جديد حداد

 
 
 
 
 
 

أحمد زكي.. أين أنت.. انقذنا..!!

 
 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

ها هي الذكرى الرابعة لرحيل عملاق التمثيل الفنان الظاهرة أحمد زكي.. إذ نشعر بمدى ذلك الفراغ الفني الرهيب الذي تركه بعد رحيله..!!

فمنذ ذاك الرحيل العظيم.. ونحن نعيش في دوامة الفقد.. حيث متاهات الخوف والرهبة.. رحل هذا العملاق، بعد أن أنهكه المرض والتعب، وتحدى كل وصفات الأطباء في العالم، مصمماً على التمثيل حتى آخر رمق في حياته (أصر على استكمال فيلمه الأخير حليم بالرغم من استفحال مرضه).. فقد كان التمثيل ملاذه الأول والأخير، بل إنه كان الكنز الذي اختزنه في خلاياه البلورية المليئة بالكثير من المشاعر والأحاسيس.

رحل العملاق ليجعل الخسارة والحيرة تعلو وجوه الكثيرين ممن كانوا ينتظرون شفائه، عسى أن يقوم بتنفيذ تلك المشاريع التي كانت مكتوبة خصيصاً له.

أحمد زكي، كان فناناً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. عشنا معه مشوار طويل، منذ صعوده إلى القمة مع نهاية السبعينات، ومتعتنا بالفعل كانت حقيقية، بتلك الأدوار والشخصيات المتميزة التي قدمها طوال مشواره الفني المهم.. شخصيات كثيرة ومتنوعة شاهدناها وأحببناها عن طريقه.. ولم نتخيل يوماً بأن ممثلاً آخر يمكنه أن يؤديها بدله.. خصوصاً تلك الشخصيات الشعبية للناس البسطاء التي نتعرف عليها يومياً ولكننا لا نراها، أو نعيرها أي اهتمام.. لقد تألق أحمد زكي في أداء مثل هذه الشخصيات، وقدم لنا في كل مرة وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل.

هذا المشوار الطويل من الأداء التمثيلي الخلاق، جاء بعد معاناة كبيرة، وخلال طريق صعب ومليء بالإحاطات والنجاحات.. طريق قطعه أحمد زكي حتى يصل إلى ما وصل إليه من شهرة واحترام جماهيري منقطع النظير، جعله يتربع على قمة النجومية لأكثر من عشرين عاماً. حصد خلالها العديد من الجوائز المحلية والدولية، واحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متلاحقة.

كل هذا جاء، بعد أن شعر أحمد زكي بأنه يريد أن يهرب من وحدته بأي طريقة، بل كان يريد أن يهرب من حزن عينيه حين كره كلمة يتيم.. ومن الصمت الذي كان يطوقه، وحين أراد أن يهرب إلى الكلام، وجد في التمثيل متنفسه، فالتحق بعالمه يوم كان يكمل دراسته الثانوية. 

اعتقد جازماً.. بأنني عندما أطلق على النجم الأسمر أحمد زكي، النجم الأسطورة، فهو حقاً يستحق هذا اللقب.. فقد كنا أمام فنان مجتهد جداً، اهتم كثيراً بالكيف على حساب الكم، لفت الأنظار مع كل دور جديد قدمه، وأعماله شهدت له بذلك، منذ أول بطولة له في فيلم "شفيقة ومتولي" وحتى آخر أفلامه.. هناك العديد من الأفلام والشخصيات التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد على السواء.

عزائنا الوحيد، فقط، هو ذلك الكنز العظيم من الأدوار المتميزة الذي خلفه ورائه، والتي يمكننا تكرار مشاهدتها من حين إلى آخر.. هذه الأدوار التي ملئت ذاكرة التاريخ السينمائي، وستظل خالدة مدى الدهر.. هذا ما يتبقى من فنان عظيم لا يتكرر أبداً، مثله مثل بقية نجوم التاريخ العربي.

 

أخبار الخليج في

05.04.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)