كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

أحمد السقا: نضجت فى «الجزيرة»

أسماء نصار

أين يقع احمد السقا من الجزيرة .. هل يظل النسخة الأحدث من بطل الترسو ، الذى تستعرض أفلامه لياقتة البدنية العالية، وقدرته الفذة - قياساً بغيره من النجوم - على تسلق الجبال ، من دون أن يكون لقدراته كممثل دخل بالموضوع .. أو أن تتماس أفكارها مع الواقع مما فتح الباب لاتهامها بالتغريب.

السقا قال لنا أنه مؤمن بكل فيلم شارك فيه سواء بالبطولة المطلقة أو المساعدة، وله أسبابه.. ويؤكد على أن «الجزيرة» هو النقلة الأكبر والأحلى.

·         ما الفرق بين أحمد السقا قبل «الجزيرة» وبعدها؟

- من الصعب أن أكون لاعبا وحكما فى الوقت نفسه، ولكننى أستطيع أن أقول إننى سعيد برد الفعل وإن الله قد سدد خطى كل العاملين فى الفيلم، فكان بمثابة نقلة لجميعنا، ولكننى لا أريد أن أعتبره مرحلة فاصلة أو حاسمة لأن حياتى الفنية لم تنته عنده، لذلك سيكون أفضل أن أعتبره خطوة واسعة فى الطريق أو مسئولية أكبر.

·         ولكن ألا تعتبره نقلة فى أدائك وتوظيف قدراتك؟

- بالتأكيد، أى فيلم أقوم به لابد أن يكون نقلة ويحمل إضافة، لكن النقلة تلك المرة فى فيلم «الجزيرة» جاءت أوسع وأفضل وأحلى، حيث هيأ الله كل الظروف من إخراج وإنتاج وتمثيل وسكريبت، ومن وجود فنان عظيم مثل محمود ياسين، وقد وضعت فى تلك الظروف واجتهدت فكانت المحصلة النهائية جيدة.

·         ألا تعتقد أنك كنت موهبة مهدرة ومحصورة فى أدوار الحركة أو خفة الظل غير الموظفة جيدا على حساب المضمون؟

- إذا رجعنا إلى أفلامى من «هارمونيكا»، و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، و«همام فى أمستردام»، و«شورت وفانلة وكاب»، و«أفريكانو»، و«مافيا»، و«تيتو»، و«حرب أطاليا»، و«عن العشق والهوى»، و«تيمور وشفيقة»، وأخيرا «الجزيرة»، أى 11 فيلما، تقديرى لها أن «شورت وفانلة وكاب» فيلم لايت رومانسى، و«أفريكانو» مغامرة رومانسية، ولا يصنف أكشن، مع احترامى لكل الناس الذين رأوه أكشن، «مافيا» ساسبنس أكشن، ثم «تيتو» لا يصنف أكشن على الرغم من احتوائه عليه، لكن حالة الأكشن فيها موجودة لخدمة الدراما بغض النظر عن استخدامنا فيه لتقنيات عالية، قالوا إننا نقلد الأمريكان فكل تلك الأشياء جدليات نتفق أو نختلف عليها، لكنها موجودة، أما «حرب أطاليا» فهو فيلم «فزورة» Mental دراما ذهنية، مثل أوشن أليفن وتولف، لكن بدون دم ولا ضرب، وما جعله ينجح هو تلك الفزورة التى ظلت الناس تحلها طوال الفيلم، وحلت فى آخره، أما «عن العشق والهوى» فهو فيلم رومانسى بيور، و«تيمور وشفيقة» رومانتيك كوميدى، ثم يأتى «الجزيرة» فيلم من أعماق الصعيد مستوحى من قصة حقيقية، لو صنفنا تلك الأفلام أنه على مدى تاريخى لن نجد أفلام أكشن إلا «الجزيرة» و«مافيا» و«تيتو» مجازا. وأكثر تلك الأفلام التى اقتربت من الواقع «الجزيرة» و«تيتو» لأنهما مأخوذان عن قصة حقيقية.

·         إذا كان «الجزيرة» قد احتوى على حبكة واقعية، فأفلام مثل «شورت وفانلة وكاب» و«حرب أطاليا» و«أفريكانو» لم تكن كذلك؟

- هذا نوع من أنواع السينما وموجود فى السينما العالمية، ولكن الفارق أن «الجزيرة» جاء فى وقت قد أكون كبرت وفهمت ونضجت فيه بعض الشىء.

·         هل يعنى ذلك أنك لو قمت بأدائه فى بداياتك لاختلف الأمر؟

- أنا رجل عندى يقين فى الغيبيات، ولا أفكر خلف القدر بالعكس مادام هذا قد حدث فلابد أنه الصحيح.

·         هذا صحيح ولكن من المهم جدا أن يكون فى حياة كل فنان مشروع أو منهج؟

- خطتى أننى أتمنى عندما أكبر وأموت أن يكون لى فى كلاسيكيات السينما المصرية فيلم أو اثنان، رصيد محترم يفتخر به ابنى، لكن هذا لا يمنع أن أفلاما مثل «شورت وفانلة وكاب» و«أفريكانو» أفلام خفيفة حققت أكثر من الحد الأدنى للسينما، وهى المتعة التى تعد الحد الأدنى للسينما، وبعد ذلك يأتى الفكر والثقافة والمضمون، ولكن على الأقل يخرج المتفرج وهو مستمتع بصوت وصورة وأداء وموسيقى وقصة أو حدوتة.

·         إذن هل من الممكن أن تقوم بعمل فيلم مشابه لـ «شورت وفانلة وكاب» بعد «الجزيرة»؟

- ممكن، لكن هذا يتوقف على الطريقة، فبالتأكيد لن أمثلها مثل أول مرة لأننى كبرت فى السن وخبرتى زادت وتقنية السينما أصبحت أعلى، ولكن بعد مرور السنين فى العمل غالبا ما يكون الإنسان مختلفا فى اختياره للموضوعات وطريقة طرحه،ثم ان النضج وحده لا يكفى، فهناك ظروف إنتاجية وإخراجية محيطة تلعب دورا مهما.

·         هل يعنى ذلك أن «الجزيرة» مجرد مصادفة لاجتماع ظروف جيدة قد لا تتكرر؟

- لا، ليست مصادفة، لأن به الفنان الكبير محمود يس، ومحمد رمزى وسامى العدل منتجان، بالإضافة إلى هند صبرى وزينة وخالد الصاوى وباسم سمرة ومحمود عبدالمغنى والمخرج شريف عرفة..هذه العناصر لا تجتمع مصادفة، ولكنها تكاملت، فشريف عرفة ما كان ليخرج فيلما بتلك الجودة إذا لم تتوافر تلك الظروف الإنتاجية، والمنتج ما كان ليوفر ميزانية ضخمة إلا بوجود قصة قوية ومخرج وممثل قوى، وهى ليست مصادفة لسبب مهم، فهى تجمع عناصر عندها نفس الهدف، ونفس الإيمان، فعملت دون أن تقول أنا سأكسب أو سأخسر.

·         لكنك لن تعمل طوال الوقت مع شريف عرفة فلابد أن تكون هناك خطة لمشروع نجم؟

- شريف عرفة المخرج الوحيد الذى تكرر فى حياتى، «مافيا» و«الجزيرة»، لكن إذا حسبناها فى «شورت وفانلة وكاب» فكنت أول مرة أقدم دورا رئيسيا، أكيد أول مرة بطولة لن يصرف علىّ المنتج نفس المصاريف التى صرفها فى «الجزيرة»، و لم يكن لدىّ وقتها نفس الخبرة ، لكن خطتى أن أحاول أن أنجح، وكلما نجحت كان المردود الاقتصادى أعلى، فيثق المنتج فى عملى، فأستطيع أن أقوم بعمل أفلام أنضج كل مرة، حيث سيصرف علىّ المنتج وهو مطمئن، وسأكون قد قطعت كل مرة أشواطا فى الثقة فى عملى.

·         ولحظتها يمكن توظيف موهبتك بعيدا عن استعراض اللياقة البدنية والوسامة واقتحام الأكشن.. كما حدث فى «الجزيرة»؟

- هذا صحيح، لكننى سأعود وأقول أن الاستعراض وإظهار القدرات نوع من أنواع السينما، وليس معناه أننى أريد أن أفعل ذلك، لكنه نوع موجود.

·         هل أنت ممن يفكرون فى موضوع فيلم وتعرضه على مؤلف أم تنتظر السيناريو الذى يأتى لك.. وأنت وحظك؟

- نعم أفكر فى موضوع معين، وقد حدث ذلك فى «تيمور وشفيقة» و«تيتو»، فتيتو كان حلما اجتمعت فيه أنا وطارق العريان ومحمد حفظى، حيث كانت لدىّ فكرة تحمس لها محمد حفظى وطارق العريان.

·         هل ترى أن السينما المصرية تعبر عنا وتصور المجتمع المصرى بعاداته وتقاليده؟

- مؤخرا هناك أعمال جيدة.

·         ما أكثر الفترات فى تاريخ السينما المصرية التى اقتربت من الواقع المصرى؟

- كل فترة ما هى إلا مردود فكرى وثقافى واجتماعى لما يحدث، فى الأربعينيات كانت هناك حالة معينة وشكل غنائى واستعراضات فى وسط الفيلم، وكان يقبل هذا عادى ومازلنا نقبله حتى الآن، وبعد الثورة رد قلبى ومظاهرات وأفلام رشدى أباظة وحسن يوسف حتى أواخر الستينيات، كانت هناك نقلة حيث الأفلام التى كانت تصنع فى بيروت، والتى كانت بها سقطات بعض الشىء ،أما بعد الحرب فكان البحث عن بطل شعبى فجاء الأستاذ عادل إمام، ثم بعض الركود فى الثمانينيات حتى مثل هنيدى «إسماعيلية رايح جاى» عام ..96 وكان هناك مردود اقتصادى رهيب تسبب فى نقلة أخرى وجيل آخر فى صناعة السينما.. وهذا ليس سيئاً فكل منهم له مميزاته، ويعد رد فعل للفترة.. فكل فترة تترجم الشكل المعاصر، ونحن الآن نعيش فى عصر الموبايل والإنترنت والكاميرات والضوضاء، والأفلام الموجودة تعكس ذلك.

·         ولكن هل تعتقد أن تلك الأفلام تعكس صورة للشعب المصرى يمكن أن تكونى معبرة عن هويته؟

ــ تلك نقطة أخرى، ففعلاً السينما فى الفترة الأخيرة لم تعبر عن هويتنا ولكن هذا العام هناك أفلام جيدة.

·         ماهى أكثر الأشياء التى تستفزك فى واقعنا وتتمنى أن تقترب منها؟

ــ لا أعرف أن أتحدث فى تلك الأشياء، ولكن أعرف أن تذهب عينى لشىء معين أختزنه بداخلى وأنتظر الفرصة التى أستطيع من خلالها أن أجسدها وأخرجها من خلال سيناريو أو دور أو مشهد أو حتى جملة.

·         متى تستطيع السينما المصرية أن تعبر عنا؟

ــ عندما تفرض مفردات مجتمعك وواقع فكرك وثقافتك ولغتك على الآخر أو الغرب، ويعرض هناك عرض تجارى، مع احترامى لكل من يستفزهم ذلك.

·         ألا ترى أن أغلب لأفلامك تظهر فيها فكرة سطوة البطل؟

ــ أفلامى لم تكن «متفصلة» لأحمد السقا ولكنها أتت ، وأنا عملت 11 فيلماً منها 9 دور رئيسى، وفى تلك الأفلام التسعة لم أعمل إلا بين نجوم أو بين ممثلين أصبحوا نجوما.

·         ما الذى تقرأه ويفيدك فى العمل؟

ــ أحب قراءة الجرائد خاصة صفحات الحوادث لأنه كلما كانت هناك حكايات واقعية يصنع منها فيلم توفر علينا جزءاً كبيراً من المصداقية، حيث لم يصبح لدينا مخزون أدبى مثل زمان فلا يوجد نجيب محفوظ وحتى لو موجود غير ظاهر.. أما زمان فكانت الرواية يصنع منها فيلم، فما يحل محل ذلك مؤقتاً هى القصص الواقعية.

·         ماذا علمك حبك للخيل؟

ــ الخيل كائن نبيل يعلمك النبل ولو ترجمناها بالبلدى يعلمك الأصول.. كما يعلمك الهدوء.

·         ماهى الأصول التى افتقدناها فى مجتمعنا؟

ــ لا أريدأن أكون حاكما أو مقيما للمجتمع، ولكن بالتأكيد ريتم الحياة اختلف.

·         ما أكثر ما يؤثر فيك؟

ــ والدى والزجل، قرأت زجلاً كثيراً لبيرم التونسى وصلاح جاهين، فأنا أحب الشعر العامى والزجل لأنه يجعلك ترى الدنيا من زوايا سهلة ويجعلك أكثر بساطة، فلا تكون الدنيا معقدة وتتعامل معها بسهولة.

·         هل ضايقك النقد الذى وجه «لتيمور وشفيقة»؟

ــ بل أضحكنى فكل فيلم أقوم بعمله يقولون إنه مسطح خالٍ من أيديولوجيات، وفى كل مرة أدافع عن فيلمى وأقول إن به فكرا، أما فيلم «تيمور وشفيقة» بالذات فقالوا إن به أيديولوجيات وأفكارا رجعية وغيرها مع أننا لم نقصد منه سوى المتعة، فاكتشفوا فى الفيلم أيديولوجيات لم نقصدها.. ولكن مادام يثير الجدل فله وجود.

·         لو زوجتك وزيرة هل تطلب منها أن تستقيل؟

ــ لا طبعاً.. فأنا زوجتى حاصلة على دبلومة وماجستير وناجحة فى عملها.. فى الفيلم لم أقصد ذلك.. الحكاية فقط حدوتة مكررة بين الجيران وبنت الجيران.

·         إذن أنت تؤمن بكل مرحلة من مراحل حياتك؟

ــ نعم أنا أحترم كل خطوة أخذتها ومسئول عنها.. فكلها أشكال من السينما.. وعلى العموم.. إن قراءة صفحة الحوادث فى الجرائد اليومية يمكنها أن تكون حكما عادلا على إذا كان ما أقدمه واقعا حقيقيا أم لا، وأنا على يقين أن النتيجة فى صالحى.

روز اليوسف المصرية في 14 فبراير 2008