جديد حداد

 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

النمر الجاثم، التنين المخفي

Crouching Tiger, Hidden Dragon

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

مع بداية هذه الألفية، أي عام 2000، قدم المخرج التايواني الشهير أنج لي فيلمه هذا ليلفت إليه العالم أجمع، ويعلن بأن هناك مخرجاً جاء من أقاصي الشرق ليزاحم مخرجي هوليوود في عقر دارهم..!! هذا المخرج الذي حصد أغلب جوائز عام 2013 كأفضل مخرج، عن فيلمه الأشهر (حياة باي  Life Of Pie).

يحكي فيلم (النمر الجاثم، التنين المخفي) قصّة امرأتين، كلتاهما قادرتان على القتال، حيث يكون قدرهما هو الصراع فيما بينهما أثناء حكم تشينج. إحداهما تحاول بكل ما تملك الهرب من قيود المجتمع التي تربطها حتى وأن كان يعني ذلك إنهاء حياتها الأرستقراطية لحياة الجريمة والعبث.. أما الأخرى، فمستمرة في مسعاها الدّائم لتحقيق العدالة والشّرف، لكنها تكتشف مؤخراً نتائج الحب المستحيل.. قادتهما الأقدار إلى أحداث عنيفة، تجبرها في النهاية لاتخاذ خيارات مصيرية وغريبة. لذا ستقودهما الأقدار إلى العنف الفظيع والحاسم, والذي سيجعل اختياراتهما ذات طابع مفاجئ.

بعد إعلان جوائز الأوسكار لموسم عرض الفيلم، كانت الجوائز التي حصل عليها فيلم (النمر الواثب والتنين المخفي)، مفاجأة للجميع، بل إنها قد أعطت الفيلم حضوراً أكبر على الساحة السينمائية العالمية. خصوصاً وأن هذه الجوائز كانت هامة في مجالها (أفضل تصوير، أفضل إخراج فني، أفضل موسيقى، بالإضافة إلى أفضل فيلم أجنبي). ولم يكن من السهل انتزاع ثلاث جوائز هامة من إمبراطورية هوليوود السينمائية.

كنت في ترقب شديد لمشاهدة هذا الفيلم، بعد كل هذه الجوائز، وبالطبع لم يخذلني الفيلم عند مشاهدتي له، وكانت بالفعل متعة بصرية حقيقية، جعلتني أسترجع وأفكر كثيراً في تلك الأفلام الكثيرة التي تناولت (الكونغ فو)، شرق أسيوية كانت أو أمريكية. وهي أفلام أخذت من (الكونغ فو) الطابع العام فقط، ولم ترقى إلى الدراما الحقيقية. أما فيلمنا هذا، فكان يعتمد أساساً على الدراما الأسطورية الصينية، التي أعطت للفيلم طابع أسطوري جميل، جعلنا نتابع بشغف ذلك التناغم بين الأسطورة و(الكونغ فو)، هذا الفن القتالي الذي أبرزه لنا هذا الفيلم كثقافة عمرها قرون طويلة، في حكاية أسطورية ساحرة، وتقنيات ومؤثرات رائعة، حيث كانت معارك (الكونغ فو) عبارة عن محاورات ونقاشات بين الشخصيات، مما جعلها جزءً أساسياً من بناء الشخصيات وليس فقط البناء الدرامي للفيلم. في هذا الفيلم تحولت معارك (الكونغ فو) إلى حلقات من الباليه الراقص، بمؤثرات صوتية وتصويرية مذهلة، رقصات استخدمت فيها التقنية لإظهار جماليات هذا الفن القتالي من خلال حركات ذات عمق درامي ونفسي وفلسفي.

هذا إضافة إلى أن الفيلم نجح في أن يقدم لنا بلاد الصين على حقيقتها وليس كما تراها العين الأمريكية. الصين التي تعيش أساطيرها، حيث يتعايش الناس مع آلهتهم وأرواح موتاهم. وقدم لنا الصين بصحرائها البعيدة الممتدة، وكأنه يقول لنا بأن الصين ليست فقط بكين المزدحمة بالمتقاتلين، وإنما هناك الكثير الذي لم نعرفه عن هذه البلاد وثقافتها.

 

أخبار الخليج في

04.05.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)