جديد حداد

 
 
 
 
 

مايكل كليتون:

خوف.. متاهة وانكسار..!!

 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

يبدأ فيلم (مايكل كليتون) بمشهد استهلالي جميل وقوي جداً.. وهو مشهد محاولة قتل مايكل كليتون، بتفجير سيارته.. هذا المشهد يمثل نقطة التحول الرئيسية في الفيلم، بل في تكوين الشخصية الرئيسية أيضاً.. لذا نرى بأن صانع الفيلم قد استهل به فيمله، كتأكيد على دلالة درامية مهمة لا يكتشفها المتفرج إلا في النهاية.. كما أن صياغة هذا المشهد قد جاءت على نحو مغاير وشاعري، ليكون تأثيره كبيراً على بقية الأحداث التي سبقته وتبعته..!!

المشهد: طريق ريفي/ نهار خارجي:

مايكل كليتون يقود سيارته خارجاً من زحمة المدينة متجهاً ناحية الريف حيث الصفاء والراحة النفسية، وفجأة يوقف السيارة ويخرج منها لمشاهدة منظر جميل في عمق الكادر لثلاثة أحصنة في وضع حميمي مبهر، كان قد لمحها في لحظة شاعرية، ثم يقترب منها شيئاً فشيئاً ليربت على ظهر أحدها.. وفجأة يعلو المشهد إنفجار السيارة.. ليبدو لنا مايكل كليتون في حال ذهول من هذا الحدث الجلل..!!

لاحظنا كيف أن مخرج الفيلم قد اهتم كثيراً بتكوينات هذا المشهد بالذات، من خلال حجم الكادر وتكويناته، وتلك الشفافية التي أضفهاها على روح المكان.. وكل هذا ليشعرنا بأهمية مشهد قصير في التأثير على بقية أحداث الفيلم.. نكتشف فيما بعد بأنه مأخوذ من مستقبل الفيلم، بعد عودة لاحداث أربعة أيام سابقة، من خلال فلاش باك طويل.. حتى الوصول إلى نفس المشهد الإستهلالي.. ومن ثم متابعته لما يحدث بعده.

صحيح بأن الصدفة هي التي صنعت هذا المشهد، وأن الصدفة هي التي أنقذت حياة مايكل كليتون، أثناء قيادته لسيارته في طريق ريفي خارج المدينة، وصحيح بأن الصدفة هي التي جعلت مايكل كليتون يوقف سيارته ويسعى للتفرج عن قرب على ثلاثة أحصنة رائعة الجمال، رآها في أحد كتب ابنه، وهي صدفة أخرى.. إلا أن جميع هذه الصدف كان القصد منها التأكيد على ضرورة البحث عن دلالة درامية تؤكد خطورة الأحداث الجسام التي يعيشها مايكل كليتون.

كاتب السيناريو الشاب توني جيلوري قد نجح من خلال هذا المشهد الإستهلالي أن يضع المتفرج في حالة من الهلع والترقب حتى ينكشف الأمر.. وهو أسلوب تعودناه من جيلوري، من خلال كتابته لسيناريو أربعة أفلام سابقة (ثلاثية بورن، براهين على وجود حياة)، وهي أفلام صنعت له شهرة جيدة في الأوساط السينمائية، شجعته لكي يقوم بإخراج أحدث سيناريوهاته (مايكل كليتون).. هذا الفيلم الذي سيفتح له آفاقاً جديدة، بعد ترشحه للعديد من الجوائز وأهمها الأوسكار.

جورج كلوني يقدم في هذا الفيلم واحداً من أقوى وأجمل أدواره، حيث التمكن في التعامل مع مشاعر وأحاسيس متقلبة.. الضعف.. الخوف.. المتاهة.. الإنكسار، وتجسيد حي وصادق لمعاناة الشخصية في صراعها مع الفساد.. لكن الأهم من ذلك كله، بروز دور الكتابة والإخراج في شد إنتباه المتفرج لقضية الفيلم المشوقة والتي تناولت عالم القضاء وسياسته وأدانة المؤسسة القضائية بشكل غير مباشر.. ليشكل هذا الفيلم إضافة جديدة لكاتب السيناريو توني جيلوري، من خلال تألقه وحضوره اللافت في الإخراج، مما جعل أربعة من كبار مخرجي أمريكا، مساندته في أولى تجاربه الإخراجية.. وهم سيدني بولاك وجورج كلوني كممثلين ومنتجين، وأنتوني منغيلا وستيفين سودنبرغ كمنتجين.

 

أخبار الخليج في

18.05.2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)