مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

يترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة

نيكولاس روج: السينما المصرية رائدة لكنها لاتزال محلية

القاهرة - أحمد عطا

نيكولاس روج واحد من أهم مخرجي السينما البريطانية بدأ حياته كمونتير ومصور لمدة عشرين عاما، اشترك في تصوير العديد من الأفلام المميزة لكبار المخرجين، مثل فرنسوا تروفو في فيلم “فهرنهايت 451” عام ،1966 و”بعيدا عن الجمهور الهائج” عام ،1967 و”بتوليا” عام ،1968 للمخرج ريتشاردلستر، كما فاز بجائزة “بافتا” كأحسن مخرج عن فيلم “لا تنظر الآن” عام ،1974 كما رشح لجائزة “السعفة الذهبية” بمهرجان “كان” السينمائي عن فيلم “هوان القدر” 1985. جاء إلى القاهرة ليشارك في الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كرئيس للجنة التحكيم في المسابقة الرسمية للمهرجان، التقيناه لنتعرف منه على تاريخه السينمائي، ورأيه في السينما العربية، وتحديدا المصرية، ورؤية السينمائيين الأوروبيين لصناعة السينما العربية.

·         كيف ترى صناعة السينما بعد هذه السنوات من العطاء كمونتير ثم مصور ثم مخرج؟

 صناعة السينما تغيرت مثل أشياء ومفاهيم عديدة تطورت ومعتقدات وثوابت لم يعد لها وجود، فثقافة السينما الأمريكية التي طرحت مفاهيم عديدة لعبت على الشكل والإبهار، فشلت في أن تؤثر في المشاهد، وفي الوقت نفسه الموجة الجديدة أو الحالية لم تنجح في تكوين فلسفة خاصة بها، فهي أشبه بالطعام “التيك اواي” الذي يزول تأثيره وطعمه فور الانتهاء منه.

·         هل عملك في البدايات كمونتير ثم كمصور أفادك عندما قررت احتراف الإخراج؟

 بالتأكيد وفائدة كبيرة جدا، فأنا أعتبر الإخراج آخر المراحل الفنية التي يصل إليها المخرج عندما يقرر أن يحترف، فلا بد أن يمر بالنواحي الفنية الأخرى من مونتاج وتصوير حتى يتمكن من تقديم لغة سينمائية جديدة ومختلفة.

·         صف لنا شعورك وأنت تقف لأول مرة كمصور في فيلم “قناع الموت الأحمر” للمخرج روجر كورمان.

 شعرت بنوع من التحدي يلازمني حتى انتهيت من تصوير آخر مشهد، ولا أنسى مقولة المخرج الكبير روجر كورمان بعد انتهاء التصوير حينما ربت على كتفي قائلا: “انضم إلينا محترف جديد”، وسعدت بهذه الكلمات ولم يصبني غرور البدايات مثل الكثير من السينمائيين، ولكن كنت على مستوى هذه الثقة.

·         فيلم “الأداء” هو أول تجربة إخراجية بالمشاركة مع الكاتب والرسام رونالد كمل.. لماذا تأخر عرضه لمدة عامين؟

 لأنني في هذا الفيلم أردت أن أطرح رؤى سينمائية مختلفة، أي تناول جديد لفيلم تدور أحداثه عن نجم سيارات يدعى “مايك جاجر” من خلال لهجة شعبية وعنف في المشاهد وتأكيد ثقافة المخدرات من دون تزييف أو تجميل للواقع، ولكن شركة الإنتاج وجدت أن هذه الخطوط الدرامية ستفسد صورة البطل وستجعل المشاهد ينصرف عنه، وهذا ما جعل عرضه يتأخر لمدة عامين، ولكنه نجح نجاحا غير عادي، واستفدت من هذه التجربة كثيرا.

·         ما أول درس تعلمته من خلال أول تجربة إخراجية في هذا الفيلم؟

 أهم درس تعلمته في حياتي ألا أتنازل وأخضع لطلبات المنتجين على حساب العمل الفني، فأنا أرفض أن أعمل في السينما من منظور عامل في ورشة أحذية ينفذ طلبات “الزبون” وعلى فكرة هناك سينمائيون، أنهوا حياتهم بسبب هذه التنازلات التي لا مبرر لها سوى الربح.

·         هل تعتبر فيلمك “لا تنظر الآن” عام 1973 هو بداية مرحلة الاحتراف لك كمخرج؟

 هذا صحيح، لأن الفيلم كان إنتاجا ضخما وهذا شيء يسعد المخرج عندما يسند إليه عمل ذو قيمة، ولهذا حقق نجاحا غير عادي في جميع بلدان العالم وقتها، ويكفي أن أقول لك إننا عملنا أنا وفريق العمل بروح الجماعة حتى نصنع فيلما يصل إلى العالمية وهذا ما سعيت إليه.

·         هل توقعت أن تفوز بجائزة “بافتا” كأحسن مخرج؟

 لم أتوقع الفوز بالجائزة ولكني شعرت بأن هذه التجربة ستفعل شيئا في عقل وقلب المشاهد نظرا لقيمة الموضوع والتناول، وكانت الجائزة بالنسبة لي حافزا قويا لأن أصنع أفلاما عالمية أخاطب بها العالم والثقافات المختلفة.

·         هل أحزنك عدم فوز فيلمك “هوان القدر” بسعفة “كان” الذهبية عام 1985 رغم ترشيحه؟

 بالعكس أسعدني مجرد الترشيح، فهذا يؤكد أهمية العمل، لأنني كما قلت لك الموضوعات التي تخرج عن نطاق المحلية تكون محل اهتمام من النقاد والسينمائيين والقائمين على المهرجانات الدولية، فالموضوع كان قويا جدا ويخاطب فئات مختلفة ونماذج موجودة بالفعل في بلدان العالم والتناول كان قويا ومؤثرا، ولم يكن هذا العمل عاديا بالنسبة لي بل أعتبره أهم محطة في حياتي الفنية كمخرج.

·         ماذا تمثل لك رئاستك للجنة التحكيم الدولية في الدورة 31 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

 تمثل لي متعة غير عادية حيث أتجول في سينمات العالم من خلال هذا المهرجان وأشاهد أفكارا ورؤى مختلفة وهذا ما أشعر به الآن في دولة مثل مصر صاحبة تاريخ عظيم، ورائدة في صناعة السينما.

·         ما الانطباعات الأولى حول الأعمال التي قمت بمشاهدتها؟

 هناك أعمال أكثر من رائعة تم تناولها بفكر مختلف، وأتحفظ حول أسماء هذه الأعمال حتى تعلن النتيجة، ولكن مجمل ما شاهدته كان أكثر من رائع، وهناك أفكار مختلفة وأطروحات قوية ومؤثرة.

·         وماذا عن السينما المصرية وبصراحة شديدة؟

 السينما المصرية لها تاريخ في المنطقة العربية ولكن ما يؤخذ عليها أنها تتحرك في نطاق محلي، وهذا ما جعلها قاصرة على المنطقة العربية فقط على الرغم من أن لديكم صناع سينما على مستوى عالٍ ولكن تحتاج السينما المصرية لأن تعرف الطريق إلى العالمية.

·     إذا كنت تتحدث عن توصيف للسينما المصرية بأنها محلية، فما رأيك في السينما البريطانية الآن التي تراجعت بشكل كبير وأصبح السوق قاصرا على السينما الأمريكية؟

 هذا صحيح ولكن ليس عيبا في السينما البريطانية ولكن الفيلم الأمريكي يتمتع بإنتاج ضخم جدا، ثانيا الدعم الذي يلقاه هذا الفيلم في السوق العربية، حيث إنها تعد المحتكر الأول لها.

·     هل تعتقد أن الأطروحات الكلاسيكية التي كانت سمة في سينما الخمسينات والستينات ستعود مرة أخرى وستجد لها مكانا أمام أفلام الخيال العلمي؟

 السينمائيون يبحثون بالفعل عن وسيلة لعودة “التيمات” الكلاسيكية لأنها الوحيدة القادرة على جذب المشاهد ومخاطبته ومحاكاته، وأعتقد أنها ستعود بقوة في المرحلة المقبلة.

·         ما رأيك في السينما الإيرانية وما تحققه على المستوى الدولي؟

 سينما جيدة تبحث عن مكان في النطاق العالمي وبدأت تتحرك بعيدا عن المحلية منذ سنوات وأعتقد أن القائمين على صناعة السينما الإيرانية يعرفون جيدا ماذا يريدون وكيفية الوصول إليه.

الخليج الإماراتية في 7 ديسمبر 2007