جديد حداد

 
 
 
 
 

(Last Chance Harvey)

فرصة للحب والحياة..!!

( 1 ـ 2 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

يعد الممثل الأمريكي داستن هوفمان.. أحد أبرز النجوم السينمائيين خلال العقود الأربعة الماضية.. وهو الآن بعد أن تجاوز السبعين عاماً، يجد صعوبة بالغة ـ ضمن منظومة هوليوود الإنتاجية ـ في الحصول على بطولة في أفلامها.. حيث يتحدث لوكالة رويتر معلناً بأنه لن يعتزل التمثيل أبداً ولكنه قد يبحث بعيدا عن هوليوود عن الأدوار التي تناسب سنه.. ويضيف بأنه لم يفهم أبداً، حتى عندما كان طفلا، الهوس بالشباب وما سماه "عدم احترام المسنين هنا والذي لا يوجد في جميع الدول".

هوفمان.. هو أحد المفضلين لدي.. أحرص شخصياً على متابعة أخباره وأفلامه، وذلك لتقديري وإعجابي الشديد بموهبته ونجوميته.. مع التأكيد بأن أي فيلم جديد له لابد أن يكون به شيء مهم.. فمنذ بدأت أخبار فيلمه الأخير (Last Chance Harvey)، في قنوات الشوتايم تظهر، بدأت أنتظر عرضه بفارغ الصبر..!!

وبالطبع، لم يخيب ظني في المستوى الفني الراقي لفيلمه الجديد هذا، والذي اعتبرته من أجمل الأفلام الرومانسية التي شاهدتها في السنوات الأخيرة، فلم يكن فيلماً رومانسياً تقليدياً، وإنما كان فيلماً نجح بجدارة لتوغله في أعماق النفس البشرية لشخصياته، وإظهار مكنوناتها، وتقديم عمل مختلف ومحكم الصنع من خلال تجسيده لذلك الكم الرهيب من المشاعر والأحاسيس التي تعتمل في دواخل شخصياته، معتمداً في ذلك على الكثير من التفاصيل الذكية والمتراكمة التي تثير الحزن والشجن.

يحكي الفيلم عن شخصيتين رئيسيتين، هارفي (داستن هوفمان)، وكيت (إيما تومسون).. الاثنان تجاوزا سن الشباب، ويواجهان كماً من الإحباطات النفسية والاجتماعية، تؤكد لنا عن شخصين يعيشان على هامش هذه الحياة، تلك الحياة التي توصلهما إلى حالة ميئوس منها، إلى أن يتم لقائهما.

فهارفي، ذلك الموسيقي الحزين الذي يعيش في نيويورك، يحلم بـأن يكون عازف بيانو ضمن فرقة لموسيقى الجاز، إلا أن هذا الحلم انتهى به إلى العمل في تأليف موسيقى الإعلانات التجارية. وهو الآن على وشك الاستغناء عنه من قبل الشركة التي تنوي إدخال إمكانيات الكمبيوتر في فن الموسيقى. يكون هارفي مضطراً للسفر إلى لندن لحضور حفل زفاف ابنته الوحيدة التي تعيش مع مطلقته هناك.

في المقابل، هناك شخصية كيت، التي تعيش في لندن، وتعمل في الوكالة الوطنية للإحصاء.. وهي امرأة ناضجة تعدت سن الشباب، ولكنها لم تتزوج بعد، تقوم بإحصاء القادمين عشوائياً في مطار هيثرو.. هذا إضافة إلى رعاية والدتها المريضة، والتي لا تتوقف عن تذكيرها بأنها لابد أن تتزوج.. ونلاحظ كيف أن هاتفها لا يرن إلا لاستقبال صوت أمها المهووسة.

هو يفشل في محاولته لكسب ثقة ابنته من جديد، حيث ندرك كيف أن انفصاله عن والدتها قد ترك أثراً على علاقتهما التي بدت مرتبكة.. خصوصاً بعد إعلانها بأن زوج والدتها سيسلمها إلى عريسها.. لذا نراه يقرر الانسحاب والعودة إلى نيويورك..!!

وهي توافق ـ بترتيب من صديقتها ـ على مقابلة شاب أصغر منها سناً، محاولة منها لتخطي مرحلة العنوسة، لكنها تفشل في التواصل معه، حيث تشعر بالوحدة في إحدى الحانات، بالرغم من تواجد هذا الشاب والآخرين على نفس المائدة.. إنه الخوف والارتباك اللذان يسيطران عليها نتيجة لحظات الحب المزيف.

 

أخبار الخليج في

23.01.2011

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)