كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

مرشح لجائزة الأوسكار .. "وعــــــد للـــمـــوتـــى" .. رحلة المنفى لآرييل دورفمان

متابعة: نجاح الجبيلي

عليهم أن يعترفوا بأني كان لي ولاء في يوم من الأيام"- آرييل دورفمان.

إن إحد أكبر التحديات التي تواجه صانع الأفلام الوثائقية هو الموازنة بين ملاحقة الألم والعاطفة و البحث عن الخبر. إذ إن الحفر عميقاً في أحدها يترك إمكانية التغيير القصير للآخر. في الفيلم الروائي يمكن أن يُخلقا سوية لكي ينموا بقوة. أما في الفيلم الوثائقي فلا يوجد مثل هذا الترف. غير أنه في آخر فيلم وثائقي للمخرج "بيتر ريمونت" " وعد للموتى: رحلة المنفى لآرييل دروفمان" ، يتفوق أحدهما على حساب الآخر.لكن هذا الأمر ليس سيئاً بالضرورة.

يكشف فيلم " وعد للموتى" عن حياة الكاتب والناشط آرييل دورفمان وكيف أنها تتواشج مع انقلاب أوغستو بينوشيت عام 1973 ضد الرئيس التشيلي آنذاك سلفادور ألليندي. كان دورفمان آنذاك "مستشاراً ثقافياً" وكان يجب أن يدعى إلى مبنى البرلمان حين كان يتعرض للهجوم - لكنه علم فيما بعد بأن اسمه قد حذف من القائمة من أجل إنقاذه كي يروي القصة. وكانت قصة لا تصدق- إذ أنه لا يناقش حياة رجل في المنفى بل أيضاً دافع الألم.

إن الفيلم في جوهره هو قصة صراع دورفمان لتعريف بلده وكيف تواشجت حياته مع أحداث 11أيلول عام 1973 وهو التاريخ الذي أرقه بالطريقة المخيفة نفسها بعد عدة سنوات. يضعنا ريمونت داخل عالم الكاتب ويخبرنا عن سلالة دورفمان السياسية والفكرية إضافة إلى الفظائع التي ارتكبت حين تسلم بينوشيت الحكم. وقد أجاد الفيلم في حكاية القصة - من خلال بلاغة آرييل الهادئة ونقل معلومات كافية لإعطاء المشاهدين فهماً للرجل والسياق دون الخوض قي التفاصيل.

على أنه من الجانب الآخر هناك فقدان العاطفة المستمرة. إن فيلم " وعد للموتى" لامع ورقيق ويبدو منجزا بشكل منظم. وهذا يساعد في رواية القصة ، لكن هذا يكون على حساب استغراق الجمهور في عاطفة التجربة. هناك مشاهد يبدأ فيها "ريمونت" بتعيين اللحظات الحقيقية وبالأخص حين يسير دورفمان في ممر برفقة أصدقائه القدامى منشدين مثلما فعلوا قبل ثلاثة عقود مضت. وبينما يسير الثلاثة يستطيع المرء أن يحس بقوة الإقناع ، وتحس وكأنك موجود هناك معهم. غير أن مشاهد مثل هذه هي مجرد لحظات وجيزة ضمن كمال يعتمد على المعلومات والبلاغة ونغمة خطرة لكنها خفيفة. هذا لا يعني القول انك لا تشعر بقصته وحياته. إنك تشعر بهما. وهي ليست تماماً بتلك الطريقة التي تحتويك. إن ذكريات دورفمان ، لا صناعة الفيلم، هي التي تشد عاطفتك. ومع ذلك فهذا أمر حسن. لأنك سيجري إخبارك فتتأثر.إنك تفهم تجربة دروفمان والانقلاب وأيضاً حياة أولئك الذين لم يجر . لقد صنع ريمونت عملاً مدهشاً في وضع القصة معاً وأفلمة شخصية دورفمان- طريقته الهادئة ، عاطفته وذكائه.وبينما أود أن أرى المزيد من اللحظات الشخصية فإني لست متأكدةً بأني أريد أن أفقد أي شيء كي أجعله مناسباً. ربما ستكون هناك فرصة أخرى. إن فيلم " وعد للموتى" سيجعلك تشعر وتفكر وتتعلم، لكنه في اغلبه سيتركك مع قوة اقناع دورفمان - العاطفة دون عنف.

هامش

وعد للموتى: رحلة المنفى لآرييل دورفمان: فيلم وثائقي من إخراج الكندي " بيتر ريمونت" وانتاجه رشح في هذه السنة لجائزة الأوسكار ويعتمد جزئياً على كتاب " الاتجاه جنوباً والنظر شمالاً" وهو مذكرات الكاتب التشيلي آرييل دورفمان الذي كان مستشاراً ثقافياً للرئيس التشيلي سلفادور الليندي عام 1973 وهو مؤلف مسرحية " الموت والعذراء" التي حولت إلى فيلم من إخراج " رومان بولانسكي".

(المترجم)

المدى العراقية في 5 فبراير 2008