جديد حداد

 
 
 
 
 
 

مشهد سينمائي..

عيون لا تنام.. الميهي

 
 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

عزيزي القارئ.. بدأ من عمودنا هذا الأسبوع، وبين فترة وأخرى.. سنحاول أن نقدم لمشهد سينمائي واحد فقط من أحد الأفلام وليس فيلماً كاملاً.. سنختاره بعناية شديدة، وسيكون بمثابة نموذج جيد للصورة السينمائية التي نأمل في مشاهدتها..!!

سنتحدث اليوم عن مشهد من فيلم (عيون لا تنام) للمخرج رأفت الميهي، ومن بطولة أحمد زكي ومديحة كامل.

كان أحمد زكي في قمة تألقه الأدائي. وبشكل عام فإن الشخصيات التي أداها أحمد زكي في السينما حزينة، ظريفة، محبطة، حالمة، متأملة.. حيث تعاطف هذا الفنان العبقري مع كل الأدوار. وفي فيلم (عيون لا تنام) نحن أمام شخصية إسماعيل، والتي فيها أربع نقلات في الإحساس.

في البداية نلاحظ الشخصية عدوانية جداً كريهة جداً، وساعة يشعر إسماعيل بالحب يصبح طفلاً.. الطفولة تجتاح نظرته إلى العالم والى الآخرين.. تخيل يا (اسم المذيع الثاني) بان شخصاً يحب لأول مرة، وهاهو يبتسم كما الأطفال، ثم يعود يتوحش من أجل المال، ثم يحاول التبرئة، ثم يفقد صوابه.. كلها نقلات تقتضي عناية خاصة بالأداء.

ففي حوار لأحمد زكي في الصحافة، تحدث عن دوره هذا، وأن هناك جملة حوارية أتعبته جداً، جعلته يحوم في الديكور ويحرق علبة سجائر بأكملها.. مديحة كامل تسأل: إنت بتحبني يا إسماعيل؟ فكيف يجيب هذا الولد الميكانيكي الذي يجهل معنى الحب، وأي شيء عنه؟ يجيبها احمد زكي: أنا معرفش إيه هو الحب، لكن إذا كان الحب هو أني أكون عايز أشوفك باستمرار، ولما بشوفك ما يبقاش فيه غيرك في الدنيا، وعايزك ليّه أنا بس.. يبقى بحبك.

تصور.. عزيزي القارئ.. بأن سطران قد جعلا أحمد زكي يدور حول الديكور خمس عشر مرات.. لحظة يبوح ابن آدم بحبه، لحظة نقية جداً، لابد أن تطلع من القلب.. إذا لم تكن من القلب فلن تصل للمتفرج.. ونحن أمام شخص ميكانيكي يعبر عن الحب، ليس توفيق الحكيم وليس طالباً في الجامعة، وإنما ميكانيكي يعيش لحظة حب.. هذه اللحظة أصعب لقطة في الفيلم .

 

أخبار الخليج في

08.03.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)