كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

ناصر 56 أسهل من أم كلثوم

محفوظ عبدالرحمن: خيوط السينما ليست في يدي

القاهرة/ ماجدة محيي الدين

قضى الكاتب والسيناريست المصري محفوظ عبدالرحمن أياماً وسنوات من عمره يقلب في الوثائق القديمة، ويفتش عن صفحات مطوية في دفاتر التاريخ. يستلهم منها إحدى مسرحياته أو مسلسلا ينصف به المظلومين. وهو يشكل حالة انسانية وإبداعية وثقافية نادرة، لم يقبل ان يكون مجرد موظف في مهنته، بل فضل أن يكون طائرا حرا طليقا يختار ما يشاء من موضوعات وشخصيات ليقدمها في أعماله الدرامية المتميزة، فإنتاجه لا يقاس بالكم ولكن بما يتضمنه من قيمة فكرية وفنية عميقة استحق بسببها أن يحمل لقب ''عميد الدراما التليفزيونية''.

يعترف محفوظ أنه رغم عشقه للسينما لم يستطع التعامل معها كسيناريست، ووجد مشقة كبيرة في أفلامه الثلاثة التي قدمها: ''القادسية'' و''ناصر ''56 و''حليم''. وقال انه شعر بأن خيوط اللعبة ليست في يده، وأن المخرج والمنتج يسيطران على صناعة الفيلم بعكس الدراما التليفزيونية حيث يظل على صلة وثيقة بعمله حتى يتم الانتهاء من تصويره بشكل يرضيه.

ورغم حرفيته ونجاحه، لا يكتب محفوظ إلا بناء على رغبة ملحة في معالجة فكرة ما. وما يزال يشعر بالقلق والخوف من ألا يتقبل الناس أعماله، بل يصل خوفه أحياناً الى درجة المرض، وكثيرا ما استدعى الطبيب، كما يقول، أو ذهب الى المستشفى من قبل عمل له وفي كل مرة يسمع عبارة لست مريضا.

عنترة وسقوط غرناطة

أما عن آخر أعماله الدرامية فهناك اكثر من مسلسل انتهى من كتابتها لكنه توقف لأن الظروف الانتاجية في مصر لم تكن مناسبة، يقول: هناك مسلسل ''سقوط غرناطة'' واعتبره أهم عمل في حياتي، ورغم انني كتبته قبل سنوات لم اجد الجهة الانتاجية التي تستطع تنفيذه بصورة جيدة، لذلك فكرت في طبعه ليقرأه الناس في كتاب. ويتضمن تجربة جديدة في كتابة الدراما حيث ان زمن وقوع الاحداث هو الزمن نفسه على الشاشة، بمعنى ان الاحداث تدور جميعها ساعة بساعة عن تفاصيل ''ليلة سقوط غرناطة''. ولديَّ مسلسل '' عنترة'' ومسلسل ''الفاتح'' وهي ايضا دراما تاريخية أنوي طبعها في كتب حتى تظل باقية وربما تتحول فيما بعد إلى مسلسلات.

وعن استمتاعه كمشاهد بالدراما التاريخية لغيره من الكتاب قال: أكبر حالة من المعاناة والعذاب هي متابعتي لبعض الاعمال التي توصف بأنها تاريخية حيث المط والتطويل والتهويل. وعن عشقه لأم كلثوم الذي جعله يغفل بعض الشخصيات المعاصرة لها برر محفوظ تجاهله للمطربة اسمهان أثناء كتابته لمسلسل ''ام كلثوم'' بأن ذلك تم بناء على طلب أسرتها. ورفض ما يشاع عن ان أم كلثوم كانت وراء مقتل اسمهان، مؤكدا انه من خلال بحثه ومراجعته للعديد من المراجع يكاد يجزم ان مقتل اسمهان كان عملية مخابراتية مئة في المئة. واضاف: أؤمن تماما بمقولة شكسبير ''من يستمع الى الموسيقى لا يقتل''.

ودافع محفوظ عبدالرحمن عن الصورة المثالية التي قدم بها شخصية ''ام كلثوم'' قائلا: ام كلثوم لم تكن مجرد صوت من اجمل وأقوى الاصوات العربية، بل كانت واحدة من أهم الأصوات في العالم، وصوتها عشقه الأوروبيون والأميركيون والعالم بأسره. وماذا يفيد المشاهد في البحث عن سلوكياتها السلبية؟ ان ''ام كلثوم'' بشر وبالتأكيد لديها بعض السلبيات لكن حياتها كانت ثرية بالمواقف العظيمة. ورغم ذلك هناك رواية حقيقية لم أتجاهلها عندما لجأ إليها أحد افراد فرقتها الموسيقية يطلب مبلغا من المال فرفضت وقالت انه يقامر بكل ما يحصل عليه ولكنها في نفس الوقت أرسلت ضعف المبلغ الذي طلبه الى أسرته، وتهمة البخل التي حاول البعض إلصاقها بها قد يكون لها ما يبررها.

خلخلة السائد

وعن جرأته في مخالفة السائد والمستقر في الوجدان حول بعض الشخصيات التاريخية مثل الخديوي اسماعيل الذي كان أول من أنصفه في مسلسل ''بوابة الحلواني'' بعد أن ظلمته كتب المؤرخين، قال محفوظ إنه كان حريصا على قراءة كل الكتب والمراجع التاريخية حول تلك الفترة ليس فقط ليوثق الاحداث، وإنما ليطلع أيضا على الفنون والآداب ولغة الحوار التي كانت سائدة بين العامة أو افراد الاسرة الحاكمة.

وأكد ان المشاكل التي واجهته وهو يتناول سيرة الزعيم جمال عبدالناصر في فيلم ''ناصر ''56 أقل بكثير من تلك التي تعرض لها في مسلسل ''ام كلثوم'' أو فيلم ''حليم''. وقال: رُفعت ضدي 15 قضية بسبب ''ام كلثوم'' بينما عندما انتهيت من كتابة ''ناصر ''56 عرضته على المخرج محمد فاضل ووجدته يدعوني للقاء هدى عبدالناصر ابنة الرئيس الراحل، وفوجئت به يقول لها هل تريدين قراءة النص؟ لكنها أجابت بالنفي وأنها تثق بنا. وأصر المنتج ممدوح الليثي على عرض السيناريو على خالد عبدالناصر نجل الزعيم الراحل والذي أعاده بلا اي اعتراض وتم تصوير الفيلم بهدوء.

وقال: فيلم ''حليم'' كان تجربة مؤلمة ولم يكن من الممكن ان يخرج بصورة أفضل نتيجة الظروف، فقد كانت هناك عدة مآزق وظروف ترايدية وعاطفية جدا جعلتنا نحاول إنهاء هذا الفيلم بأي صورة، فقد كان أحد احلام الراحل احمد زكي وكان متمسكا به. وأذكر انني كتبت الفيلم قبل مرض احمد زكي بسنوات وتحت إلحاح شديد منه. ولا أنسى انه اتصل بي في أحد الايام وكنت خارج مصر وأخبرته انني في تونس لكنه قال إنه يعاني حالة نفسية ويعالج عند د. احمد عكاشة حيث شخص حالته بأنه لا يقدم العمل الذي يرضيه، واذا بالدكتور عكاشة يقول لي: يا محفوظ أرجوك اكتب لأحمد فيلم ''حليم'' لأن حالته صعبة. وعندما بدأنا التصوير كان قد تبين إصابته بالسرطان في الرئة وأنه في مرحلة متأخرة. وأقدر الجهد الذي بذله المخرج شريف عرفة والمنتج عماد اديب لاستكمال الفيلم بأي صورة. كنا في كل يوم نتخلص من مأزق، فبعض المشاهد التي شعرنا انه يصعب تصويرها بالنسبة لأحمد زكي أضفنا فيها شخصية المذيع لكي يلخص بعض الاحداث. وكلنا يعرف ان اي ممثل في العالم لابد ان يكون في صحة جيدة ليؤدي دور مريض، واعتقد ان حليم يمكن تقديمه في فيلم آخر.

وعن علاقته بالكوميديا قال: احب الكوميديا وكثير من شخصيات أعمالي تحمل روح الفكاهة، ولي بعض المسرحيات التي يمكن وصفها بأنها كوميدية مثل ''السلطان يلهو'' لكني لا أقحم الكوميديا على الشخصية سواء كانت حقيقية أو خيالية، وأنا اكثر كاتب مسرحي تحولت نصوصه إلى عروض فقد كتبت 13 مسرحية عرضت منها .11

الإتحاد الإماراتية في 17 فبراير 2008

 

صرخت أنا حرة وتركت وسادة الفن خالية

لبنى عبدالعزيز: صفعة خالي غيرت مجرى حياتي

القاهرة/ ماجدة محيي الدين: 

تركت النجمة لبنى عبدالعزيز بصمة في تاريخ السينما المصرية عبر أفلام مثل ''الوسادة الخالية'' و''أنا حرة'' و''اضراب الشحاتين''، وخلال عشر سنوات فقط هي عمر مشوارها السينمائي قدمت 18 فيلما أمام عمالقة السينما.

بدأت طريق الشهرة والنجومية منذ سن الحادية عشرة عندما عملت بالقسم الانجليزي بالاذاعة المصرية، واشتهرت بتقديم برامج الأطفال مثل ''ركن الطفل'' واستمرت لتقدم انجح البرامج ''العمة لولو'' الذي حصد العديد من الجوائز.

واثارت لبنى منذ أول طلة على الشريط السينمائي ضجة كبيرة ليس فقط لأنها بطلة جديدة وجميلة لكنها تعرضت لهجوم ملايين العرب لأنها تخلت عن ''العندليب'' عبد الحليم حافظ في أول بطولة سينمائية له في فيلم ''الوسادة الخالية'' واتهموها بالغرور.

نشأت لبنى عبدالعزيز في أسرة ارستقراطية ووالدها الكاتب الصحفي حامد عبدالعزيز الذي تأثرت به كثيرا أما الوالدة فكانت نبعا للحنان والخوف على الأبناء الستة.

وتقول لبنى عن طفوتها: اذكر كيف كان والدي يقرأ لي يوميا وانا في فراشي قبل النوم روائع الأدب العالمي لشكسبير وتولسيتوي وكان يقوم باداء تمثيلي رائع مما جعلني أحب الأدب والقراءة والتمثيل.

ودرست لبنى في المدارس الانجليزية حتى المرحلة الثانوية ثم انتقلت لمدة عامين لاستكمال دراستها الثانوية في انجلترا، وعادت تحلم بالالتحاق بقسم الصحافة بالجامعة الاميركية بالقاهرة لكنها فوجئت ان الدراسة في هذا القسم باللغة العربية، وكان ذلك عائقا لعدم اجادتها العربية بشكل كاف. واختارت دراسة العلوم الاجتماعية والآداب وتخرجت بعد عامين فقط بسب تفوقها. وتصف تلك الفترة قائلة: الدراسة بالنسبة لي كانت في منتهى السهولة واليسر، ووجدت نفسي اجتازها بتفوق رغم تنوع المواد التي أدرسها.

دخلت لبنى عبدالعزيز التمثيل بالصدفة رغم انها كانت بطلة فريق التمثيل بالجامعة الاميركية بالقاهرة لكنها لم تقرر احترافه. وجذبت العروض الناجحة التي لعبت بطولتها كثيرا من المثقفين والادباء والسينمائيين وشاهدها المخرج صلاح ابوسيف واحسان عبدالقدوس واختاراها لبطولة فيلم ''الوسادة الخالية''. وتوالت العروض لكنها رفضت الصور النمطية للفتاة المنكسرة التي ليس لها رأي في حياتها. وبعد بطولة فيلمها الثاني ''هذا هو الحب'' أمام الفنان يحيى شاهين عام 1958 اعلنت تحررها لتقدم رائعة احسان عبدالقدوس ''أنا حرة''، ومرة أخرى أثار الفيلم جدلا في الخمسينيات من القرن الماضي. وعن الفيلم تقول: حقق ثورة واحببت الشخصية وكانت الأقرب الى نفسي وتفكيري، واعتقد اننا بحاجة هذه الأيام لفيلم جديد يتبنى قضية حرية المرأة الناضجة التي تواجه معاناة في ممارسة حقها في الحركة والعمل.

وتعشق لبنى التحدي ولا تتصور نفسها في مهنة أخرى غير التمثيل الذي كان إحدى السبل التي عبرت بها عن تمردها.

وتقول: مازلت أذكر أول رد فعل تلقيته وأنا طفلة عندما سألني خالي عن المهنة التي أحب أن أمارسها عندما أكبر، فقلت: ممثلة. وكان رده ''صفعة'' قوية على وجهي، وكانت صدمة لي غيرت مجرى حياتي. فقد نشأت في مدارس انجليزية وتعلمت فيها ان الفنان له قيمة كبيرة وقررت أن أصبح ممثلة ليعرف خالي والمجتمع كله ان التمثيل مهنة محترمة ولها قيمة.

وتكره لبنى التردد والخداع لذلك عندما تزوجت استاذا جامعيا واضطرته ظروف عمله للسفر الى الولايات المتحدة، كانت قد تعاقدت بالفعل على بطولة ثلاثة افلام جديدة وتصورت انها يمكن ان تجمع بين عملها ورعاية اسرتها لكنها عندما سافرت مع زوجها وابنائها اكتشفت ان الحياة الاسرية بعيدا عنهم لا تستقيم وبلا تردد اختارت الاسرة والابناء، وعادت لبنى الى مصر منذ عشر سنوات لتشاهد كل ما فاتها من افلام عربية لكنها اكتشفت انها لم تخسر شيئا بغيابها فقد وجدت معظم الافلام التي انتجت بعد سفرها لا تحمل جديدا. وترى ان السينما المصرية الآن بدأت تسترد عافيتها بمواضيع مهمة ومتنوعة وقد عُرض عليها المشاركة في العديد من الافلام لكنها لم تجد الشخصية الايجابية المؤثرة التي تثير حماسها للوقوف من جديد امام كاميرات السينما. وتحت ضغوط كبيرة قبلت ان تخوض اولى تجاربها في الفيديو من خلال مسلسل ''عمارة يعقوبيان'' اخراج احمد صقر وعنه تقول: حاولت الاعتذار مرارا لكن تمسك الجهة المنتجة والمخرج والسيناريست احرجني، ووضعت ملاحظات كثيرة على شخصية ''دولت'' التي جسدتها وتم تنفيذها، وانا راضية عن المسلسل.

الإتحاد الإماراتية في 17 فبراير 2008