ومن ناحية أخرى أستطاع مخرج هذا الفيلم روبرت زيميكس أن يخرج نفسه من ذلك الفشل الذي واجهه بعد إخراجه لفيلمه الأخير (ماذا يوجد بالأسفلWhat Lies Beneath )، ليثبت بفيلمه الجديد هذا بأنه أحد المخرجين المتميزين في هوليوود.

يبدأ الفيلم في العشرين دقيقة الأولى منه بعرض لحياة (شاك نولان Chuck Nolan) العامل في شركة فيدإكس للتوصيل السريع. ويتناول حياته مع صديقته كيلي (هيلين هانت)، التي أهدى لها قبل سفره في نهاية رأس السنة خاتم الخطوبة طالباً منها فتحه كهدية عيد رأس السنة لها، قبل رحلته الأخيرة نحو المجهول في أعماق المحيط الهادئ.

تسقط الطائرة في البحر في مشهد يعد أحد أفضل مشاهد كوارث الطائرات التي شاهدتها حتى الآن، بمؤثرات خاصة رائعة للغاية أبدع في تقديمها وتصويرها طاقم روبرت زيميكس. ينتهي المطاف ببطل الفيلم في إحدى الجزر الصغيرة في مشهد آخر جميل ومعبر تتضح فيه روعة توم هانكس كممثل. فعندما أفاق كان الهدوء يلف المكان، لم يقم بأي حركات أو تصرفات غير طبيعية بل جلس يشاهد نفسه دون إي كلام. يبدأ بعد ذلك في تكييف نفسه على الحياة هناك، فيبدأ بجمع البضائع التي أستطاع التقاطها من الطرود الموجودة المتبقية من طائرة شركة فيدإكس. وتبدأ سلسلة من المعاناة والكفاح من أجل العيش على أمل أن ينقذه أحد ما، لكن لا يوجد أحد في هذه الجزيرة المهجورة في المحيط. هنا يخترع لنا البطل، بدافع الوحدة، إحدى أهم الشخصيات الجامدة التي استطاعت براعة توم هانكس وإخراج زيميكس تحويلها لتصبح مظهراً وعلامة بارزة من علامات الفيلم، جعلت بعض النقاد يطالب بترشيحها لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد وهي الكرة الطائرة التي أسماها بطل الفيلم "ويلسون". حيث يجد فيها المعين له في وحدته على الجزيرة من أجل التواصل الاجتماعي ولكي تكون له رفيقاً وأنيسا في وحدته هذه.

أخبار الخليج في