جديد حداد

 
 
 
 
 
 

الغزو.. بين الخير والشر

( 1 )

 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

الفيلم الأخير للنجمة المتألقة نيكول كيدمان، كان تحت عنوان الغزو.. وهو عنوان يثير الشكوك.. ويوحي بأنه عن الحرب، أو بالأحرى الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط.. حيث هذا العام، ظهرت مجموعة من الأفلام الأمريكية تتناول الحروب والسياسات الأمريكية في دول العالم الثالث.

إلا أن ما قدمه الفيلم يبتعد كثيراً أو بعيداً عن العنوان والإيحاء الذي أوصله.. فالفيلم يتناول موضوعاً للخيال العلمي.. حيث هذا الموضوع ليس جديداً على هوليوود والسينما الأمريكية على السواء.. فقد شاهدنا ما شابهها كثيراً..!!

يتحدث فيلم كيدمان عن مخلوقات فضائية تهبط إلى الأرض على شكل نباتات غامضة تولد شرانق تستولي على البشر حين ينامون.. وبالتالي يكتسبون هذا المرض الذي يسيطر عليهم ويسلبهم القدرة والإرادة، إضافة إلى نقل المرض عن طريق العدوى بشكل سريع ومذهل.. وعلى البطلة (كيدمان)، الطبيبة النفسية، أن تضل مستيقظة والعثور على ابنها، الذي يحمل حصانة ضد المرض، إنقاذ البشرية من هذا الوباء المخيف..!!

بشكل عام جاء الفيلم مخيباً للآمال التي عقدت على نجمته الكبيرة كيدمان، والتي عودتنا على مواضيع جديدة ومبتكرة.. وهي التي قدمت مجموعة من الأفلام تعد من بين أفضل ما قدمته السينما الأمريكية في السنوات العشر الأخيرة.

صحيح بأن الفيلم جاء في حالة مقبولة من ناحية الحبكة والسرد الدرامي، إضافة إلى الإثارة والتشويق.. إلا أن كل ذلك لم يشفع له كثيراً.. حتى مع تواجد النجمة نيكول كيدمان، والتي حملت على عاتقها فيلماً بأكمله.. رغبة من صناع الفيلم من استثمار هذه الشهرة للنجمة لدى جمهورها العريض.. إلا أن وجودها أيضاً لم يشفع للفيلم.. ولم ينجح في الاستحواذ على المتفرج..!!

في هذا الفيلم، نرى بأن التوليفة التقليدية الهوليوودية حاضرة بقوة.. الصراع بين الخير والشر، وانتصار الخير في النهاية.. ولكن هذا الصراع نشاهده في هذا الفيلم دون وعي أو رؤية فكرية، تساهم في إعطاء فكرة عن طبيعة وعمق هذا الصراع بين البشر (الأخيار) وغير البشر (الأشرار).. حيث يطلق الفيلم إشارات هنا وهناك، حول الحروب وآثارها على الإنسان، وطبيعة البشر الشريرة، التي يجب مواجهتها بعنف.. كما يشير إلى الحرب الأمريكية في العراق في بداية الفيلم ونهايته.. دون الدخول في تفاصيل وإيحاءات لهذه الإشارات.. (في أخبار التلفزيون.. نشاهد الرئيسان شافيز وبوش يتصافحان بحرارة.. وخير يتحدث عن استتباب الأمن في العراق بين السنة والشيعة.. في إشارة إلى أن السلام قد تم في العالم، وانتهت الحروب الأهلية ومخاطرها)..!!

شخصياً.. لم يعجبني الفيلم كثيراً، بالرغم من وجود نجمتي المفضلة فيه.. لم أشاهد (بنت كيدمان) كما عهدتها.. لم أشاهد ذلك الأداء الفاتن الذي يأتي من داخلها.. كانت جسداً وجمال خارجي فقط.. وهذا في تصوري نابع من ضعف رسم الشخصية أساساً.. الشخصية لم تكن تعبر عن مشاعر وأحاسيس داخلية، ولم تكن (كطبيبة نفسيه) تعالج قضية الفيلم بشكل يثير الكثير من الأسئلة.. نشاهدها تنتقل من مشهد إلى آخر، ومن مكان إلى آخر، إلى أن ينتهي الفيلم.. أين تلك الأحاسيس والمشاعر التي يمكن أن تصعد من دراما الفيلم وأحداثه.. كيف لنا أن نشاركها هذا الهم التي هي فيه، دون مشاركتنا لمشاعرها وردود أفعالها.. وهذا كان حال بقية الشخصيات في الفيلم..؟!

 

أخبار الخليج في

20.01.2008

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)