جديد حداد

 
 
 
 
 
 

عن السينما الهندية..!!

 
 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

( 1 )

800 مليون دولار سنوياً.. هو إيرادات شباك التذاكر للفيلم الهندي في جميع دول العالم.. إنه رقم خيالي بالطبع، حيث يتعدى هذا الرقم جميع إيرادات الأفلام في كل دول العالم.. هذه السينما التي نقول عنها بأنها استهلاكية.. وهي صفة ليست بالسيئة.. عندما نضع في اعتبارنا بأن السينما صناعة وتجارة وفن.. صناع الفيلم في بوليوود يضعون في اعتبارهم الربح والخسارة.. ويضعون أمام أعينهم رغبات المتفرج (المستهلك) لهذه السينما.. فهم لا يعيرون أي اهتمام لما يقوله النقاد والكتاب عما يصنعونه.. يهمهم في المقام الأول فلوس هذا المتفرج الملهوف لمشاهدة نجومه وأحلامه فيهم..!!

فالنجم في السينما الهندية بالذات أصبح قديساً.. أو إلهاً يعبد من قبل عشاقه.. لهذا نجد نظام النجوم في بوليوود.. أكثر ثباتاً وتألقاً حتى منه في هوليوود.. فالنجم اليولليوودي يعد أكبر ضمان لنجاح الفيلم.. لذا نرى بأن المنتجبن لا يمكن أن يساوموا على النجم.. فكل شيء مسخر لخدمته وإظهاره على أجمل شكل أمام جمهوره.. كل عناصر الفيلم من قصة وتصوير وإخراج موظفة لخدمة النجم، الذي نراه أحياناً يمثل في أكثر من عشرة أفلام في نفس الوقت.. حتى أننا نلاحظ بأن بوسترات الفيلم لا تحمل أسماء هذه النجوم.. فهم معروفين.. فقط صورهم تكفي لكي يتهافت المتفرج على مشاهدة بطل الفيلم..!!

( 2 )

الهند تنتج ما يقارب الألف فيلما سنوياً.. لتصبح أكثر دولة في العالم تصنع أفلام.. بينما هوليوود تحاول أن تصل إلى سقف الثلاثمائة بصعوبة..!!

لكن.. لماذا نصف السينما الهندية بأبشع الأوصاف نحن النقاد.. أليست هذه سينما، لها كل مقومات السينما.. من استوديوهات ومعامل ومخرجين وممثلين وغيرها من عناصر الفيلم الرئيسية والثانوية.. ثم هناك جمهورها الذي يجعلها تعيش وتزدهر يوماً بعد يوم.

إذن ما المشكلة.. هل لأن مواضيع أفلامها التقليدية والمكررة تنزع عنها صفة السينما.. طبعاً لا.. فهذه المواضيع هي التي يطلبها الجمهور ولا يتخلى عن ذرة من تفاصيلها.. لذلك يصر منتجو هذه الأفلام على متابعة رأي الجمهور وتنفيذ رغباته..!!

( 3 )

أيام الصبا.. كنا نتلهف لمشاهدة نجوم الفيلم الهندي ـ بعضهم مازال يقدم أفلاماً حتى الآن ـ وبنفس المواضيع والحبكات، التي نضحك عليها الآن.. كنا نتحين الإجازة الأسبوعية للذهاب إلى السينما.. لمشاهدة الفيلم الهندي.. بل ويظل طعم الفيلم يدغدغ أحاسيسنا طوال الأسبوع.. نتغنى بأغاني الفيلم.. ونقلد أفعال بطل الفيلم.. و.. و..!!

ماذا حصل إذن.. فالأفلام الهندية لم تتغير.. لم يحدث على مواضيعها أي تغيير جذري يذكر.. فقط التقنية التي بدأت تتطور مع تطور التكنولوجيا.. لذا من المؤكد بأننا نحن الذين تغيرنا.. طريقة مشاهدتنا.. ثقافتنا.. رؤيتنا للفن والسينما والحياة بشكل عام.. إذن الملام ليست السينما الهندية.. نحن الذين.....!!

أليس ما سبق.. يعد بمثابة تساؤلات مشروعة..؟! أليست حقائق..؟!!

 

أخبار الخليج في

26.04.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)