جديد حداد

 
 
 
 
 

في وداع سيدة الشاشة العربية.. «فاتن»..

نبع المحبة والرومانسية.. وداعاً

( 3 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

بـدأت هـذه المرحـلـة عنـد فـاتن منـذ نهـاية الخمـسـينيات، وبالتحـديد مـع فيـلم «دعاء الكروان»، حيث بدأت تنتقي أدوارا معينة، تحتاج لمعايشة حقيقية ودراسة عميقة للشخصية وانفعالاتها.. وقد حققت هذا النضج الفني من خلال حرصها الدقيق على تبني مواضيع جادة وجديدة، واهتمامها بدراسة السيناريو ومناقشته بعمق وتأني.. كل هذا يجيء قبل موافقتها على الاشتراك في الفيلم طبعاً.

اشتغلت فاتن حمامة مع المخرج «هنري بركات» في سبعة أفلام، قبل فيلم «دعاء الكروان»، ولكنها كانت أفلام يمكن وصفها بأنها عادية، لم تلفت الانتباه، على العكس من «دعاء الكروان»، فهو فيلم أقل ما يقال عنه إنه من بين أفضل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية.. فبالرغم من مرور 55 عاماً على عرضه الأول، إلا أن بريق هذا الفيلم مازال باقياً حتى اليوم، وقد ساهم في استمرار هذا البريق عدة عناصر فنية، أهمها ذلك الأداء المذهل الذي قامت به فاتن حمامة، والسيناريو والحوار الذي كتبه «يوسف جوهر»، ثم الإخراج الذي قام به «بركات».

من المعروف للمتابعين لنتاج السينما المصرية، أن فاتن حمامة وبركات، بعد هذا الفيلم، قد كونا ثنائياً يعتبر من أنجح الثنائيات بين ممثلة ومخرج، بل إن أفضل أعمال الاثنين، منذ «دعاء الكروان»، هي التي جمعتهما معاً.

وفيلم «الحرام» يؤكد حديثنا هذا، فقد كان الثنائي في أفضل حالاتهما.. حيث أعتبر «الحرام» من بين أفضل ما أنتجته السينما المصرية، واستحق الترتيب الرابع في قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريخ هذه السينما، وذلك في استفتاء مجلة «الفنون» المصرية عام 1984. إن فيلم «الحرام» قد أتاح لبطلته "فاتن" أن تقدم للسينما دوراً كبيراً وخالداً، وصلت به إلى مرتبة النجوم العالميين العظام. وسيظل فيلم «الحرام» عملاً فنياً خالداً، يقترب كثيراً من الكمال، مما جعله مؤهلاً لأن يشرف السينما المصرية أثناء عرضه في مهرجان "كان" الدولي عام 1965.. حيث حظي بإعجاب الجمهور والنقاد على السواء.

وعند الحديث عن مشوار فاتن حمامة فلا يمكننا هنا إلا الإشارة، ولو بشكل موجز، إلى تجربتها مع المخرج الفذ «يوسف شاهين»، الذي عملت معه في أولى تجاربه الإخراجية بفيلم «بابا أمين ـ 1950».. ثم تألقت في أفلامه الأخرى، كدوريها في فيلمي صراع في الوادي، صراع في الميناء.

المتتبع لمشوار هذه الفنانة الطويل والزاخر على الشاشة، يلاحظ أن فاتن قد تعاونت مع أهم المخرجين المصريين، بتعاقب أجيالهم.. فمن جيل الرواد الأوائل، اشتغلت مع محمد كريم ويوسف وهبي وأحمد بدرخان.. ومن جيل الأربعينات والخمسينات، اشتغلت مع عزالدين ذوالفقار وبركات وحسن الإمام وصلاح أبوسيف ويوسف شاهين.. ومن جيل الستينيات والسبعينيات، اشتغلت مع كمال الشيخ وحسين كمال وسعيد مرزوق.. أما بالنسبة لمخرجي السينما الجديدة في الثمانينيات، فقد تعاونت مع المخرج خيري بشارة في «يوم مر..يوم حلو»، ومع داود عبدالسيد في «أرض الأحلام».

 

أخبار الخليج في

15.02.2015

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)