جديد حداد

 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

Road to Perdition

الطريق إلى الهلاك ( 1 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

كانت أمسية رائعة، تلك التي شاهدنا فيها فيلم (الطريق إلى الهلاك - 2002 - ROAD TO PERDITION)، حيث المتعة والإبهار السينمائي الذي قدمه لنا المخرج المتميز سام مينديز في ثاني أفلامه، بعد فيلمه الذائع الصيت (الجمال الأمريكيAMERICAN BEUTY)، الذي كان نجم جوائز الأوسكار لعام 2000. وهو بالتالي سيكون مؤهلاً لأن يدخل منافسات الأوسكار في مارس القادم بفيلمه الجديد هذا.

في فيلمه الجديد (الطريق إلى الهلاك)، يواصل سام مينديز بحثه في خبايا النفس البشرية والعلاقات العائلية، ويقدم ملحمة عن علاقة الآباء بالأبناء، في ظل عالم من العنف والدماء والصراعات، ومن خلال خلفية المجتمع الأميركي في ثلاثينيات القرن العشرين، وفترة الركود الاقتصادي في تلك الفترة من الزمن، متناولاً ذلك الصراع بين أبوين كلاهما يحب الآخر، ولكن عندما يتعلق الأمر بمشاعر الأبوة ينشأ صراع حتى الموت بينهما.

وقبل أن نتطرق لحكاية الفيلم، لابد لنا من الإشارة إلى تلك العوالم الخفية والدوافع النفسية التي تقف وراء مجمل الشخصيات الإجرامية التي أبرزتها السينما في أفلام عديدة، في محاولة منها لتكريس حقيقة أن الإنسان لم يخلق مجرماً، وإنما هناك ملابسات اجتماعية واقتصادية هي التي تسير حياة هذه الشخصيات وتدفعها لأن تسلك طرقاً غير قانونية لكي تعيش.

وإذا كانت هذه الدوافع قد غابت في فيلمنا هذا، فإن الجانب الإنساني قد تألق بصورة ملفتة للنظر، من خلال علاقات متشابكة بين شخصيات الفيلم، تتضح بشكل جلي بين الآباء وأبنائهم والعكس.

يحكي الفيلم عن مايكل سوليفان (توم هانكس)، القاتل المأجور الذي يعمل لصالح جون روني (بول نيومان) زعيم إحدى عصابات المافيا في فترة الكساد الاقتصادي في شيكاغو. تربط هاتين الشخصيتين علاقة حميمة، قدمها لنا الفيلم بشكل موجز وذكي منذ البداية، من خلال مشهد قصير عندما عزفا سوياً على البيانو لحناً مشتركاً يجسد ذلك الانسجام على صعيد الروح والأفكار. إلا أن تلك العلاقة الجميلة تتعرض للانهيار، بعد أن يقوم كونر ابن روني بقتل زوجة سوليفان وابنه الأصغر، ليبدأ العداء بعد قرار الرحيل الذي اتخذه سوليفان مع ابنه مايكل، وفي تفكيره تنفيذ أمرين، الأول المحافظة على حياة ابنه المتبقي وإبعاده عن أجواء القتل، وثانيهما الانتقام من قاتل عائلته.

كذلك بالنسبة لروني، الذي نجده في محنة صعبة بين أمرين، الأول فقده لأفضل رجاله الذي يعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة، والثاني خوفه على ابنه من انتقام سوليفان. ليتحول ذلك الرجل القوي الذي يسيطر على كل شيء، إلى إنسان ضعيف أمام تلك المشاكل التي يسببها الأبناء، لدرجة أنه يقدر لسوليفان تمسكه بفكرة الانتقام، لكنه لا يصمد أما غريزة الأبوة، حيث يؤجر أحداً لقتل غريمه سوليفان.

وبالتالي تسير أحداث الفيلم نحو النهاية الحتمية، حيث يتخلص سوليفان من قتلة عائلته، ومن ثم يقتل على يد القاتل الأجير. وفي ذلك إشارة إلى أن الشر لابد أن يولد الشر. لتبقى الفكرة الأساسية التي اعتمدها الفيلم، ألا وهي فكرة توريث العنف والإجرام، التي يرفضها الفيلم في مشهد ختامي، عندما لا يستطيع الطفل الصغير أن يصوب المسدس نحو قاتل والده.. لينهيه سوليفان ويجنب ابنه الدخول إلى هذا العالم الملطخ بالدماء، مصراً على أن يحافظ على ابنه الوحيد نظيفاً، وإبعاده عن طريق كان قد اختاره هو لحياته بسبب مهنته والذي اكتوى بناره.

يتبع...

 

أخبار الخليج في

02.06.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)