فكرة الفيلم ليست جديدة،
بل إنها طرحت في أفلام مثل: (إنها حياة رائعة) للمخرج فرانك كابرا،
و(حياة فرونيك الثانية) للمخرج البولوني كريستوف كيشلوفسكي،
و(غروند هوغ دي) بطولة بيل موري، و(الأبواب المنزلقة) بطولة جوينيث
بالترو.
ومن الطبيعي لأي متفرج
شاهد تلك الأفلام، سيرى بأن فيلمنا الجديد هذا أقل مستوى من
سابقيه، هذا بالرغم من الإطار الهوليوودي الجذاب، وتضافر عناصر
فنية أهمها الحوار القوي والتصوير الجميل، جعلت من العمل فيلماً
ممتعاً.
في (The Family Man)
نشاهد رجل الأعمال الناجح جاك كامببيل (نيكولاس كيج) من وول ستريت,
وهو في قمّة تألقه. حيث يستعد لإتمام صفقة العمر باندماج شركته مع
شركة أخرى في صفقة تقدر بملايين الدولارات. لذا نراه يعتقد بأنه
يمتلك كل شيء ولا ينقصه أي شيء، كما قال لأحد لصوص الشوارع في ليلة
عيد الميلاد. وعندما يخلد للنوم في شقته الفاخرة، يصحو على همسات
وصراخ أطفال، ليفاجأ بأنه متزوج من حبيبته القديمة ولديه منها
طفلين. وبدلاً أن يكون في وول ستريت، أصبح الآن مديراً لأحد محلات
الإطارات. ومن الطبيعي أن يكون هذا الأمر محيراً له في البداية،
حيث أنه وبشكل غير معقول يعيش عالماً غير عالمه. فبعد حياة
الملايين، هاهو يعيش حياة بسيطة عادية،
يوصل أطفاله إلى المدرسة كل يوم، ويذهب إلى
نوادي الرياضة مع أصدقائه ويبيع الإطارات في محله الخاص،
إنها حقاً حياة رتيبة بالنسبة لمن كان يتحكم بالملايين في وقت مضى.
يكتشف جاك بأن ما يعيشه ليس سوى تلك "اللمحة" التي وعده بها رجل
أسود اشترى منه بطاقة يانصيب، وإن الذي يعيشه هو ما كان يمكن أن
يحصل له لو لم يترك حبيبته كيت (تي ليوني) بعد تخرجه قبل ثلاثة عشر
عاماً. لكنه وبعد مرور الوقت، تبدأ نظرته للأمور وللحياة بشكل عام
تتغير ويبدأ بالتأقلم مع هذه الحياة الجديدة، بل إنه يتمسك بها،
حتى ولو وجد نفسه في النهاية أمام
خيارات صعبة للغاية. إنه يختار أن يتمسك بالعائلة.
فكرة الفيلم - بالرغم من
بساطتها، إلا أنها تقدم معالجة درامية فنتازية لسؤال يتخطى تلك
الحدود الزمانية والمكانية وحتى الثقافية، عن نوعية الحياة التي لم
تمارس، وذلك بسبب قرارات حياتية اتخذت في الماضي.
أعجبت بالفيلم، ضحكت
كثيراً، وإلى الآن مازال يثير بعض الاهتمام بأحداثه الكوميدية
والمفاجئة، هذا باعتبار أن السيناريو وعنصر الدراما فيه متقنة
ومؤثرة. أداء قوي وجميل من بطلي الفيلم، ساهم كثيراً بارتقاء
المستوى. وخصوصاً كيج الذي يقدم لنا دوراً يعد من أبرز أدواره،
واستطاع به توصيل كل تلك التفاعلات النفسية والعصبية الصعبة
للشخصية. |