جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

السينما والحرب ( 2 )

PLATOON

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

وعودة أخرى لأفلام الحرب في السينما، فإن الفيلم الثاني ( بلاتون ـ 1986) يتناول حرب فيتنام من وجهة نظر مخرجه «أوليفر ستون» والذي كتب السيناريو أيضاً. ففي مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد عرض الفيلم في مهرجان برلين عام 1987، أعلن بأنه يقدم وجهة نظر جديدة في هذه الحرب. ويعتقد بأن السبب الأول في هزيمة أمريكا في حرب فيتنام هم الجنود الأمريكيون أنفسهم.. (...لقد هزمت أمريكا عندما ابتعد الجنود الأمريكيون عن الأخلاقيات أثناء الحرب.. عندما قاموا بقتل المدنيين الآمنين من الأطفال والنساء في المدن.. عندما بدؤوا يتشاجرون ويقتل بعضهم بعضاً في الغابات الملتهبة بنار البارود وحرارة الشمس والأحقاد.. عندما أخذوا يدخنون الماريجوانا لكي ينسوا أهوال الحرب..).

يجسد المخرج وجهة نظره هذه، من خلال شخصية جندي أمريكي في مقتبل العمر اسمه «كريس«، وهو شاب من أسرة غنية هجر دراسته الجامعية لكي يتطوع في حرب فيتنام. فهو يبدأ الحرب حالماً مثالياً يتطلع إلى خدمة وطنه. تحوله الحياة العسكرية في أدغال فيتنام إلى وحش قاتل. فهو لا يقتل الجنود الفيتناميين فقط، وإنما يقتل قائد فصيلته الجريح انتقاما لأحد أصدقائه من أفراد نفس الفصيلة. لقد جعل كريس من نفسه قاضياً وجلاداً في نفس الوقت. إنها تجربة شاب صغير بريء يدخل تجربة حرب مروعة، يقتل فيها الجنود الأمريكان كل من يقابلهم من الفيتناميين، حتى الشيوخ والنساء والأطفال .

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام. وبالرغم من هذا، إلا أن الفيلم حاز على نجاح تجاري وفني هائل في أمريكا عند عرضه هناك. هذا إضافة إلى ترشيحه لسبع جوائز أوسكار، وقد فاز بأربع منها، أهمها: أوسكار أفضل فيلم وأوسكار أفضل إخراج. وقبل ذلك حصل المخرج على جائزة الدب الفضي كأفضل مخرج عن نفس الفيلم في مهرجان برلين الدولي.

 

أخبار الخليج في

25.11.2013

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)