جديد حداد

 
 
 
 
 

في وداع سيدة الشاشة العربية.. «فاتن»..

نبع المحبة والرومانسية.. وداعاً

( 1 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

على مدى أكثر من 70 عاما، منحتنا فاتن حمامة من روحها المحلقة برهافة في سماوات الفن، ومشاعرها المسكونة بالدهشة، الكثير من الفرح والشجن والسعادة. فرحنا، حزنا، تعذبنا معها.. دافعنا عنها، احتويناها بمشاعرنا ولم نفرط فيها إلا بعد أن تركتنا ورحلت بغير إرادتها.

كان يوماً سعيداً حقاً للسينما المصرية، وليس اسما للفيلم الأول لسيدة الشاشة فقط. الطفلة ذات الثمانية أعوام، التي أدهشت محمد كريم وأضحكت محمد عبد الوهاب. «فتون» ـ كما يحلو لكريم أن يسميها ـ أجبرت «أنيسة» أن تتكلم كثيراً بعد أن كان دورها كومبارس، رغم أنه فيلمها الأول.

فاتن حمامة.. الفنانة التي تربعت على القمة، لتزداد بريقاً وتألقاً بعد أن أهدت للسينما ما تجاوز المائة فيلم، تركت بعضها علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية، خلال القرن الماضي، صنعتها بما ملكته من قدرات وطاقات فنية مذهلة، استطاعت بها تحويل ما قدمته من شخصيات درامية في أفلامها إلى شخصيات إنسانية تنبض بالحياة.

البداية

البداية كانت في فيلم «يوم سعيد ـ 1939» رابع أفلام محمد عبدالوهاب، والذي أخرجه «محمد كريم».. وأفضل من يتحدث عن فاتن حمامة سينمائياً، هو كريم، باعتباره أول من اكتشفها ولقنها الدرس الأول في فن التمثيل السينمائي.

يقول محمد كريم: لم أكن لأتصور بأن فاتن حمامة هي التي ستخرج لي من بين الصور التي كنت أحتفظ بها للهواة لأجدها بملابس التمريض في مجلة الاثنين ضمن مسابقة أجمل أزياء الأطفال تحمل سنواتها السبع كل ذكاء البراءة.

حملت هذه الصورة كريم على الاتصال بوالدها «أحمد أفندي حمامة»، والذي حضر مع فاتن إلى مكتب «أفلام عبدالوهاب»، حيث أجرى لها كريم تجربة سينمائية سريعة، فوجد أمامه طفلة ممتازة من جميع النواحي.. طفلة أشبه بالمعجزة الأمريكية «شيرلي تمبل»، والتي كانت معاصرة لـفاتن حمامة.

وكان دور «أنيسة»، الذي ستؤديه فاتن في الفيلم، من الأدوار الثانوية القصيرة، الذي لا يتطلب ظهور صاحبته على الشاشة أكثر من دقائق سريعة، ولكن إزاء ما شاهده كريم من موهبة عند فاتن حمامة، قرر أن يعيد كتابة سيناريو الفيلم في كل ما يختص بدورها، كما أنه استعان ببعض كتاب الحوار ليضعوا حواراً يتناسب وعمر هذه الطفلة الصغيرة.. وظهرت فاتن في دور «أنيسة» مع الموسيقار «محمد عبدالوهاب» و«إلهام حسن» و«فؤاد شفيق» و«فردوس محمد».. وعرض الفيلم بدار سينما «رويال» في الخامس عشر من يناير عام 1940.. وكان بداية المشوار السينمائي بالنسبة لـفاتن حمامة.

وتتذكر فاتن، فتقول: «..لا أنسى الموسيقار محمد عبدالوهاب، عندما مثلت معه في «يوم سعيد»، فقد كان ينطلق ضاحكاً كلما أتيت بحركة أو تلفظت بكلمة، مما جعلني أتضايق منه وأمضي إلى المخرج محمد كريم، أشكو له عبدالوهاب وأطلب منه استبداله بشخص آخر، إلا أن كريم أفهمني بأن شريكي في التمثيل لا يسخر مني، بل إنه سعيد بقيامي بهذا الدور.. ».

وماذا بعد

ثلاثة أعوام غابت فيها فتون بعد فيلمها الأول، ليؤكد كريم بعدها تصميمه على خلق سيدة الشاشة، حينما استعان بها في فيلم «رصاصة في القلب»، الذي عرض في عام 1944. ثم اشتركت مع حسين صدقي وصباح في فيلم «أول الشهر ـ 1945».. ومرة ثالثة مع محمد كريم في فيلم «دنيا» أمام راقية إبراهيم وأحمد سالم.. وتوالت الأفلام، لتبدأ فاتن حمامة مرحلة أخرى من حياتها الفنية. ووجد يوسف وهبي نفسه مأسوراً بفتون حينما كان بصدد إخراج فيلم «ملاك الرحمة ـ 1946» ليستدعيها لتقف أمام الفنانة راقية إبراهيم، والتي بدورها وجدت أن تلك الطفلة قد سرقت الأضواء منها رغم قيامها ببطولة الفيلم.

 

أخبار الخليج في

01.02.2015

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)