كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

مقعد بين الشاشتين

قانون البث الجديد.. ما له وما عليه

بقلم : ماجدة موريس

* منذ دخلنا عصر الفضائيات لأول مرة بدخول قناة CNN الأمريكية.. بيوتنا عام 1990 بمناسبة حرب تحرير الكويت لم تتوقف القنوات الجديدة عن الانطلاق بمعدلات تتزايد.. ومن المفارقات هنا ان أول قنوات عربية فضائية كانت لمصر حين اطلقت الفضائية المصرية لتكون جسرا يصلها بالعالم وعونا للقوات المصرية في الكويت بينما انطلقت أول فضائية خاصة في نفس التوقيت هي MBC السعودية وبعدها توالت الفضائيات. جزء منها يحمل شارات الحكومات والجزء الثاني يحمل شارات القطاع الخاص ورجال الأعمال ولايزال السباق علي أشده وان زادت الفضائيات التي تنطلق من جهات مجهولة الهوية أو التمويل.. وفي مقدمتها قنوات الشعوذة والدجل والسحر.. وقبل ذلك عرفنا منافسة فضائية بين قنوات الكليبات وبعدها القنوات الرياضية ولا عزاء للثقافة التي لم تنطلق من أجلها إلا قناتان الأولي هي الثقافية المتخصصة في مصر والثانية مؤخرا قناة الجزيرة الوثائقية.. عقدان من الزمان مرا قبل أن يتوقف المسئولون عن الإعلام أمام فوضي البث الفضائي.. من 1990 إلي 2008 انطلقت 400 قناة أو أكثر ولا أحد يسأل أحدا عن ميثاق شرف أو لائحة عمل القنوات تظللها الجامعة العربية أو اتحاد اذاعاتها أو أي جهاز والقضية ان اتحاد الإذاعات العربية يختص بفضائيات واعلام الدول ولا يوجد اتحاد للفضائيات الخاصة أو جهاز يجمع كل الفرقاء في الفضاء وهذه هي المشكلة الأهم في رأيي الآن وأخيرا تحرك وزراء الإعلام العرب ووافقوا علي وثيقة صاغها بعض الخبراء تتضمن مشروعا لتنظيم البث الفضائي الإذاعي والتليفزيوني وتتضمن 12 بندا صدرت يوم الثلاثاء الماضي "12 فبراير" وافق عليها أغلبية الدول العربية ورفضتها قطر وتحفظت الأردن والإمارات.. وأهم مافيها من خلال ما نشر انها تخص كل أنواع البث عبر الفضائيات من أول ان تنطلق قناة فضائية أو عملية البث نفسه إلي البث المشفر الذي لا تراه الأغلبية إلا بمقابل وبالطبع البث المفتوح وايضا اعادة البث كما يحدث في قنوات عربية عديدة تنقل مواد عن قنوات أخري وبالتحديد القنوات الأمريكية ويلزم المشروع الجديد جهات البث وإعادة البث ومقدمي خدمات البث "هل هم مقدمو البرامج؟" باحترام مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة عربية علي أرضها وينص علي حق كل دولة في فرض ما تراه من قوانين ولوائح أكثر تفصيلا!

"ماذا يعني هذا غير الرقابة؟".. كما يلزم المشروع الدول نفسها بضمان حق المواطن في متابعة الاحداث الوطنية والاقليمية والدولية الكبري خاصة الأحداث الرياضية "ولا أدري لماذا يتم التأكيد علي الأحداث الرياضية وحدها. أليست السياسية والعلمية والفنية مهمة أيضا؟" وتعود الوثيقة لتؤكد انها الأحداث الرياضية أو عناصر وطنية عبر بث مفتوح وغير مشفر حتي لو كانت هذه الحقوق ملكا حصريا لمالك أو وجهة ما "لنتذكر كأس العالم وكأس العرب.. الخ" وايضا يؤكد المشروع احترام حرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر وأن تلتزم جهات البث الإذاعية والتليفزيونية بالامتناع عن التحريض علي الكراهية والتمييز بكل أنواعه ومنع التحريض علي العنف والإرهاب ووصف الجرائم بكل أشكالها وأنواعها مع التفريق بينها وبين الحق في مقاومة الاحتلال ومراعاة آداب الحوار. انتهت بنود الوثيقة وبقيت عدة اسئلة:

* أولا: انه لابد أن يكون واضحا لنا جميعا انه مشروع للتنظيم وليس التعتيم علي المعلومات والحقائق في ظل اتاحة الفرصة لكل دولة لنعرض ما نراه من قوانين ولوائح تفصيلا.

* ثانيا: ان المشروع كان يحتاج إلي طرحه علي الرأي العام العربي في كل مكان وادارة مناقشة مع كافة الجهات والشرائح باعتباره مشروعا يهم كل فئات المستمعين والمشاهدين وبعده ينتقل إلي الخبراء لصياغته وفقا لملاحظات الناس.

* ثالثا: ان بنود المشروع كلها تحتاج إلي آليات للتعامل معها وأجهزة علي أعلي مستوي لمواجهة التجاوزات والخروجات علي الميثاق وكل هذا غير موجود.. فماذا يحدث لو حدث خروج علي المشروع بدون أن يستكمل أدوات التعامل.. أم تتعامل وزارات الإعلام مع هؤلاء "الخارجين" بشكل استثنائي.. أو من خلال الشرطة حتي يتم انشاء جهاز لتنفيذ اللائحة والقانون؟

أخيرا.. ماذا لو انسحبت الفضائيات المتجاوزة من القمر المصري النايل سات وتركته لتواصل البث من الأقمار الأخري البعيدة؟ انها تساؤلات تحتاج لمناقشة بدلا من الاسراع باصدار قوانين من الصعب تنفيذها.. فتنام في الادراج هادئة مطمئنة.

الجمهورية المصرية في 21 فبراير 2008