مهرجان دبي السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

افتتح عروض برنامج "سينما الأطفال"

"النحلة" رسالة رجعية لا تخلو من المتعة

أحمد يوسف

ربما كان من المهم أن نتوقف أولا عند اسم “فيلم النحلة” باللغة الإنجليزية وهو “بي موفي”، فعند نطقه فإنه يعني على الفور ذلك المصطلح الذي تطلقه شركات الإنتاج السينمائي على الأفلام المتواضعة قليلة التكاليف، التي نطلق عليها بالعربية: “أفلام حرف ب”، وهي الأفلام التي يتم إنتاجها على هامش أفلام أخرى أكثر أهمية، باستخدام نفس الديكورات والممثلين وكأنهم يضعون فيلما “فوق البيعة”.

من الغريب أن تقرر الشركة الأمريكية “دريم ووركس” إنتاج فيلم يحمل هذا الاسم، لكن الغرابة تزول عندما نعرف أن مؤلف الفيلم هو جيري ساينفيلد، علاوة على أن الرسالة التي يحملها الفيلم إلى المتفرج هي ذاتها الرسالة السلبية بل الرجعية التي تقدمها شركة “دريم ووركس” في الأغلب الأعم من أفلام التحريك التي تنتجها، وتتوجه بها إلى الجمهور المفترض من الأطفال.

نقول إن وجود جيري ساينفيلد مؤلفا وممثلا بصوته لبطل الفيلم الذي افتتح به برنامج سينما الأطفال في مهرجان دبي يتسق مع هذا التلاعب اللفظي في العنوان، حتى لو يكون هذا التلاعب ذا هدف محدد أو ربما وصم الفيلم بالتواضع، فلعل المتفرج يعرف ساينفيلد من خلال مسلسل كوميدي الموقف الذي كان يحمل اسمه وكان يعتمد كليا على تلك النكات اللفظية شديدة العبث، حتى إنها تذكرك أحيانا بأن اللغة التي نستخدمها فارغة من أي معنى، بل إن التقارير الصحافية التي سبقت عرض الفيلم تشير إلى أن ساينفيلد بدأ بالمفارقة اللفظية في العنوان من دون أن تكون في ذهنه حبكة أو قصة. لذلك فإن حدوتة الفيلم تبدو في أجزاء عديدة منها أقرب إلى الارتجال  كما أن الشخصيات تصبح أقرب إلى الخطوط المتسرعة من دون أن أية أبعاد درامية.

وذلك لا يعني أن الفيلم يخلو من نوع من المتعة، ليست غريبة على أية حال مع أفلام التحريك التي تستخدم تقنية الكمبيوتر وتجعل بعض مشاهد الفيلم أقرب إلى رحلة إلى مدينة الملاهي، يركب فيها المتفرج فوق أرجوحة ليمضي بسرعة كبيرة وسط مناظر ملونة مبهرة، هي أحيانا رحلة مع النحلة  بطل الفيلم  وهو يطوف فوق المزارع والمراعي، أو عبر شوارع نيويورك ببناياتها الضخمة وأضوائها المتلألئة. هذه المشاهد المثيرة وحدها لكي تصنع فيلما؟ هذا ما نتأمله مع حدوتة الفيلم التي تحكي عن خلية النحل حيث يعيش بطلنا باري بي بينسون (صوت جيري ساينفيلد) الذي يحتفل بتخرجه بعد دراسة لم تدم سوى عشرة أيام، فعمر النحلة كله لا يتجاوز الثلاثة شهور، لكن باري يكتشف أن مستقبله سوف ينحصر في أداء عمل واحد لا يستطيع تغييره، وهو ما يجعله يعلن التمرد على هذا النظام “الشمولي” على نحو يذكرك بفيلم الشركة “النملة زي” حيث عاش البطل “زي” في مستعمرة النمل أزمة مماثلة، فالبطل في أفلام تحريك شركة “دريم ووركس” يبحث دائما عن “الفردية” في مواجهة مجتمع يفرض عليه الامتثال، غير أن نهاية الفيلمين تختلف على نحو يدفعنا للبحث عن تفسير. وعلى النقيض من تمرد باري، فإن صديقه وزميله آدم (صوت ماثيو برودريك) يتقبل الأمر الواقع،، غير أن الحدوتة تمضي في الجزء الأخير من الفيلم في منعطف مفاجئ تماما، ولكن ليس قبل أن نخوض مع البطل العديد من المغامرات، التي تجعله يخرج خارج الخلية لينبهر بالعالم الكبير، وتدفعه المصادفة إلى الاقتراب من بائعة الزهور الجميلة فاينسا (صوت رينيه زيلويجر) ويتحدث معها بلغة البشر منتهكا أحد أهم قوانين مجتمع النحل بعدم التواصل مع الإنسان، مما يثير حفيظة كين (صوت باتريك واربيرتون) صديق فانيسا، الذي يحاول قتل بطلنا، لكنه ينجو من هذه المحاولات في مشاهد مثيرة أخرى.

حتى منتصف الفيلم نتصور أن الحبكة تدور حول “الفرد” الذي يبحث عن ذاتيته لكنك لن تجد خطا دراميا صاعدا، لتنحرف الحبكة فجأة إلى اتجاه آخر، حيث يكتشف بطلنا باري أن البشر يسرقون العسل من النحل، ويبيعونه بأسماء تجارية أو يخلطونه مع مستحضرات التجميل. وهكذا يقرر باري أن يرفع دعوى قضائية في المحكمة التي ترأسها القاضية بامبلدين (أوبرا وينفري)، بينما يترافع عن البشر المحامي الزئبقي البدين مونتجمري (جون جودمان) ليتحول الفيلم إلى نمط أفلام المحاكمات والمرافعات. وتأتي الفرصة لبعض النكات التي تفوت على معظم المتفرجين. وأخيرا فإن النحل لديه بث تلفزيوني خاص، يحتوي على برنامج للنحلة لاري كينج، ليذكر بطلنا باري بأن البشر سرقوا هذا البرنامج، وأن مقدمه “يهودي” أيضا مثل النحلة لاري كينج، وهي إشارة سقيمة لكنها قد توحي بالرسائل العنصرية. هذه الرسائل العنصرية تتضح عندما يكسب النحل القضية، ويتوقف البشر عن “سرقة” العسل، فلا يجد النحل ما يصنعه حتى أن توقفهم عن جمع رحيق الأزهار يؤدي إلى عدم نشر حبوب اللقاح، مما يهدد بحالة من ذبول الأزهار، وهكذا يقرر النحل أن يعود إلى وظيفته لكي تستمر الحياة.

دمر الفيلم إذن مقدمته المنطقية التي بدأ بها، وهي تمرد باري على المجتمع الشمولي، لكن ينتهي به إلى قبول هذا المجتمع، على النقيض تماما من “النحلة زي” وكأن العقد الذي مضى بين الفيلمين يشير إلى أن الفكر المسيطر على الثقافة الأمريكية الآن هو فكر رجعي محافظ، يبث في المتفرج رسالة عن ضرورة الامتثال، وقبول الانخراط في الجماعة، من دون أي تساؤل عن المعنى والهدف.

 

ستيف هكنر: الفيلم يحمل مضامين تربوية

دبي - “الخليج”: أكد ستيف هكنر مخرج  “النحلة” على هامش عرضه في افتتاح سينما الأطفال أنه دخل عالم الإخراج بالمصادفة، ولم يكن يتخيل كل هذا النجاح الذي حققه من خلال الفيلم. وقال ل “الخليج” إن الفيلم يحمل رسالة تربوية وبيئية وإنسانية بخلاف الأعمال التي تقدم للأطفال بلا أي فكر وتشجعهم على العنف.

§         هل صناعة أفلام الأطفال مكلفة؟

 هذا الفيلم تكلفته مرتفعة جداً، ويختلف عن كل ما أنتج من أفلام الأطفال، وعلى مدى أربع سنوات كنا نجهز له، هذه أولى تجاربي بالإخراج، خاصة في مجال الأطفال الذي يعتبر صعباً للغاية، لكن الذي شجعني على ذلك هو سيناريو صديقي جيري ساينفيد .

§         وهل حبك لهذا المجال كان دافعاً لذلك؟

 أنا دخلت هذا العالم بالمصادفة ولم أكن أتخيل كل هذا النجاح الذي حققته من خلال فيلم “النحلة” الذي حقق أيضاً أرباحاً هائلة.

§         وهل ترى أن العرب أنتجوا أفلاماً جيدة للأطفال؟

 أنا لم أشاهد أفلاماً عربية خاصة بالأطفال ولكني قرأت فقط، أنهم في حاجة إلى الجودة في الصناعة.

§         وهل هناك هدف من القصة؟

 الفيلم يحمل رسالة تربوية وبيئية وإنسانية.

§         وهل هناك أفلام مشهورة للأطفال تؤدي للتخلف؟

 بالطبع، وهي مشهورة جداً، وتجعل الطفل يتعدى على والديه ولا تقدم أي فكر.

§         لكن هناك أفلاماً تقدم قيمة وأجمل من “النحلة”؟

 لا أعتقد، اعطني مثالاً.

§         توم آند جيري.

 هي أفلام تؤدي لاكتساب الطفل المزيد من العنف وعدم احترام الكبير.

الخليج الإماراتية في 12 ديسمبر 2007