الحب الذي كان

إنتاج عام 1973

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة الأيام في 22 أكتوبر 1989

 
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

سعاد حسني + محمود ياسين + إيهاب نافع + محمود المليجي + آمال زايد

قصة وسيناريو وحوار: رأفت الميهي ـ تصوير: عبدالحليم نصر ـ ديكور: رضا مراد ـ موسيقى: عمر خورشيد ـ مونتاج: سعيد الشيخ ـ إنتاج وتوزيع: المتحدة للسينما (صبحي فرحات)

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 

الحب الذي كان

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 

(الحب الذي كان - 1973) فيلم أدهش الجميع وخاصة زملاء علي بدرخان في الوسط السينمائي، حيث كان من الصعب التصديق بأن هذا الفيلم هو عمله الأول على الشاشة، وذلك لما إحتواه من مستوى فني وتقني كبير، أدى الى حصوله على جائزة جمعية نقاد السينما المصريين كأفضل فيلم عرض في ذلك العام.

لقد كان إختيار بدرخان لسيناريو (رأفت الميهي) موفقاً الى حد كبير، فبالرغم من إختياره لموضوع إجتماعي تقليدي، يدور محوره حول الثالوث (الزوج والزوجة والعشيق)، إلا أنه قدمه برؤية مختلفة وعين جديدة على المتفرج، وذلك بإضافة عنصر جديد على هذا الثالوث، ألا وه المجتمع، والذي كان له دوراً رئيسياً في تصاعد الصراع بين تلك الأطراف الثلاثة .

في فيلم (الحب الذي كان) نحن أمام زوجة (سعاد حسني) أجبرت على الزوج، بالرغم من وجود علاقة حب بينها وبين شاب آخر (محمود ياسين). لذلك، وبعد مرور عدة سنوات على زواجها، لم تستطع الصمود أكثر أمام زواج فاشل ومزيف.. زواج لا تتوفر فيه أدنى شروط الإرتباط العاطفي والإجتماعي.. ولم تستطع تحمل زوج لا يربطها به سوى عقد زواج شرعي. فما كام منها سوى إعلان الثورة على هذا الوضع الإجتماعي، حيث تحاول مقاومته والقضاء عليه. هنا تصطدم بالتقاليد وبقوانين المجتمع المحيط بها.. المجتمع الذي لا يغفر محاولة التخلص من القيود، ويعتبرها خروجاً على الأعراف والقوانين الأخلاقية، بل ويحاكم من يخرج عليها. إن موقف الزوجة من كل هذا موقف إيجابي، حيث نراها تستميت في الدفاع عن حقها في الحياة، ومقاومة زيف هذا المجتمع، بل إنها ترفض هكذا مجتمع عن وعي وإرادة، بعد تلك التجربة القاسية التي خاضتها. وفي مقابل هذا كل، نجد بأن موقف الشاب (الحبيب) موقف سلبي، ويفتقد لذلك الحماس والثورة اللتان تحلت بهما الزوجة، ربما لأنه في أول الطريق، وقد إنجرف فقط بعواطفه في العلاقة معها. هذا إضافة الى أنه لا يزال في حالة إرتباط وتعلق لاإرادي بالمجتمع، بإعتباره جزء لا يتجزأ منه.. وبالتالي يفقد شجاعته في مواجهة هذا المجتمع، ولا يستطيع الصمود أمام قوانينه وقيوده.

لقد وفق علي بدرخان مع رأفت الميهي، في معالجة هذا الموضوع بصدق وواقعية وشفافية تدل على تمكن حقيقي من أدواتهما الفنية والتقنية. فقد كان البناء الدرامي للشخصيات مرسوماً بعناية وعمق. وبالرغم من أن أحداث الفيلم كانت متداخلة ومتشابكة، إلا أن بدرخان تمكن من السيطرة على مسارها وتجسيدها بصورة إيحائية جميلة وقوية. كما أنه إستطاع توظيف أسلوب (الفلاش باك) بشكل متناسب مع مضمون الفيلم، دون أية مبالغة رغم كثرة إستخدامه له.

يقول بدرخان: (...في الحب الذي كان، أتكلم عن الحرية في الحب، ليس بمعنى الإباحية، بل بمعنى أن يعطى للعواطف الإنسانية جواً صحياً بعيداً عن كل القيود التي تجعل من الحب خطيئة، وتحلل ما هو في الواقع بغاء مستتر بقوانين، من أجل الإبقاء على مظهر الإستقرار في المجتمع...).(1)

يقدم علي بدرخان في أول أفلامه، عملاً هادئاً وبسيطاً، بروح رومانسية شاعرية، وبلغة سينمائية متميزة، مبتعداً عن الإبهار السينمائي وإستعراض العضلات. وقد إستطاع بهذا الفيلم إثبات وجوده بقوة في الوسط السينمائي، ليكون بطاقة تعارف بينه وبين المتلقي.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004