جديد حداد

 
 
 
 
 

المرأة كمخرجة للفيلم الروائي المصري ( 2 )

نادية حمزة:

اتجهت للإنتاج لتصبح مخرجة

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

تخرجت نادية حمزة من قسم السيناريو بمعهد السينما في بداية السبعينات، وعلى وجه التقريب عام ،1971 وعملت كمساعدة مخرج ملازمة للمخرج نيازي مصطفى منذ فيلم (فارس بني حمدان)، كما اشتركت في أكثر من ثلاثين فيلماً كمساعدة مخرج مع عدد كبير من المخرجين، من بينهم كما الشيخ، حسام الدين مصطفى، توفيق صالح، كمال عطية، سيد زيادة، عبدالرحمن الشريف. واشتغلت مع مخرجين شباب منهم المخرج ياسين إسماعيل ياسين في فيلم (اللعبة) من بطولة عادل إمام. وكانت لها عدة محاولات في مجال كتابة السيناريو ولكنها لم تر النور بسبب عدم اقتناع المنتجين بها، كما تقول المخرجة. ثم اتجهت للإنتاج إيماناً منها بأنه من المستحيل أن يجرؤ منتج مصري على منح امرأة فرصة تحمل مسئولية إخراج فيلم سينمائي روائي طويل.

فبدأت أولاً بالإنتاج للغير .. (...خفت أن أبدآ بنفسي وأفشل فتكون نهايتي، لذا بدأت بفيلمي (العرافة) لعاطف سالم، و(الطاووس) لكمال الشيخ. ومن خلال العملين نجحت ـ والحمد للّه ـ في فرض اسمي كمنتجة، وعندما شعرت بأنني أقف فوق أرضية ثابتة منحت نفسي فرصة إخراج عملي الأول .. وهكذا تحقق حلم حياتي وأصبحت مخرجة)# الفيديو العربي ـ يونيو 1984.

بدأت نادية حمزة كمخرجة بفيلم (بحر الأوهام) إنتاج عام ،1983 محاولة منها لاختصار الطريق الموصل للجمهور. حيث قدمت له التوليفة التجارية من خلال التعرض لحياة بائعات الهوى وعالم الكباريهات وما يتبعه من رقص وغناء ومغامرات إلى آخره.

ولأن هذا الفيلم تناول حياة بائعات الهوى، ذلك الموضوع الشائك الذي أصبح يداعب الرقباء، بعد منع فيلمي (خمسة باب، درب الهوى)، فلا بد أن يتعرض الفيلم للرقابة. وهذا التعرض من قبل الرقابة ربما أعطى للفيلم أكبر دعاية إعلانية مجانية، وحافز للمتفرج على مشاهدة الفيلم. في البدء غيرت الرقابة اسم الفيلم، الذي كان (البنت لوله الأبهة)، وحذفت منه جزء من دور صبي العالمة (70 متر من الشريط السينمائي)، ولتلافي قصر الفيلم بعد ذلك، أضافت المخرجة مشهدين، دعمت بهما الشخصيات (90 متراً).

فكرة الفيلم تقليدية، وقدمت في أكثر من فيلم سابق .. البنت التي تدفعها الظروف إلي الانحراف والانجرار إلى عالم البغاء، ومن ثم تحاول الخروج من هذا العالم، بعد توبتها ومعرفتها للطريق السليم.

تقول المخرجة من خلال فيلمها هذا، بأن قيم الإنسان لا يصح التنازل عنها، تحت أية ظروف، وإلا سيتحول تدريجياً إلى إنسان ساقط بلا مبادئ. الفكرة بحد ذاتها لا غبار عليها، إنما التناول السينمائي لهذه الفكرة جاء ركيكاً وغير متناسق، علاوة على أنه اتخذ الطابع التجاري المبتذل. وكان السيناريو ـ الذي كتبته المخرجة أيضاً ـ هو نقطة الضعف الرئيسية لخلوه من المواصفات الفنية والإبداعية للسيناريو، فظهر بصورة ساذجة وضعيفة، مما أفقد الفيلم عنصري الاستمتاع والإقناع، والقدرة على توصيل الفكرة للمتفرج.

بعد ذلك، أقدمت نادية حمزة على تجربتها الإخراجية الثانية في فيلم (النساء) إنتاج عام ،1984 الذي لم يكن حظه أحسن بشكل أو بآخر من فيلمها الأول ٌلا بدرجة بسيطة. حيث قدمت المخرجة نماذج نسائية مسطحة، بدون خلفيات وبدون تعمق، وأظهرت المرأة في صورة مشوهة، اعتمادا على نماذج من البورجوازية الصغيرة، حيث الإمكانيات غالباً محدودة والطموحات كثيرة، لذلك نشاهد المرأة في الفيلم تسعى إلى تغيير واقعها الاجتماعي والاقتصادي بأية طريقة ممكنة للحصول على المال، حتى ولو كانت طرق ملتوية وغير قانونية بل وساذجة، مما أحدث خلخلة في بناء الشخصيات.

فالمحامية (بوسي) الناجحة في عملها نجدها نموذجاً للكبرياء، حيث تصر أن تسكن في فندق بعد طلاقها من زوجها (محمود ياسين)، ولكنها سرعان ما تعود إليه لمجرد أنها شاهدت انهيار العمارة التي كانا يحلمان بالحصول علي شقة فيها .. هل هذا منطق طبيعي؟! وهل هذا الحدث يكفي لتحديد العلاقة التي تربط بين الزوجين.

والنموذج الثاني للمرأة، هو الزوجة التي كانت تحلم بأن تكون معيدة بالجامعة (ماجدة زكي) ولكن ينتهي طموحها بعد زواجها من رجل معقد (نجاح الموجي) يسجنها في البيت لإنجاب الأطفال وخدمته وتلقي إهاناته. ولكننا نفاجئ بعد انتقالهما إلى شقة أكبر وأرحب، تتغير معاملة الزوج لزوجته كلياً، وكأن تغيير المكان هو الحل الجذري والنهائي لكل مشاكلهما.

أما النموذج الأخير، والذي يعتبر زائداً على السيناريو، ولا يفيد الفيلم بتاتاً، هو قصة المرأة (ليلى علوي) التي تزور في أوراق رسمية لتسافر للعمل بالخارج. ولا تعطينا المخرجة ـ وهي كاتبة السيناريو أيضاً ـ أي مبرر لإقحام تلك القصة في الفيلم.

إدا أرادت نادية حمزة، في فيلمها هذا، أن تدافع عن المرأة وتعالج قضاياها، فمن الواضح بأنها أخفقت في ذلك، ربما عن غير قصد، فالنماذج التي اختارتها تسيء إلى المرأة ولا تدافع عنها.

 

أخبار الخليج في

07.08.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)