مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

التركي في انتظار الجنة يتفوق على الهوا المصري

محمد عبد العزيز من القاهرة

شهد اليوم الثالث من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذي تعقد دورته الحالية الحادية والثلاثين في الفترة من 27 نوفمبر إلى السابع من ديسمبر، شهد ندوة قد تكون الأسوأ على الإطلاق ضمن ندوات المهرجانات، فبعيدا عن الصوت العالي الذي اعتدناه، والمعارك الكلامية التي تدور بين الصحافيين والنقاد من ناحية مع الممثلين والمخرجين من ناحية أخرى، فقد شهد هذا اليوم تطاولا من المخرج إيهاب لمعي وإحدى الممثلات الناشئات، على الجمهور وعلى كل من هاجم فيلمهم "على الهوا" الذي عرض اليوم في إطار عرض أفلام المسابقة الدولية.

وقد بدأ اليوم بداية هادئة وجيدة مع الفيلم التركي "في انتظار الجنة" للمخرج التركي "درفس زعيم"، والفيلم تدور أحداثه في القرن الخامس عشر في تركيا، حيث حروب المتمردين ضد السلطان العثماني، وذلك من خلال رسام منمنمات فقد زوجته وابنه في يوم واحد، ويجبر على خوض رحلة لرسم رأس ابن أحد المتمردين الكبار قبل قطعه، حتى يشاهده حلفاؤه في الطريق من معتقله وحتى قصر السلطان، وفي هذه الرحلة يواجه العديد من المخاطر ومحاولات الاغتيال، حتى يصل إلى سجن الأمير المقبوض عليه، ويرسمه بالفعل.

والفيلم اتسم بالإيقاع السريع والصورة الجيدة جدا، والتي نقلت صورة رائعة للجمهور المصري عن السينما التركية، وهو ما وضح بالفعل في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم مع المخرج التركي "درفس زعيم" والذي أشاد به جميع الحضور.

عرض بعد ذلك الفيلم المصري "على الهوا" للمخرج إيهاب لمعي، وهو بطولة مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، ومنهم حسام داغر وريم عبد العزيز ومي القاضي، وهو يدور حول قناة فضائية متخصصة في مسابقات تلفزيون الواقع، تختار أربعة شباب وشابات للدخول في مسابقة لمدة شهر، يفوز فيها من لا يتكلم طوال هذا الشهر، والفيلم أثار استياء معظم الحضور، وذلك للعديد من الأسباب، أهمها الأداء التمثيلي السيئ من قبل الوجوه الجديدة، وهو أمر لم يلوموا فيه الشباب الجدد وذلك لأنها أول تجربة لهم، ولكن لاموا فيها المخرج الذي لم يستطع توجيه الممثلين بشكل جيد، وكذلك حركة الكاميرا غير الجيدة، بالإضافة إلى إيقاع الفيلم البطيء، والذي أصاب الفيلم بالترهل والبطء، وأصاب الجمهور بالملل والرتابة، وكذلك فإن الشخصيات بطلة الأحداث لم ينجح المخرج في إثارة التعاطف معها، ولم ينجح في نقل أزماتها التي دفعتها للمشاركة في هذه المسابقة بشكل جيد.

وقد عقدت ندوة بعد ذلك وحضرها أبطال الفيلم ومخرجه إيهاب لمعي، وأدارت الندوة الناقدة إيريس نظمي، والتي بدأتها بمدح الفيلم والقول بأنه يقدم سينما جديدة، ويكشف زيف المسابقات الوهمية التي تدعي القنوات الفضائية جديتها، وهو الأمر الذي يتنافى وقواعد إدارة الندوات، والتي لا يصح فيها أن يفرض مدير الندوة رأيه من البداية على الحضور، لأنه بذلك يحجر على الآراء المعارضة للفيلم، وهو الأمر الذي حدث بالفعل مع أول سؤال وجه للجمهور من أحد السينمائيين والذي قال إنه لم يعرف إذا كان يشاهد فيلما أم لوحات تشكيلية، ولكن لم تعطه الناقدة الفرصة لذلك، والشخص الثاني الذي سأل قال إن الممثلين لم يكونوا على مستوى جيد، وكانت حركة الكاميرا غير جيدة،

ثم هاجم إيريس نظمي لإشادتها بالفيلم، وعندها قاطعته بطريقة حادة قائلة إن الرسالة وصلت، أما من أشاد بالفيلم فقد تركت له المجال واسعا للكلام والمديح، على الرغم من أن هؤلاء كانوا من ضمن أصدقاء الممثلين والمخرج، أما الردود من قبل الممثلين والمخرج حول ذلك، فقد كانت غير دبلوماسية بالمرة، فقد تساءل حسام داغر أحد أبطل الفيلم موجها سؤاله لمن قال إن التمثيل لم يكن جيدا "هل كان لديه ميول تمثيلية؟" بأسلوب يسخر فيه من المتسائل، وقال إيهاب لمعي في رده على عدم إعجاب الجمهور بالفيلم "أرجو أن يشاهد الجمهور المعترض الفيلم، دون أن يكون بداخله استعداد مسبق للهجوم لأنه لم يختره ليمثل، أو لأنه رفض له سيناريو أحضره له".

تكريم مات ديلون

وفي اليوم نفسه عرض الفيلم الأميركي "مدينة الأشباح" وهو من إنتاج عام 2001 وبطولة مات ديلون، والذي حضر العرض أيضا في إطار استضافته من قبل المهرجان، وقد صادف الفيلم حضور عدد كبير من الجماهير، وخصوصا أنه كانت هناك ندوة ستعقد بعد الفيلم مع النجم "مات ديلون"، وقد كانت هذه الندوة من أفضل الندوات التي عقدت في إطار المهرجان حتى الآن، ويرجع ذلك مدير الندوة، وهو السينمائي الكبير "يوسف شريف رزق الله" وهو من أهم عوامل نجاح هذه الندوة، وخروجها بمستوى يرقى بالضيف المحتفى به، وقد حضر أيضا كاتب سيناريو الفيلم "بيري جيفرد"، وبدأ كلام مات ديلون بأنه دعي للمهرجان أثناء حضوره أحد المهرجانات الأخرى، ووقتها صعدت السيدة سهير عبد القادر للمنصة وقالت له إنه لن ينزل إلا بعد أن يوافق على دعوة المهرجان، ومات ديلون يعمل في السينما منذ أكثر من 30 عاما، وظلت نجوميته ظاهرة إلى اليوم، وقد شبهه السينمائيون في بدايته بجيمس دين، ولكنه قال إنه لم يكن سعيدا بأن يشبه بجيمس دين، وخاصة أنه كان يريد أن يصبح مات ديلون وليس شبيها بأحد، وأكد أنه التحق بإحدى مدارس التمثيل، ودرس هناك أداء جيمس دين ومارلون براندو، وتأثر بهم كثيرا، ولكنه ركز على الابتعاد عما يريد السينمائيون أن يحددوه فيه، ولذلك لجأ إلى كتابة قصة هذا الفيلم بنفسه، كما أنه قام بإخراجه أيضا.

وتحدث مات ديلون أيضا عن فيلم "crach" الذي فاز العام قبل الماضي بجائزة الأوسكار أحسن فيلم، وقال إنه أحب هذا الفيلم جدا، وعلى الرغم من أن دوره كان خطرا ورفضه العديد من الممثلين، الذين لم يريدوا أن يظهروا في دور شرطي فاسد، ولكنه رأى أن الفيلم يقدم رؤية رائعة للعنصرية الحادثة في الولايات المتحدة، ولذلك وافق على الدور سريعا، ولم يكن هو وزملاؤه في الفيلم متوقعين أن يفوز هذا الفيلم بجائزة في مسابقة الأوسكار.

وتحدث مات ديلون أيضا عن مصر وقال إن القاهرة مدينة سينمائية جدا، ومصر بها صناعة سينما منذ مئة عام، وإنه يحب أن يصور أفلاما في مصر أو في الشرق الأوسط لو أتيح له سيناريو جيد، وقال ضاحكا "إذا كان لدى أحد في مصر دور لي فأنا موافق على الفور"، كما تحدث عن آخر أعماله والتي انتهى من تصويرها في الولايات المتحدة مؤخرا وهو فيلم "Nothing But The Truth" وقال إن الفيلم قصة حقيقية محلية عن امرأة تعمل في الاستخبارات الأميركية، ويقوم كصحافي بفضح ألاعيبها، والفيلم يعتمد على القوانين الجديدة التي تقر بحرية الكلمة.

muhammadabdelaziz999@hotmail.com

موقع "إيلاف" في 1 ديسمبر 2007