جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

THE INTERPRETER

المترجمة.. نيكول

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

عندما ذهبت لمشاهدة فيلم (المترجمة THE INTERPRETER ) كنت تأهب وحماس تام.. وذلك لرنين تلك الأسماء التي احتواها الفيلم.. الرائعة نيكول كيدمان والمتميز شون بن.. كلاهما يعتبران من أبرز نجوم هوليوود والعالم.. وهما الحائزان أيضاً على الأوسكار لأفضل تمثيل.. ويقودهما المخرج الأكثر إثارة في تناوله لقضايا سياسية حساسة، عندما يكون في أفضل حالاته. هذا إضافة إلى أنني سأشاهد فيلماً صور لأول مرة داخل دهاليز مبنى الأمم المتحدة.

عموماً.. بعد أن وصلت قاعة العرض كان الفيلم قد بدأ.. إي إن فترة (السمبل) قد فاتتني.. وكان علي أن ألملم مصابي هذا وأنتبه لمتابعة الفيلم.. ولكن بعد أكثر من مشهد ابتدائي.. شككت للحظة بأنني قد دخلت الفيلم الخطأ.. حيث كنت أترقب ظهور نجمتي المفضلة الساحرة نيكول كيدمان.. ولم يهدأ لي بال إلا بعد ظهورها لتملئ الشاشة بريقاً وألقاً.

يحكي الفيلم عن سيلفيا بروم (نيكول كيدمان) التي تعمل كمترجمة للأمم المتحدة، حيث تسمع عن طريق الخطأ مؤامرة لاغتيال رئيس أفريقي في اليوم الذي سيتوجه فيه إلى مقر الأمم المتحدة.. تصبح هي الأخرى هدفا، فتتوجه إلى السلطات بقصتها. ويتم تكليف العميل الفدرالي توبن كيلر (شون بن) بحمايتها على الرغم من أنه لا يصدق حكايتها في البداية.

الفيلم في تتابع أحداثه، يقدم إثارة ملفتة ولمحات فنية وإنسانية جميلة.. حيث نجاح السيناريو في سرد أحداث ومواقف وقضايا متنوعة ومتداخلة.. من بينها الإرهاب.. العنف.. التلفيق السياسي ضد الحقيقة.. وكلها قضايا يحتاج كل منها إلى فيلم لوحده.. فالفيلم بمجموعة أحداثه ذات التأثير التشويقي والحبكة البوليسية الموفقة، تناول القضية السياسية بشكل مثالي غير مقنع، بل إنه بدا وكأن الفيلم قد ألبس الثوب السياسي عنوة.. فلو أننا استبدلنا هذه الحبكة السياسية بأخرى بوليسية عن مجموعة من الأشرار يخططون لارتكاب جريمة ما.. هل سيتغير المعنى.. بالطبع لا.. حيث أن هذا الثوب السياسي سيختفي من الأذهان بمجرد مشاهدة الفيلم، ويبقى فقط ذلك التأثير النفسي للأسلوب الدرامي الأخاذ ذو التقنية الحرفية العالية. صحيح بأن الفيلم في بعض مشاهده بدا مربكاً وغير محدد الاتجاه.. حيث نراه يخوض في المسار الدرامي للفيلم متنقلاً ما بين التشويق والدراما إلى جو المطاردات.. إلا أن طريقة السرد الفيلمي للأحداث والحبكة المتشابكة الممزوجة بالإثارة والحركة.. أضافت الكثير لبناء الفيلم وتماسكه.. وكان نجاح السيناريو لافتاً في صياغة كل هذه الأحداث.. فنحن هنا أمام ثلاثة من أبرز كتاب السيناريو في هوليوود.. تشارلز راندولف (The Life of David Gale)، سكوت فرانك (Minority Report) وستيفن زاليان (Gangs of New York).

في هذا الفيلم يعود المخرج الذائع الصيت "سيدني بولاك" بقوة.. بعد سلسلة من الأفلام غير الموفقة (Havana، The Firm، Sabrina، Random Hearts).. ليذكرنا بسنوات تألقه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عندما قدم مجموعة من الأفلام الهامة أبرزها (Three Days of the Condor، Tootsie، Out of Africa).. هنا يكون في أفضل حالاته كمخرج.. حيث نجح في قيادة مجموعة طاقمه الفني بخبرة ودراية.. وتقديم فيلم متماسك ومثير.

 

أخبار الخليج في

20.07.2012

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)