النقاد ثمانية منها لتكون ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ هذه السينما الطويل.

وبالرغم من أنه قد توقف عن الإخراج في العشر سنوات الأخيرة قبل موته، إلا أنه لم يهدأ بتاتاً، كان متنقلاً من مشروع إلى آخر، عدة مشاريع لم تكتمل لظروف كثيرة.. ومتجولاً في لجان تحكيم العديد من المهرجانات والمحافل السينمائية.

بدأ كمال الشيخ السينما في غرفة المونتاج، كمساعد أول وثان، إلى أن أصبح فيما بعد من أبرز الفنانين اللذين يعملون في مجال المونتاج. يقول الشيخ: (...مشواري مع السينما تأثر بمجموعة عوامل منها إيماني الكامل بضرورة مخاطبة الإنسان وبحث ما لديه من أزمات نفسية وعقد وصفات خلقية متنوعة، أما مهارة استخدام المونتاج فتظهر واضحة في إتاحة الفرصة كاملة لكشف المعاني والمؤثرات والزوايا المختلفة لهذا كله، وكذلك التتابع الفني المنطقي للفيلم...). ويتابع: (...أعتقد كلمة مونتير يمكن أن تمر على البعض من دون أن تحدث تأثيراً، ولكن لنا في المونتاج مدرسة متخصصة للأفلام السياسية والبوليسية تجعل الصورة تعبر عما في داخل مجتمعاتنا من حضارة. إضافة إلى أن القراءة والإطلاع الثقافي والسياسي والإقتصادي من أهم مقومات المونتير المبدع. وكانت تلك هي أسلحتي ووسائلي في هذا المجال…).

امتازت أفلام الشيخ بأنها تعالج قضايا إجتماعية وسياسية مهمة وتتناول الطبقة المتوسطة بالذات متناولة همومها ومشاكلها المتعددة. هذه الأفلام طرحت نقاشاً وجدلاً طويلاً، لم ينته بعد. وهذه التركيبة هي التي تستهويه كمخرج تخصص في الأسلوب التشويقي والبوليسي.. (اللص والكلاب، غروب وشروق، الهارب، على من نطلق الرصاص). ويقول الشيخ: (…الطبقة المتوسطة التي أنتمي إليها بحكم المولد والنشأة، لازمتني في كل أعمالي، وهذا لا يعني أنني كنت أعكس حبي الشديد للجمال والتناسق والنظام، وهي أمور لم يحالفني التوفيق أحياناً في الملائمة بينها، فكانت النتيجة شداً وجذباً ونزاعاً وصراعاً، إنعكس على أختياري لموضوعاتي ورسمي لشخوصي. هذه المواضيع اتسم بعضها بالجرأة في المعالجة والتعليق على تصرفاتها وسلوكها…).

ثم أن كمال الشيخ دائماً ما يرفض إطلاق تعبير "إثارة" على ما قدمه من أعمال، معتبراً أن مدلول هذه الكلمة، تعني إثارة غرائز المتفرج، وكان يفضل تعبير "تشويق"، حيث قال ذات مرة: (…مفهوم التشويق فيعني شد اهتمام المتفرج إلى الحدث المعروض أمامه منذ اللحظات الأولى حتى كلمة النهاية. وموضوعاتي غالباً ما أضعها في شكل تساؤل أو بحث عن مجهول، سواء بالنسبة للمتفرج أم للبطل الذي يتعاطف معه المتفرج. وهذا هو الشكل الأمثل للسينما عموماً، حيث يسعى الإنسان دائماً للكشف عن المجهول…).

كمال الشيخ، تميزه يكمن في دقة إختياره لموضوعاته، وكل شيء في الفيلم، من فنانين وفنيين. ثم أنه كان ناقداً شرساً لأعماله بعد إنجازها. وهذا بالطبع ما جعله قليل الإنتاج، رغم مشواره السينمائي الطويل. يقول الشيخ: (…أشاهد أفلامي كناقد.. وهناك أشياء لو أعدت تنفيذها مرة ثانية، مع زيادة حجم الإمكانات المتاحة والمدة المقررة للتصوير، لأختلف الأمر، ولكن هناك بعض الإيجابيات يجب أن أذكرها حتى لا أكون مجحفاً، فأنا أول مخرج ينفذ "الفلاش باك" بتوظيف الإضاءة.. كما حاولت تقديم شخصياتي بأسلوب عصري في سلوكها، وكذلك تكويني للكادر السينمائي والظروف المحيطة به وتأثيرها سواء كانت سياسية أم أجتماعية…).

 

أخبار الخليج في

13.07.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)