جديد حداد

 
 
 
 
 

تحفة تاركوفسكي..

هدية أمين..؟!

 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

كنت اعرف بأن العبقري تاركوفسكي من المبدعين المفضلين لدى الصديق الناقد أمين صالح.. وأعرف أيضاً بأن أمين أفضل من ترجم للسينما.. لذا كان الكتاب الذي صدر بالإنجليزية وحصلت عليه من مكتبات لندن عام 1988 وهو أول ترجمة بالإنجليزية لكتاب "النحت في الزمن" للعبقري تاركوفسكي.. هذا الكتاب سيكون أجمل هدية مني لصديقي.. بل إنني حين استحوذت عليه، كان جل تفكيري هو هل سيترجم أمين هذه التحفة السينمائية..؟!!

وبالفعل.. ها هو الكتاب بالعربية ينشر ويجد مكاناً مناسباً بل ومتميزاً له في المكتبة العربية.. إنه أفضل ما ترجم للعبقري تاركوفسكي، وذلك بشهادة أغلب النقاد العرب..!!

الكتاب.. النحت في الزمن.. عبارة عن رؤية فكرية وسينمائية جسدها تاركوفسكي من خلال تجاربه مع أفلامه ومع الحياة التي عاشها.. وهو أيضاً سجل حافل بطريقة التفكير الفريدة ـ الفنية منها والحياتية ـ التي انتهجها تاركوفسكي.. هذا العبقري والمنظر السينمائي الفذ..!!

يكتب أمين صالح على الغلاف الخلفي للكتاب:

(أندريه تاركوفسكي عبقري السينما، الذي اعتبره إنجمار بيرجمان "واحداً من أهم المخرجين في زمننا"، يتحدث، في كتابه الهام هذا (النحت في الزمن)، عن تجاربه السينمائية، عن أفكاره ورؤاه وذكرياته، عن إمكانيات السينما واحتمالاتها المتضمنة والتي لم تسبر جوهرياً إلا في حدود ضيقة، عن طبيعة الإبداع الفني، عن المعضلات الخاصة بالفن السينمائي، عن ضرورة الفن وحاجة الإنسان إليه، عن العناصر الفنية والفكرية التي تشكل الفعل الإبداعي، وعن المعنى الشعري لفن السينما. لقد رحل تاركوفسكي في ديسمبر 1986م، في باريس، تاركاً لنا هذا البيان الفني، في كتاب يكتسب قيمة وأهمية من وضوح الرؤى وعمق الأفكار التي يطرحها، ومن ثراء وروعة العوالم التي طبعها في أفلامه الأخاذة).

وبالفعل.. أثناء قراءة الكتاب ينتابك شعور بأن السينما لابد أن تكون هكذا.. لابد أن تصبح هي الحياة.. ممارسة السينما كممارسة الحياة.. فقد اكتشف تاركوفسكي من خلال تجربته ومشواره مع السينما ـ والذي لم يتعدى الـ 30 عاماً ـ بأن السينما لابد أن تحاكي كل شيء في الحياة.. لا بد لها من التواصل مع المتفرج.. أن لا تستسلم لما هو موجود من قوانين وأنظمة.. أن تبحث في مكنونات هذا الفن الخلاق وتصل إلى نتائج ستكون بالفعل مذهلة..!! نراه مثلاً (تاركوفسكي) يكتشف بأن المونتاج يختلف عن الإيقاع.. بل نراه يؤكد بأن: (الإيقاع ليس هو التعاقب القياسي، الموزون للأجزاء. إن حركة الزمن ضمن الكادرات هي التي تخلق الإيقاع... وهو العنصر المكوّن الرئيسي للسينما).

ترجمة هذا الكتاب.. والترجمة إلى العربية بالذات، لمثل هكذا كتاب لم تكن مهمة سهلة.. ترجمة أمين صالح نجحت كثيراً في توصيل كل الرؤى والمشاعر وتلك الرقة المتناهية التي تحدث بها تاركوفسكي وهو يقدم للمتلقي حياته وسينماه.. إنها حقاً لمهمة صعبة تصدى لها الناقد أمين صالح.. أثمرت هدية فنية أخرى قيمة ـ إضافة إلى أعمال تاركوفسكي نفسه ـ قدمها أمين للقارئ العربي..!!

 

أخبار الخليج في

30.09.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)