كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

يعرض الآن :

في «أشياء نفقدها في الحريق» رسالة إنسانية ودوافع غامضة

كتـب عمــاد النـويـري

هالي بيري المولودة في أيوا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1966 واحدة من أشهر النجمات السمراوات في هوليوود، وهي فنانة في جعبتها الكثير من الألقاب، فهي أول ممثلة سوداء تفوز بجائزة الأوسكار عام 2003، عن فيلم «كرة الوحش» وكانت أول أميركية من أصل أفريقي تمثل الولايات المتحدة في مسابقة ملكة جمال العالم.

وقد انطلقت بيري كصواريخ ناسا، وحصلت على الشهرة بعد قيامها ببطولة مجموعة من الأفلام المميزة، حتى أصبحت واحدة من أشهر ممثلات العالم، وتضم لائحة الجوائز الخاصة بها العديد من الجوائز والترشيحات من مختلف الهيئات والمؤسسات والمهرجانات العالمية داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية ونذكر من تلك الجوائز حصولها على جائزة الدب الفضي كأحسن ممثلة عام 2001 عن «كرة الوحش» وجائزة أيمج كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «مت في يوم آخر» وفي الوقت ذاته أصبحت ضيفة دائمة في قوائم أجمل نساء العالم.

اما بنشيو دي لا تورا فهو ممثل عبقري يستحق متابعة أفلامه فقد حصد جائزة الأوسكار عام 2002 كأفضل ممثل مساعد عن فيلمه «ترافيك» كما تضم لائحة جوائزه أيضا العديد من الجوائز والترشيحات. وكان قد فاز أيضا عن فيلم «ترافيك» على جائزة الدب الفضي لمهرجان برلين السينمائي لأفضل ممثل. وكان وجود اسمي بيري وتورا كافيا لاتخاذ قرار لمشاهدة فيلم «أشياء نفقدها في الحريق» الذي يعرض الان على شاشات الكويت من اخراج الدانمركية سوزان بيير

إدمان وصداقة

تبدأ أحداث الفيلم بزوجين سعيدين هما أودري (هالي بيري) وبرايان (ديفيد داكوفني) لديهما طفلان صغيران. وفي إحدى الليالي، يُقتل برايان بطلق ناري أثناء مساعدته لسيدة تم الاعتداء عليها. فكما تقدمه المشاهد الأولى للفيلم فهو انسان مخلص وطيب وشهم يحب زوجته وأولاده وجيرانه وناجح في عمله ووفي لأصدقائه. خاصة صديقه جيري. يظهر جيري (بينيشيو ديل توروا) الفوضوي والمدمن على المخدرات، بين المعزين. وعلى الرغم من عدم حب الزوجة المكلومة أودري له، إلا أنها دعته للإقامة في مرآب بيتها للتخلص من شعورها بالحزن. مع تصاعد الحدث يحاول جيري ان يتخلص من الادمان على المخدرات من خلال الانتظام في عيادة متخصصة وفي الوقت ذاته يقيم علاقة صداقة مع الأبناء ويبدو وكأنه ينافس الام في السيطرة على الأبناء مما يدفع الام الى طرده من المنزل. ينتكس جيري ويعود الى الادمان مرة ثانية وتشعر اودري بالذنب وتبحث عنه وتعود به الى المنزل مرة ثانية وتحاول معالجته. وينتهي الفيلم وجيري يودع زوجة صديقه في طريقه الى المستشفى لإكمال العلاج. ربما ليعود ليكمل مهمته في الوقوف الى جانب زوجة واولاد صديقه، وربما لن يعود لان اودري قد تجاوزت محنتها ولم تعد في حاجة اليه.

أسباب حقيقية

الفيلم «السيناريو» لم يقربنا كثيرا من حياة جيري، ولم نتعرف على الأسباب الحقيقية التي دفعته للادمان وكان من المهم القاء الضوء على هذا الجانب ومنذ البداية تم رسم شخصية اودري وهي في حالة من الخوف الدائم والانزعاج المستمر ولم نتعرف بطريقة واضحة على الدوافع التي جعلتها تطلب من جيري البقاء بجانيها. فهي لم تكن تحب جيري وكانت تعرف جيدا انه من المدمنين على المخدرات ولا اعرف ما الحكمة التي تدفع بامراة لتطلب من رجل ليساعدها وهو اصلا يحتاج الى كل المساعدات ليتجاوز محنته. صورت لنا المشاهد والحوارات ان اودري كانت تتمنى موت جيري بدلا من زوجها كما انها بمجرد شعورها بحب الاولاد له تطلب منه ان يغادر منزلها. كما يبدو فان الدوافع التي جعلت اودري تطلب من جيري المجيء هي دوافع غامضة وقد تصل بك التفسيرات في بعض الاحيان الى القول انها علاقة مغلفة بالكراهية والانتقام اكثر من ارتباطها بالحب والعطف. ولم اجد نفسي أبدا متعاطفا مع اودري رغم محاولتها ان تساعد جيري اكثر من مرة. وكان من الواضح ان هناك الكثير من الانتقالات المفاجئة في المونتاج وربما اثرت هذه الانتقالات على تفهم مجريات الامور بشكل افضل.

اعماق الشخصيات

في الفيلم «الفن» ظهرت هالي بيري كاستاذة قديرة في تجسيدها لدورها وفي مشاهد كثيرة كانت قادرة على استخدام ادواتها الداخلية بطريقة متفردة وربما ظلمها كثيرا التخبط في رسم شخصية اودري بطريقة مقنعة وواضحة. اما بينشيوا فقد جسد دوره باقتدار وموهبة وكان قادرا على تجسيد كل ملامح جيري بطريقة متفهمة وعبقرية ويستحق بينشيوا اكثر من جائزة عن دوره في هذا الفيلم. وغير الاداء التمثيلي يمكن الاشارة الى توظيف حجم القطة الكبيرة والكبيرة جدا للدخول الى اعماق الشخصيات ولكن كان هناك الكثير من اللقطات التي جاءت دون اضافة حقيقية الى مايجب تقديمه من تعبير.

فيلم إنساني

في «اشياء نفقدها في الحريق» محاولة لتقديم رسالة انسانية راقية عن ضرورة مساعدة هؤلاء الذين يخرجون عن مسار الحياة بالوقوع في دائرة السعادة الوهمية المميتة. وهناك محاولة لتجاوز الاحزان مادام الحريق لن يمنحنا الاشياء التي فقدناها ولن تعود. وهناك محاولة ثالثة للاعلاء من شان الصداقة التي تجعلنا نتحمل قسوة الحياة.

انه فيلم انساني ومع مشاهدته مطلوب قدر من التركيز والتأمل حتى لوكانت بعض دوافع الشخصيات غير واضحة.

القبس الكويتية في 20 فبراير 2008