كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

الدورة 37 لمهرجان الفيلم العالمي في روتردام...

احتفاء بالبلدان البعيدة والثقافات الغامضة

روتردام – صلاح حسن

انطلقت في مدينة روتردام الهولندية فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان الفيلم العالمي بتظاهرة فنية تعرض خلالها أفلام يتجاوز عددها الألف فيلم ومن بلدان مختلفة، لآسيا حصة كبيرة فيها مع مشاركة عربية متواضعة. تكمن أهمية هذا المهرجان في منحه الفرصة للتجارب الجديدة في عالم السينما، وهو هدف ثابت من أهداف المهرجان الذي يقدم في كل سنة مخرجين جدداً وهم يعرضون أفلامهم الأولى. في هذه الدورة ارتفع عدد الأفلام التي تعرض للمرة الأولى ولمخرجين شباب إلى خمسين فيلماً كما هي حال فيلم الافتتاح الأرجنتيني «حمل الله» لمخرجته لوسي سدرون المرشح منذ الآن للفوز بجائزة النمر الذهبي.

الميزة الأخرى لهذا المهرجان انه في السنوات الأخيرة بدأ يبتعد أكثر فأكثر من المركز في اتجاه الأطراف. ففي البداية كانت مشاركة الأفلام الأوروبية والأميركية كثيفة ومتواترة. أما الآن، فإن المهرجان يركز بشدة على دعوة الأطراف البعيدة ذات الثقافات المبهمة من جانب المشاهد الأوروبي في آسيا وأميركا اللاتينية وبلدان العالم الثالث. لذلك نجد في هذه الدورة مشاركة كبيرة لدول من آسيا وبأفلام جديدة تعرض للمرة الأولى من كمبوديا وسنغافورة واليابان وتايلاند وكوريا الشمالية ولبنان والعراق والأردن إضافة إلى مشاركات عدة من قارة أميركا اللاتينية.

الأفلام العربية

من الأفلام العربية المشاركة في هذه الدورة فيلم «هي فوضى» للمخرج المصري يوسف شاهين وفيلم «البيت الأصفر» للمخرج الجزائري عمر حكار. وقد سبق لهذين الفيلمين أن عرضا في مهرجانات سابقة. أما الأفلام الجديدة وهي في مجملها أفلام وثائقية وتعرض للمرة الأولى، فهي: «جيش من العمات» للمخرج اللبناني وسيم شريف و «إعادة خلق» للمخرج الأردني - الهولندي محمود سعد و «الحب، الحرب، الله، الجنون» للمخرج العراقي محمد الدراجي الذي سبق وشارك في هذا المهرجان قبل سنتين بعرض فيلمه الطويل «أحلام». يعرض أيضاً فيلم المخرج العراقي الشاب عدي صلاح «يوميات سجن النساء في الكاظمية» و «اذهب بسلام أيها الجميل» للمخرج عمر الشرقاوي الذي يمثل الدنمارك.

على رغم أن هولندا بدأت مبكراً بالصناعة السينمائية وقدمت أفلاماً مهمة وناجحة طوال السنوات الثلاثين الماضية، إلا أن هذه الصناعة تعاني من هجرة المخرجين والممثلين المشاهير إلى هوليوود وأستراليا وكندا بسبب اللغة الهولندية المحدودة الانتشار. عادة ما يهاجر المخرج أو الممثل الهولندي بمجرد ان يصيب نجاحاً محلياً وعالمياً بسيطاً للبحث عن الشهرة والمال في عواصم السينما والانتشار من خلالها إلى العالم كله. لذلك تبدو السينما الهولندية وكأنها في كل مرة تبدأ بداية جديدة بلا إرث يراكم تجاربها السينمائية. أما الأفلام التي تمثل هولندا في هذه الدورة فهي: «نشوة شنغهاي» للمخرج ديفيد فروبيك و «اليسار» للمخرجة فراوكيا تان و «تيرا مسيو» للمخرجة باولا فان در اوست.

تتنافس أفلام كثيرة للحصول على جوائز النمر الذهبي التي يقدمها المهرجان. فهناك الأفلام الروائية الطويلة والأخرى القصيرة، إضافة إلى جوائز الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة أيضاً. لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الإيراني جعفر بناهي تتألف من الممثلة الروسية رناته لتفينوفا وتيزانا فنزي مديرة متحف الفيلم الهولندي السابقة، والمخرج السنغافوري ركس هادرس. اللجنة تجد نفسها منذ بداية المهرجان أمام خيارات صعبة في اختيار الأفلام الفائزة لوجود أفلام جيدة كثيرة في هذه الدورة.

لكن الأهم من كل ذلك أن هذا المهرجان يعرف الجمهور في كل سنة بعدد من المخرجين الواعدين ويمنحهم فرصة كبيرة للغاية للتعبير عن مواهبهم التي لا تحصل عادة على فرصة العرض في مهرجانات كبيرة مثل هذا المهرجان الذي يعد بين أهم خمسة مهرجانات سينمائية في العالم.

الحياة اللندنية في 1 فبراير 2008