كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

ساعة ونصف بـ 4 ملايين درهم في مغامرة بصحراء الربع الخالي

«رمال عربية» سيرة الأجداد في سينما بعيون إماراتية

دبي ـ أسامة عسل

اختار المخرج مجيد عبد الرازق البستكية مكاناً، بكل ما يحويه من عبق التراث وروح البيئة الإماراتية، ليقيم مؤتمراً صحافياً صباح أمس، أعلن خلاله عن انطلاق فيلمه الجديد «رمال عربية»، بعد انتهاء عملياته الفنية والتقنية، وأصبح جاهزاً للعرض في صالات السينما المحلية خلال الشهر المقبل.

كان مطروحاً في نهاية العام الماضي أن يشارك الفيلم في فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان دبي السينمائي، ولكن حالت ظروف المونتاج وتركيب الفيلم دون تحقيق هذه الرغبة، التي أكدها المخرج من خلال إعداد نسختين إحداهما ناطقة باللهجة الخليجية والثانية مترجمة بالكامل باللغة الانجليزية، ليتيح للعمل عرضه في الصالات العالمية في لندن وباريس وبرلين، ويشارك به في مهرجانات فينيسيا وروتردام وكان.

حضر مع المخرج من طاقم الفيلم علي التميمي، وعبيد بن صندل، بلال عبدالله، وكاتب الحوار عبدالجليل السعد، والفنان العماني عمر البصراوي. يتناول «رمال عربية» سيرة حياة الرحالة الانجليزي ويلفرد ثيسجر أو «مبارك بن لندن» كما عرفه العرب، الذي زار منطقة الخليج العربي ورصد أهم التحولات السياسية والاجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية في نهاية عقد الأربعينات من القرن الماضي. وكتب بن لندن سيرة حياته شخصياً دون الاستعانة بأحد، وسماها «رمال عربية» ـ وهو العنوان الذي اختير للفيلم ـ وهي بدورها شكلت الرصيد الفكري والفني لمجيد عبد الرازق، كي يبدأ منها رحلة في الرمال العربية وفي جولة سينمائية جديدة ضمن عالم هذا الرحالة الانجليزي.

تدور أحداث «رمال عربية» حول رجل عشق البادية وصعوبتها، وقام بتجسيد هذا الحب على أرض الواقع في زمن ما قبل الطائرات والسيارات، وعاش هذا الرجل العاشق حياة قاسية، ولقب من أحد شيوخ عُمان باسم مبارك بن لندن، وقام برحلات بدأت من المكلا إلى حضرموت ومن عُمان إلى الإمارات، حيث أكمل برحلتين طويلتين بدأتا من صلالة إلى لوى ثم إلى الربع الخالي والشارقة ورأس الخيمة وأبوظبي.

يعتبر هذا الفيلم ثاني تجربة سينمائية لمجيد عبد الرازق بعد فيلم «عقاب»، الذي لم يحقق نجاحاً كبيراً، ولا تزال تواجهه مشاكل في التسويق عبر قنوات التلفزيون، وهي نفس المشاكل التي ستتكرر مرة أخرى مع «رمال عربية» الذي تخلص فيه من شكل الدراما، واعتمد على التسجيل القريب من الفيلم الوثائقي، حتى يستفيد من تقنية الديجيتال ومؤثرات الدولبي، في محاولة لتجاوز أسلوب الحوار وتقطيع اللقطات المشابهة للمسلسلات، والذي ظهر عليه «عقاب»، ولتأكيد الصورة السينمائية وألوانها من خلال «الشاشة السكوب».

وعن الجانب الفني أكد مجيد عبدالرازق لـ «البيان» أنه اختار فنيين من إيران والهند، لتقدم السينما لديهم بشكل لافت، ورخص تكلفتهم، بالإضافة إلى أن الإيرانيين الذين اعتمد عليهم في تصوير الصحراء، أقرب لفهم هذه الطبيعة من غيرهم، ويقدمون سينما تشبه إلى حد كبير الفكر الملحمي لشخصيات تميل إلى المغامرة، كما في حالة هذا الفيلم.

أما بالنسبة للغة الحوار فيقول عبدالجليل السعد كاتب الحوار في الفيلم، حرصت على أن تكون اللغة العربية البسيطة الأقرب للصحافة هي الأساسية، وإن استخدمت بعض المفردات الخاصة بتلك المرحلة، دون الاستغراق في مصطلحات تشتت المشاهد، لاسيما أن الفيلم يميل إلى الشكل الوثائقي المصحوب بالدراما التي نتمنى أن تصل إلى الجمهور.

وعن المشاكل التي يمكن أن تظهر عند عرض الفيلم قال مخرج ومنتج «رمال عربية»: مازال الجمهور الإماراتي والخليجي، يشده أكثر أفلام الرعب والأكشن، وكذلك مدة عرض الفيلم القليلة في صالات السينما تتحكم في المردود المالي، واعترف بأنني ضعيف جداً في مسألة التسويق ولا أفهمها، وشركتي فقط تنتج وهذه المشاكل تؤثر بلا شك في العائد من تكلفة العمل، والتي واجهت من خلالها إخفاقا كبيرا مع فيلم «عقاب» وأتمنى أن أتجاوز ذلك مع فيلمي الثاني.

أما الفنان علي التميمي فأثار تعلقه بثقافة التراث الكثير من الأمور التي لخصها في أن الحياة الفطرية القديمة يشوبها بعض التشوه في المسلسلات أو الأعمال السينمائية، وتأتي اللهجة المحلية مختلطة بلهجات أخرى لا تعبر تماماً عن واقع الحياة الإماراتية القديمة، وأحمل على عاتقي هموما عديدة جراء ذلك.

ويكلفني هذا الموقف أحياناً عدم الاشتراك في أعمال تعبر بسطحية عن تراث وعادات وتقاليد شعب الإمارات، وحرصت في فيلم «رمال عربية» أن أعبر عن ذلك بأدائي لحياة البادية ولأسلوب البداوة في اللهجة والشكل والتناول.

وعن توقعاته للفيلم يشير مجيد عبد الرازق إلى أنها تجربته الثانية في السينما، ويتمنى لها النجاح الجماهيري، لكنه يعلم أن صناعة السينما الخليجية لا تزال في بداياتها، وهي في حاجة إلى أعمال متعددة تلفت الانتباه، وتصنع قاعدة من الجمهور الخليجي، الذي تعود على السينما المصرية والأميركية والهندية، وهي دول لديها صناعة قديمة وخبرات طويلة في هذا المجال.

ويشير عبيد بن صندل إلى أن مخاطر التصوير في الصحراء كثيرة تماماً مثل دوربها، وأن شهامة العرب تظهر في الفيلم، الذي يعد نقلة تاريخية وسينمائية للجمهور الخليجي الذي يعشق المغامرة، خصوصاً عبر الصحراء، وهو يعلم أخطار الربع الخالي، التي ظهرت في مواجهة الكاميرا.

حيث ستأخذه مع شخصيات تعيد له الماضي بجماله وروعته، ليتواصل مع أحداث حقيقية وجهد مبذول في الذيد والفجيرة والشارقة، لننقل له طبيعة قبائل البادية وما تمثله من بيئة فطرية بعيداً عن النقلة الحضارية التي حدثت الآن في إمارات الدولة، وخصوصاً في دبي وأبوظبي.

وعن أصعب أيام التصوير يقول مجيد عبد الرازق: الجو في الصحراء متقلب جداً خصوصاً العواصف الرملية التي تشكل بيئة معقدة تقف عائقاً أمام حركة الكاميرا ووضوح صورتها، كما أن العمل لأكثر من 17 ساعة يومياً أمر مرهق ، خصوصاً في مشاهد تتطلب صدقاً لدى المشاهد.

ومهما حاول المخرج أو طاقم العمل وصف ما تعرضوا له تبقى الصورة أصدق تعبير من مئات الكلمات، وتبقى الرمال العربية بسحرها الآخذ بالألباب والعيون في انتظار عرض الفيلم، عل وعسى أن يكون خطوة جادة لبلورة رؤية إماراتية تجاه سينما يتمناها البعض ويترقب خطاها الكثيرون.

سينما الصحراء

الصحراء برمالها العربية كانت ومازالت تشكل صورة آخذة بعقول وعيون وخيال المخرجين في السينما العالمية والعربية، بدءاً من فيلم «لورانس العرب» ومروراً بأعمال الطيب الوحيشي في صحراء الجزائر، ومصطفى العقاد في صحراء ليبيا، وقديماً في أفلام صقر الصحراء وعنترة بن شداد للمخرج المصري نيازي مصطفى.

فيلمو غرافيا

ـ يصنف «رمال عربية» من فئة أفلام المغامرات في الصحراء، مدته ساعة ونصف، تم تصويره بكاميرا 35 مللي، بتقنية كوداك الرقمية، مع مؤثرات «منٍّ ٍفهيك»، وصوت ديجيتال 5. 1 دولبي ستيريو.

ـ إنتاج الفيلم تكلف 4 ملايين درهم، عدد الشخصيات المؤدية حوالي الـ «30»، بخلاف 150 عنصراً مساعداً في مجالات مختلفة. تم التصوير في شهرين، واستغرقت فترة تجهيز الفيلم ثلاثة أشهر.

ـ أماكن التصوير في الليوة، الشهيب، المليحة، الفجيرة وتم التركيز على قلعتها، وإظهار الكثبان الرملية، والصحراء بجمالها وصمتها وأحياناً قسوتها.

ـ يعرض الفيلم الشهر المقبل في سينما سيني ستار مول الإمارات، وديرة سيتي ستار وعجمان سيتي ستار، ومارينا أبوظبي.

البيان الإماراتية في 31 يناير 2008