جديد حداد

 
 
 
 
 
 

رندا الشهال.. مفاجأة الرحيل..!!

 
 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

رندة الشهال ترحل عنا وكأنها منذورة للموت،. تلك التي كانت دوماً في حالة صراع وحرب ضد التقليدي والمهادن.. كانت تخوض حرباً متواصلة مع مجتمعها على جميع الأصعدة.. السياسي والإجتماعي والفني، حتى الصحي.. حيث معاناتها مع مرض السرطان الخبيث.. ولولا قدرة هذا المرض وخبثه، لما استطاع أن يهزمها..!!

رحيلها خسارة فادحة.. بل ومفاجأة أيضاً، خصوصاً لمن لم يعرف بمرضها اللعين.. وها هي تفاجيء الجميع، الذين تألموا لفقدها وفجعوا لرحيلها.

أذكر بأنني عندما طلب مني تقديم فيلمها (طائرة من ورق) لعرضه في الملتقى الأهلي الثقافي بالبحرين، قدمتها مع نجم آخر، ألا وهو الناقد السينمائي الراحل غسان عبدالخالق.. فذكرت في المقدمة:

(...معنا الليلة نجمين من نجوم السينما العربية.. الأول هو فيلم "طيارة من ورق" للمخرجة رندة الشهال.. والنجم الثاني هو الناقد السينمائي الراحل غسان عبدالخالق. "طيارة من ورق".. هو الفيلم العربي الأول الذي يفوز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية الدولي.. أعرق مهرجانات العالم أجمع.. كما أنه كان فيلم الإفتتاح لمهرجان قرطاج الدولي عام 2004. (...) وغسان عبدالخالق.. المناضل في أروقة الصالات العربية والأجنبية.. وشهيد اللامبالاة العربية تجاه الطاقات الإبداعية الخلاقة. وهي مناسبة لتقديم هذا الناقد العربي الذي خسرته الثقافة السينمائية العربية عند رحيله عن عالمنا إثر سكتة قلبية مفاجأة. (...) هذه الليلة.. سنكون أمام أحد كتابات غسان عبدالخالق النادرة.. حيث أنه كان قليل الكتابة إلى درجة أنه حينما طلب منه الناقد سمير فريد أن يجمع مقالاته ليصدرها له في كتاب، تنبه إلى أن كل ما كتبه عن السينما كان مقالات شفوية بثت عبر موجات "مونتي كارلو"، وتبخرت في الهواء.. بالرغم من أنه كان الأنشط من بين النقاد العرب إهتماماً بالسينما...).

ولدت رندة الشهال عام 1953 في طرابلس ونشأت في بيت سياسي، حيث كانت والدتها الكاتبة ومذيعة الأخبار شيوعية عراقية، ووالدها طبيب مثقف وسياسي، لذا نرى بأن مخرجتنا الراحلة، قد رضعت السياسة والثورة منذ نعومة أضافرها.. وكان هذا الزخم السياسي الثورة دافعاً لها لأن تبدأ رحلتها للبحث عن الذات الخاصة بها.. وذلك عندما قررت السفر لفرنسا لدراسة السينما في جامعة فينسان، وهي مازالت في التاسعة عشرة من عمرها.

بدأت مشوارها مع السينما بفيلم تسجيلي عن الحرب الأهلية اللبنانية بعنوان (خطوة.. خطوة) عام 1979.. حققت أول أفلامها " خطوة خطوة" المكرس عن دور الدول المعنية بالحرب اللبنانية عام 1979، ثم فيلم : لبنان أيام زمان" عام 1980 وقدمت أول افلامها الروائية عام 1991 "شاشات الرمال" الذي شارك في مهرجان البندقية ثم عادت الى الوثائقي لتقدم عن الحرب اللبنانية فيلم" حروبنا المتهورة" ثم قدمت عام 1988 فيلمها الروائي "متحضرات" ودائما مستوحى من الحرب اللبنانية قبل أن ينال فيلمها "طيارة من ورق" جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية الستين عام 2003.

رندا الشهال.. فنانة ثورية، آثرت الدفاع عن قضايا الإنسان في كل مكان.. قضيتها هي الوطن والهوية.. وكانت أفلامها تعبر عن هذا الصراع الإسطوري فيما بين الظالم والمظلوم.. ونذرت نفسها وحياتها للدفاع عن المقهورين.. إلى أن تحول هذا الصراع مع المرض الذي هزمها، وأخذها ورحل..!!

 

أخبار الخليج في

05.10.2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)