جديد حداد

 
 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

ليلة سقوط بغداد..!!

 
 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

ثلاثة أسباب دفعوني لمشاهدة فيلم (ليلة سقوط بغداد)، الضجة الإعلامية التي صاحبت عرضه في مهرجان القاهرة في الصحافة العربية.. وثانياً، اسم الفيلم الذي ذكرني بحلقات (ليلة سقوط غرناطة) الذي كتبه محفوظ عبدالرحمن، والذي يعد أبرز دراما تليفزيونية عربية قدمت تفاصيل هامة عن نهاية احتلال المسلمين للأندلس.. وثالثاً اسم محمد أمين كمخرج يقدم الكوميديا المختلفة بعد مشاهدتي لفيلمه الأول (فيلم ثقافي)... حينها كان مفاجأة بالنسبة لي، أن أرى فيلماً مصرياً يحكي عن مجموعة من الشباب في محاولتهم البائسة لوجود مكان يشاهدون فيه شريط فيديو إباحي.

(ليلة سقوط بغداد) فيلم يصور تلك الهواجس المتشابكة حول الحرب والجنس ومعاداة الولايات المتحدة الأمريكية.. استطاع من خلاله كاتب الفيلم ومخرجه محمد أمين أن يتناول عدداً من القضايا الاجتماعية والنفسية التي يعيشها المواطن العربي والمصري على الخصوص، وتجسيد حالة التخدير التي يعيشها أفراد المجتمع المحبط والمغيب، وطرحه لتلك الضغوط الأمريكية التي تمارسها على الشعوب العربية، متمثلاً بداية باحتلال العراق، الذي خلف حالة من الخوف والتوجس على نفسية المواطن.. كل هذا جاء بأسلوب فني مزجت فيه السياسة بالكوميديا السوداء بالخيال العلمي.

فالمواطن (حسن حسني) ناظر مدرسة وطني وغيور ويعتريه الخوف على مستقبل مصر، الذي تنتابه كوابيس تقلقه ليل نهار، كوابيس على شاكلة اقتحام المارينز لمنزله واغتصاب ابنته الوحيدة، كوابيس تجعله يتساءل في رعب.. ماذا نفعل حيال احتلال أمريكا لنا؟.. هل من سلاح ردع لهذا الهجوم إن حصل ندافع به عن أنفسنا..؟ هذا الناظر يستشعر الخطر القادم من أمريكا.. لذا نراه يستعين بالشاب خريج كلية العلوم ذو الطاقة العلمية المكنونة (أحمد عيد)، ليستحثه على اختراع سلاح ردع للهجوم الأمريكي المحتمل على مصر. وأمام عجز هذا الشاب على اختراع هذا السلاح، يحاور الناظر تلبية حاجاته ورغباته، لدرجة تزويجه لابنته. وتتأخر نتائج تلك الأبحاث التي يجريها المخترع الصغير مع تصاعد العدوان على العراق وزيادة التهديدات لدول عربية أخرى، لتتضاعف كوابيس هذا الناظر أكثر، فيلجأ لإقامة معسكر تدريب على استخدام السلاح والدفاع عن الوطن... ونتابع تلك الأحداث بأسلوب كوميدي يمتزج بالسخرية وطرح الأسئلة المسكوت عنها..!!

في هذا الفيلم اتبع محمد أمين عدة مذاهب فنية ونجح من خلال أدواته الفنية والإبداعية في السيطرة على تجسيد فكرته وتقديم نقد صادق للوضع العربي، ونقل وجهة نظر الشعوب العربية السائدة تجاه السياسة الأمريكية المتغطرسة. هذا إضافة إلى كشفه لكم الخوف المسيطر على أسرة مصرية، وتقديرها لما سيحصل في المستقبل.

بالطبع كان الفنان حسن حسني هو العمود الفقري للفيلم، حيث حمل على عاتقه مهمة نجاح الفيلم، وقدم أداء في أفضل أدواره في السنوات الأخيرة، وذلك بقدرته على الإقناع بالأداء السلس البسيط والصادق. وكان أداء أحمد عيد مميزاً بخفة ظله وطبيعية أداءه، وابتعاده عن المبالغة في الأداء.. كذلك بسمة التي كانت متفهمة لطبيعة الدور وللشخصية كوجه جميل وثورية وأنثى ناعمة في نفس الوقت.

 

أخبار الخليج في

08.09.2012

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)