جديد حداد

 
 
 
 
 

جديد الكتاب..

السينما الإيرانية.. تاريخ وتحديات

( 2 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

لابد من التأكيد على أن الثورة الإسلامية في إيران، قد أحدثت تغييراً كبيراً في المجتمع على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية. وصحيح بأن هذا التغيير قد أثر على مسيرة السينما الإيرانية، إلا أن حركة السينما لم تتوقف أو تتعطل، بل واصلت السينما مشوارها وإن بشكل بطيء. فها هي السينما الإيرانية بعد ثلاثين عاماً من قيام الثورة، تلقى حضوراً قوياً وناجحاً، ليس في المحافل السينمائية والمهرجانات فحسب، بل حتى خارجها.

تقول برجكاني بأن في السنوات التي أعقبت قيام الثورة، "كانت لا تزال السينما شابة، لكنها مرت بتجارب صعبة ومهمة وتحولت إلى قسم جدّي في الثقافة الإيرانية، إلى جانب الموسيقى والأدب والمسرح. وكانت هناك محاولات لإرساء الاستقرار في السينما والإنتاج في السنوات الأولى بعد الثورة، فاستطاعت السينما متابعة طريقها بحزم، مجبرة بذلك المسئولين على اعتبارها أمراً جدياً في العلاقات العالمية".

من هنا بدأت الانطلاقة الثانية للسينما الإيرانية، وهي مرحلة تختلف عن سابقتها، حيث تأثرت بقيم جديدة أرستها دولة إسلامية، والتزمت أو اضطرت للالتزام بها. وتميزت هذه المرحلة في البدء بعدم وجود ضوابط وقوانين واضحة، وتوقف عمل بعض دور السينما، وغيرها من الأسباب التي أدت إلى أزمة في صناعة السينما في إيران.

إلا أن الأمور بدأت في التحسن مع بداية عام 1981، بعد أن طبقت بعض السياسات من قبل الدولة، وأصبحت السينما تحت إشرافها، حيث تم إلغاء الضرائب المرتفعة على الأفلام المحلية، ووضع القيود في استيراد الأفلام الأجنبية، كذلك إعطاء القروض لإنتاج الأفلام. وهذه من الأمور الإيجابية لإشراف الدولة على السينما.. في مقابل تأثير الرقابة السلبي على إنتاج الأفلام.

وبدأ إنتاج الأفلام يتزايد في ظل هذه القوانين الجديدة، وظهرت آثاره واضحة، مع الترحيب الكبير من النقاد والجماهير بالأفلام الإيرانية، حيث وصل عدد الأفلام المنتجة في عام 1985 إلى 81 فيلماً. كما بدأ حضور السينما الإيرانية لافتاً على مستوى المهرجانات الدولية، بل حققت نجاحات على مستوى الجوائز. هذا إضافة إلى إنشاء محكمة لدراسة الأخطاء السينمائي، ووضع إستراتيجية سينمائية إيرانية منذ عام 2000. كما أشارت الكاتبة إلى أهمية إنشاء مؤسسة فارابي السينمائية، وهي مؤسسة غير حكومية، وظهور سينمائيون جدد أدوا دوراً مهما ومصيرياً في تطور وازدهار السينما الإيرانية، وبروز أفلام هامة حصلت على أعلى تقدير في مهرجانات العالم.

كما قدمت الكاتبة برجكاني، فصولاً مطولة عن أهم المحطات والتيارات والرموز السينمائية، حيث تناولت سينما الحرب التي سميت بـ"الدفاع المقدس"، وتحدثت عن تجربة المخرج محسن مخملباف، ذو الوجوه السينمائية المتعددة، وعن عباس كيارستمي، التي وصفته بظاهرة التسعينيات من القرن العشرين. وخصصت فصولاً أخرى عن سينما الأطفال، وسينما المرأة، والسينما الكوميدية، والأفلام الوثائقية، واختتمت كتابها بفصل عن المهرجانات.

إنه حقاً كتاب مهم، تحدثت فيه المؤلفة فاطمة برجكاني باستفاضة عن تاريخ هذه السينما التي حققت في العشرين عاماً الماضية، صولات وجولات في المحافل والمهرجانات الدولية، وخطفت الكثير من الجوائز والتقدير.

 

أخبار الخليج في

05.01.2011

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)