شفيقة ومتولي

إنتاج عام 1978

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة الأيام في 22 أكتوبر 1989

 
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

سعاد حسني + محمود عبد العزيز + أحمد مظهر + جميل راتب + أحمد زكي + أحمد بدير + يونس شلبي

سيناريو وحوار: صلاح جاهين ـ قصة: شوقي عبد الحكيم ـ تصوير: عبد الحليم نصر, محسن نصر ـ إشراف فني: ناجي شاكر ـ موسيقى: فؤاد الظاهري ـ مونتاج: سعيد الشيخ ـ إنتاج: أفلام مصر العالمية

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 

شفيقة ومتولي

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 

قدم المخرج علي بدرخان فيلم (شفيقة ومتولي - 1978)، عن ملحمة شعبية مصرية. وقد شاءت الضروف أن يكون هو مخرجه، بعد أن توقف المخرج «سيد عيسى« عن تصويره عام 1972. وبعد أن قرر المخرج »يوسف شاهين« إستئناف التصوير في مطلع 1976، وكان بدرخان مساعداً له في هذا الفيلم، عاد وإوقف التصوير ـ بشكل مفاجأ ـ وأسند مهمة تكملة الفيلم لمساعده علي بدرخان. وبهذا يكون (شفيقة ومتولي) هو أول سيناريو جاهز يقدمه بدرخان للسينما.. فمن المعروف بأن بدرخان يشترك دائماً في كتابة سيناريوهات أفلامه، بل ويتابع كل صغيرة وكبيرة فيها.

يقول بدرخان في هذا الصدد: (...أكمل الفيلم، يعني بأنني سأتحمل مسؤولية، وجدتها مسألة أخافتني، ولأني كنت معجب بالموضوع، وافقت. ثم أنني لم أكن على دراية عميقة به.. لذلك إضطررت أن أبدأ من جديد في دراسة السيناريو، بعد أن أوقفت التصوير لمدة أسبوع. عدلت قليلاً في السيناريو، وحاولت أن أعمل دراسة سريعة جداً للفترة والأجواء التي كانت فيه.. إشتغلت في وقت ضيق جداً...).(2)

إن (شفيقة ومتولي) ليس فيلماً متكاملاً من الناحية الفنية، إنما ما يميزه هو أنه أضخم إنتاج سينمائي في موسم 1978 والموسمين السابقين له. حيث اشترك فيه حشد كبير من الفنانين الجادين والباحثين عن سينما جادة وجيدة .. مثل يوسف شاهين كمنتج ، وعلي بدرخان كمخرج ، وصلاح جاهين كسيناريست، ومحسن نصر كمدير تصوير، إضافة إلى سعاد حسني وأحمد زكي في دوري البطولة .

والفيلم (الملحمة الشعبية) يحكي عن شفيقة (سعاد حسني)، الفتاة التي قادها الفقر والتخلف إلى الوقوع في عالم الرذيلة والدعارة، والتي تقتل على يد شقيقها متولي (أحمد زكي)، انتقاما للعرض والشرف.

وقد انتقل السيناريو، الذي نفذه بدرخان، بالقصة الأصلية إلى فترة حفر قناة السويس، فترة الصراعات بين إنجلترا وفرنسا، وذلك لإضفاء بعد سياسي على الأحداث الدرامية. مما أعطى للفيلم طابعاً خاصاً ومميزاً، وخلق مناخاً اجتماعيا ذو إبعاد سياسية واستعمارية تتحكم في مصير الشعب المصري، الذي حفر القناة بسواعده وأرواحه .

يتحدث بدرخان عن فيلمه هذا، فيقول: (...لقد وجدت أنه يمكن مناقشة قضايا معاصرة من خلال الأسطورة الشعبية القديمة، كالعلاقة بين الشرق والغرب، والإنفتاح على الغرب الذي حدث في الماضي ويحدث الآن ثانية.. الخ. ومن هنا تحمست للفيلم وأعدت بعض المشاهد وأكملته حسب رؤيتي الخاصة!!...).(2)

لقد استطاع بدرخان، ووفق كثيراً ـ بمساعدة اللون والإضاءة والإكسسوارات ـ في الإيحاء بأجواء تلك الفترة التاريخية. كما أنه نجح في تصوير مدى القسوة والظلم والطغيان، الذي وقع على أفراد الشعب المصري، من خلال مشاهد قوية وواقعية صادقة، تمثلت في مشاهد حفر القناة، ومشهد مقتل العامل (أحمد بدير)، ومشاهد المجاعة والوباء المنتشرين بين العمال، وتصوير معاناتهم في تحمل كل هذا. وبالرغم من التطويل الممل في بعض الأغاني، إلا أن مشهد »المولد« يعد من بين أهم مشاهد الفيلم، بديكوراته الضخمة وتصوير حياة المولد الطبيعية من موسيقى ورقص ومرح. كما أن هناك مشاهد برع في تجسيدها بدرخان، مثل حمام الخيول في البحر، ومشهد جلب متولي للسخرة، إضافة إلى مشهد عودته للقرية. أما مشهد النهاية، فقد كان لمخرجنا وجهة نظر في تغييره.. تلك النهاية التي يسقط فيها متولي وشفيقة تحت رصاص السلطة. حيث يعتبر بدرخان الاثنان ضحية لقوى أكبر وأقوى منهما، وهي القوى التي تسحقهما في النهاية.

يقول بدرخان عن هذه النهاية: (...منذ البداية لم أكن مقتنعاً بحكاية العرض والشرف، وأن هناك من تقتل بسبب ممارستها للجنس.. ماذا يعني هذا بالنسبة لي؟ هذا كلام لا يهمني. ففي النهاية الجديدة، أصبحت الحكاية أبعد من حكاية عرض وشرف.. في هذه النهاية نجد متولي يمشي حاملاً سلاحه وهو يبكي.. لأنه يعرف بأن التقاليد قد فرضت عليه أن يقتل شقيقته.. لذلك نراه يبكي وهو تعيس...).(2)

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004