اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

ملفات خاصة

ملف خاص عن السينما الهندية

 

عناوين الملف

بوليوود, عالمٌ بلا قلب

(ديفداس) يُعيد الاعتبار للميلودراما الموسيقيّة الهنديّة

السينما الهندية في عيون الغرب

سنجام.. حكايةٌ مؤثرة, دروسٌ أخلاقيةٌ

راجا هندوستاني.. أيها الغريب, لا تذهب, وتتركني وحدي

بومبايّ.. الأحلام بالألوان
جنكلي.. شامي كابور متوحشٌ يتحول إلى حملٍ وديعٍ
بوليوود تقضي  ليلةً في باريس مع الحبّ, والسياحةٌ, والمغامرات

Aatma.. الموتُ يتجول في منتصف الليل

Kamjori - The Weakness

Darna Zaroori Hai

Minsaara Kanavu

Mere Gharib Nawaz

 Mohre أسوأ فيلم في تاريخ بوليوود

Abdullah .. فيلمٌ يحثّ على التسامح, والتعايش بين الأديان

بوليوود في عام 2006

نجوم السينما الهندية في المتحف الوطنيّ للفنون الأسيوية

Fanaa الفناء من أجلكَ حباًَ

أفاعي بوليوود تلسع مخرجي, وممثلي هوليوود

Bollywood Stars : أول مجلة متخصصة بالسينما الهندية تصدر في فرنسا

Love Story 2050 قصة حبٍ هندية تجري أحداثها في الحاضر, والمستقبل

Joshilaay : فيلم ويسترن على الطريقة الهندية

 

خاص بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

Joshilaay

فيلم ويسترن على الطريقة الهندية

 صلاح سرميني ـ باريس

 
     
  

في قراءتي عن الفيلم الهنديّ (Aatma) من إخراج (Deepak Ramsay), وإنتاج عام 2006 كتبتُ مُندهشاً :

(معقول, فيلم رعبٍ هنديّ ؟ ولِمَ لا, وأنا أكتشفُ مُتأخراً أفلاماً هنديةً تاريخيةً, أسطوريةً, حربيةً, دينيةً, وجاسوسية,.. بالإضافة لتُراثها الزاخر بالأفلام الميلودرامية, الاجتماعية, العاطفية, والإنسانية, ... ولكن, أفلام رعبٍ, هلعٍ, أرواح, وأشباح,..هذا ما لم أتوقعه من سينما بوليوود الرقيقة, الناعمة, الحالمة, العاشقة, والمُنحازة دائماً للخير.

ولكن, يبدو بأنّ السينما الهندية تُعاند في منافسة السينما الأمريكية بكلّ أنواعها, وربما, قريباً, سوف أعثر على أفلام رعاة بقر, وخيالٍ علميّ,....).

لم أنتظر طويلاً حتى قادتني مُشاهداتي إلى أفلام خيالٍ علميّ (وهي متأثرةٌ إلى حدّ بعيدٍ بالأفلام الأمريكية).

ولم يطول انتظاري أكثر عندما لفتَ انتباهي مُلصق فيلمٍ بعنوان (Joshilaay) لمُخرجه(Sibte Hassan Rizvi) ومن إنتاج عام 1989, تخيرتُ مشاهدته فوراً قبل أيّ فيلمٍ من حوالي ال400 التي تنتظر دورها في مكتبتي .

ولم يُخطئ حدسي, فمنذ بدايته, تُشير أجواء الأحداث بأننا سوف نستمتعُ بفيلم (Western) على الطريقة الهندية.

وكما أطلق المُؤرخون, والنقاد على أفلام الويسترن التي أنجزها مخرجون إيطاليّون في بداية الستينيّات بالـ(Western Spaghetti), فإنني اليوم أُضيفُ نوعيةً جديدةً, وأُسميها (ويسترن بالكاري), أو ويسترن ماسالا(Western Massala).

والـ(Western), هو نوعٌ سينمائيّ تجري أحداثه في أمريكا الشمالية ـ غالباً ـ خلال فتوحات الغرب, ويتموقع في سجلّ الفيلم التاريخيّ على الرغم من اعتماده على أحداثٍ روائية مُتخيلة, وظهرت تلك الأفلام منذ السنوات الأولى للسينما الصامتة, وعرفت أوجَ تألقها, وازدهارها في الفترة من بداية الثلاثينيّات, وحتى نهاية الستينيّات(1).

أما كلمة(Cari) ـ المأخوذة من kari باللغة التامولية, و(Massala) من اللغة الهندية, فتعنيّان خليطاً من البهارات المُستخدمة في تحضير الأطباق الهندية(2).

****

في المُقدمة التمهيدية للفيلم, يشهدُ الطفل كاران(Anil Kapoor) على مقتل والده طبيب القرية, وأمه من قبل الشرير جوكي طاغور(Rajesh Vivek) انتقاماً منه لأنه تقدم بطلبٍ لإنشاء مركز للشرطة بهدف القبض على العصابات التي تُروّع أهالي المنطقة.

وخلال ظهور العناوين, يقدم السيناريو مشهد هجومٍ وحشيّ على إحدى القرى لنهب ممتلكاتها, وقتل سكانها, ومنهم والديّ الطفل دارا(Sunny Deol).

يهرب الشرير راجا سين(Kulbhushan Kharbanda) بالغنائم الثمينة, ويتعمّد بأن يقبض رجال الشرطة على شريكه (جوكي طاغور) الذي يقضي بعض السنوات في السجن, ومن ثمّ يهرب, ليبحث عن (راجا سين) للانتقام منه, واسترجاع نصيبه, ..

من جهتها, تُخصص الحكومة مبلغاً كبيراً لمن يقبض عليه حياً, أو ميتاً.

يتجاهل السيناريو سنواتٍ طويلة, ويستكملُ أحداثه بعد أن كبر (كاران), وأصبح في العشرينيّات من عمره يُجهز نفسه للثأر(فكرة الثار حاضرة في الكثير من الأفلام الهندية).

بدوره, أصبح (دارا) شاباً, وعندما علم بفرار (جوكي طاغور) من السجن, يترك عمله في السيرك المحليّ, يمتطي حصانه, ويشدّ الرحال بحثاً عنه ليعرف قاتل والديه, ويتخلص من كوابيس تطارده منذ ذاك الوقت.

كما غيّر الشرير(راجا سين) اسمه, وتحوّل إلى (راجا صاحب) يسيطر على قريةٍ, ويستحوذ أراضيها بالقوة, ويفرض على الفلاحين أتاوى كبيرة.  

وفي إحدى استراحات الطريق, يلتقي (كاران) مع (دارا), يجمعهما ماضياَ مؤلماً, وقدراً مُتشابهاً, ورغبةً مشتركة بتحقيق العدالة.

يتشارك الاثنان في تلك الرحلة, وعلى الرغم من المُنافسة العلنية, يتضح نوعٌ من التعاطف الخفيّ بينهما, يتحول تدريجياً إلى تفاهمٍ, ومن ثمّ صداقة متينة (بعد ساعتيّن من بداية الفيلم) .

(مانغالا) فتاةٌ فقيرةٌ تعتني بأبيها المريض, وفي طريق عودتها إلى القرية تتعرض لمُضايقات السكارى, يدافع عنها (كاران) بشهامة, ويكسب قلبها, ولا يُبطئ السيناريو كثيراً كي يلتقي(دارا) ب(غولابو) الممثلة, والراقصة في فرقةٍ مسرحية متجولة يديرها والدها.

الخلاف الوحيد بين الصديقيّن :

(كاران) يريد القضاء على (جوكي طاغور) انتقاماً لمقتل والديّه,..

(دارا) يريده حياً ليعرف من قتل أبويّه,...

وكي لا يحدث أيّ خلافٍ بينهما, يُظهر السيناريو لاحقاً بأنّ (راجا سين/ راجا صاحب) هو الذي قتل والديّ (دارا), فيصبح في هذه الحالة هدفه, كي يتولى (كاران) مهمة التخلصّ من (جوكي طاغور).

****

ما هي السمات التي تجعل (Joshilaay) فيلم (Western Massala), أو (ويسترن بالكاري), وما هي العناصر الدرامية, والجمالية المُشتركة مع أفلام ال(Western Coca Cola), أو (Western Spaghetti) على حدٍ سواء.

يرتكز الفيلم في بنيّته الدرامية على فكرة الصراع بين الأخيار(سكان القرى المُسالمين), وعصابةٌ من الأشرار (الغرباء ربما) يتزعمها (راج سين), ويتفرع عنها منافسةٌ ثأريةٌ حادة بين الزعيمينّ (راج سين, وجوكي طاغور).

تجري الأحداث في مناطق تتوافق مع مفهوم الغرب البعيد(المُتوحش), حيث الأرض القاحلة, المُقفرة, والتي لم ينجح القانون بعد بفرض سلطته فيها.

لم يكشف الفيلم عن زمنٍ محدد للأحداث, ولا أعتقد بأنها مُطابقة للواقع الهندي في أيّ فترةٍ من تاريخه(استخدام الأحصنة وسيلةً للنقل, والقتال بالمُسدسات, والبنادق).

تُظهر الصورة الاختلاف الفيزيولوجي, والمظهري بين الأخيار(وخاصةً الأبطال نساءً, ورجالاً), والأشرار أفراد العصابتيّن (الوجوه القبيحة, البشرة المحروقة من الشمس, الأسنان المُسوّسة, الذقون الخشنة, ..).

يستعير الفيلم النمط الكاريكاتوريّ للشرير(جوكي طاغور تحديداً), ويجعله أقرب إلى البلاهة, والجنون.

يستوحي الفيلم تلذذ الأشرار بالعنف, والبطش, وعدم ترددهم بقتل الأطفال, والنساء, ويشير إلى علاقتهم السادية مع السلطة, والمال, والسلاح.

تحتفظ الموسيقى بطابعها الشرقي الهنديّ بعد أن نسخت تيمتها الرئيسية من موسيقى (Ennio Morricone) في ثلاثة أفلام شهيرة لمخرجها (سيرجيو ليوني) :

من أجل حفنة دولارات/1964

الطيب, الفظّ, والشرير/1966

حدث ذاتَ مرة في الغرب/1969

تتخيّر الكاميرا غالباً لقطاتٍ عامة تُظهر المناظر الطبيعية (الجبال, الوديان, والسهول,...), وتتشابه ديكورات المشاهد الداخلية مع تلك التي شاهدناها في أفلام الويسترن (حانات الطريق, والاستراحات,...)  .

تتقارب البيوت المبنية من القرميد, والطين في نمطها المعماريّ مع القرى المكسيكية(خاصة).

تتماثل حركات الكاميرا, زوايا التصوير, والمونتاج, ... مع مثيلها في أفلام الويسترن.

ـ مشاهد هجوم الأشرار على القرية.

ـ مشاهد المُطاردة بين أفراد الشرطة, ورجال العصابة.

ـ مشهد تدرّب (كاران) على إطلاق الرصاص, وإصابة الهدف بدقة.

ـ مشهد حلبة القتال بين الديوك, والمُراهنة على الفائز.

ـ مشهد المبارزة بين (كاران), و(دارا) فوق هضبة جبل, لقطاتٌ مأخوذةٌ من الأسفل, لقطةٌ جانبيةٌ لكلّ واحدٍ منهما, لقطاتٌ متبادلة وفيها نشاهد أحدهما في عمق الصورة, والأخر يمنح ظهره للكاميرا,.. نفس اللقطات لكلّ واحدٍ منهما, وبنفس المدة الزمنية في توازن مونتاجي محسوب كي يبقيا متعادلان, ومتساويان في البطولة, والأهمّ, بأن لا يترك أحدهما مكانه للآخر كما اتفقا .

ـ توزيع الشخصيات في اللقطات العامة(خاصةً) للحصول على تكوينات شبيهة بما شاهدناه في أفلام الويسترن.

ـ مشاهد المُبارزات الفردية وجهاً لوجه, وسرعة التقاط المسدس, أو البندقية, اللقطات المُتسارعة للوجوه, والبنادق, والأيدي المُتحفزة بمُصاحبة الموسيقى(المُواجهة الأخيرة بين كاران, وجوكي طاغور).

ـ تكوين اللقطات المأخوذة من خلف عجلة عربةٍ يجرها حصان, واللقطات المأخوذة من مستوى القدميّن في حالة القتال بين اثنين, واللقطات الكبيرة, والمتوسطة للوجوه....

****

ولكن, ما هي الخصوصية التي أضافها الفيلم(أو حافظ عليها) بالمُقارنة مع الويسترن الأمريكي, والإيطالي ؟

لا تستطيع السينما الهندية التخلي عن أغنياتها حتى لو كلفها ذلك فقدان مصداقيّتها, ونعتها بالسذاجة, والذوق الردئ (kitsch).

تخيّر السيناريو بأن يكون (دارا) لاعباً في السيرك المحلي للقرية, وجعله يلتقي لاحقاً ب(غولابو) الممثلة, والراقصة في فرقةٍ مسرحية .

يضع (دارا) عوداً في فمه بدل السيجار الذي يدخنه (كلينت إيستوود) في أفلام الإيطالي (سيرجيو ليوني).

ابتعد الفيلم عن فكرة الرجل الأبيض المُتحضّر في مواجهة الهنود الحمر (المتوحشين) سكان البلاد الأصليين (كما تجسّدت هذه الفكرة في الكثير من أفلام الويسترن التقليدية).

تحلى البطلان (كاران), و(دارا) بمزيدٍ من المشاعر الإنسانية, والعواطف, ولم يعد الكاوبوي يهيم على وجهه من مدينةٍ إلى أخرى وحيداً, ويكتفي بعلاقاته النسائية المُؤقتة, وامتلكت المرأة حضوراً إيجابياً (لقاء البطلين مع مانغالا, وغولابو).

تخلى البطلان عن السخرية, والفردية المعهودة في أبطال الويسترن الأمريكية.

تعمّد المخرج بأن لا يستخدم (كاران), و(دارا) الأسلحة النارية, ويعتمدا على قواهما الجسدية (ماعدا مشهد المعركة الختامي) .

يكشف السيناريو عن تناقضٍ واضحٍ في رسم الشخصيتين الرئيسيتين :

(كاران) صامتٌ, حزينٌ, متزنٌ, متجهمٌ, خجولٌ, وكتوم..

(دارا) ثرثارٌ, ساخرٌ, مبتسمٌ, مرحٌ, وظاهريّ,...

يميل السيناريو بأن يقدم (دارا) كثيراً في مشاهد قتالية مع أفراد العصابة.

يتجسّد الجانب الهزلي من خلال شخصية (دارا) المرحة, والساخرة, ويبلغ أوجه مع ظهور (غولابو), وتطوّر العلاقة بينهما. 

تخطت الأحداث فكرة الثأر الفرديّ, وتحولت إلى صراعٍ ضدّ اللصوصية, والإقطاع, واكتسبت بعداً إنسانياً (الصراع بين الفلاحين أصحاب الأرض, والشرير الإقطاعي راج سين/راج صاحب).

هامش :

(1) و(2) مأخوذة, ومترجمة من موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية.

سينماتك في 16 نوفمبر 2008

 
     
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)