كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

محمود قاسم يقرأ لك كتالوج مهرجان غريب!

مهرجان القدس السينمائي.. يبحث عن أفلام تدور حول «التجربة اليهودية»!

·         سينماتيك مدينة القدس يضم ألف فيلم من كل الأنواع.. ذاكرة الشعب اليهودي

·     القسم الرئيسي في المهرجان عنوانه «التجربة اليهودية» يعرض أفلاما من كل أنحاء العالم تدور حول المسألة اليهودية سواء في الحاضر أو في الماضي

السينمائيون الفلسطينيون يلعبون علي تيمة الحب الخالد بين يهودية وعربي، أكثر مما يتناولها السينمائيون اليهود أنفسهمفي دورة 007 عرض المهرجان في قسمه الرئيسي 0 فيلما صنعها يهود من كل أنحاء العالم بينها 5 فقط من إنتاج إسرائيل فضلا عن أفلام مشتركة وكتالوج المهرجان يحتشد بإعلانات عن الأنشطة السينمائية اليهودية في أنحاء العالمللمرة الثانية، يقع في يدي، عن طريق المصادفة، كتالوج مهرجان القدس العالمي للسينما، كانت المرة الأولي حين لملمت أغلب كتالوجات إنتاج الأفلام، والمهرجانات السينمائية الدولية ابان حضوري مهرجان برلين عام 006، وكان الكتالوج الذي حصلت عليه يخص مهرجان القدس لعام 005، وهي الدورة التي دفعت فيها فرنسا بالفيلم المصري الفرنسي المشترك باب الشمس اخراج يسري نصر الله ليشارك في المهرجان، وقد حاولت آنذاك قراءة الكتالوج بعناية للتعرف علي هوية مهرجان لا يمكن المشاركة فيه، أو الذهاب إليه، وأيضاً التعرف علي نوع الأفلام التي تعرض به.. وهذا ما سعيت إليه من جديد، وأنا أطالع كتالوج دورة المهرجان الذي عقد في الفترة من 5 يوليو إلي 14 يوليو الماضي..قبل محاولة الكتابة عن الكتالوج، وليس عن المهرجان، فمن المهم الاشارة إلي تجربتي في التعرف علي الثقافة اليهودية، وهي المرحلة التي بدأت عقب فوز كل من صول بيلو، واسحاق باشفتس سنجر بجائزة نوبل في عامين متقاربين هما 1976، 1978، ثم فوز أدباء يهود آخرين بالجائزة في فترات متقاربة، منهم الياس كانيني، ويوسف برودسكي، ونادين جورديمر وايميري كيرتش، هذا الاهتمام ساقني إلي التعرف أكثر علي هذه الثقافة، وأعددت كتاباً بعنوان الرواية اليهودية في الولايات المتحدة وفرنسا طبع في العراق، والمفروض أن طبعة منقحة منه سوف تطبع مجددا.أهم ما اكتشفته في هذه التسمية أن اليهود يتعاملون مع تسميتهم باعتبار أن اليهودية عرق ودين، وأنهم يمكنهم استخدام اي من الجانبين للوقوف مع او ضد من يتناولونهم بالدراسات، لذا فإن البعض آثر للسلامة، يستخدم مصطلح صهيوني حتي لا يضع نفسه تحت المسائلة القانونية، التي تسلط علي رقاب المفكرين في كل أنحاء العالم بما يسمي ازدراء الأديان، أو معاداة السامية.وأذكر أن رواية مهمة للكاتب برنار ما لامور قد كشفت لي هذا المفهوم علي حقيقته، فهي تدور حول مواطن أمريكي مسيحي، صدم رجلاً يهودياً وقتله، وأصابه الندم، فحاول التقرب من ابنة القتيل، وعاش معها، وبدأ يقتنع بيهوديتها ثم صار يهودياً، ولأنني أنظر إلي موضوع التحول بين الأديان بالكثير من الحساسية، وأيضا بين الهويات،فقد وجدت أن هذه الظاهرة منتشرة بقوة في ثقافات عديدة، لعل أبرزها الفيلم الأمريكي حفل زفافي اليوناني الذي عرض منذ سنوات قليلة، ويدور حول شاب وسيم يتعرف علي امرأة يونانية تعيش في الولايات المتحدة فيتنصل من مذهبه الديني، ويذوب داخل ثقافتها وعندما ينجب فان الابناء يذهبون إلي مدارس تنتمي إلي ثقافة الأم، انها نفس الفكرة تقريبا.هوية مهرجان القدسمن هذا المفهوم قرأت، أو لاحظت، هوية مهرجان القدس العالمي للسينما لعام 007، فلا اعتقد أن هناك مهرجانا في الدنيا يبحث في العالم عن افلام تتفق مع مفهومه، مثلما يفعل هذا المهرجان، صحيح ان بعض الدول الآن، تحاول تنظيم مهرجانات اسلامية، لكن الفكرة لم تتبلور بشكل واضح، كي يبقي مهرجان القدس هو الوحيد - حسب معلوماتي - الذي يهتم بجمع ما اسماه هو في كتالوجه التجربة اليهودية، وللمتفرج والقارئ، أن ينظر إلي التجربة بمعناها العقائدي، أو العرقي أو كلاهما معا. وفي الكتالوج اشارة أو اعلان تجاري، عن الدورة رقم من مهرجان اسرائيل للفيلم.. الذي عقد بالفعل في 3 اكتوبر الماضي، واستمرت فعالياته حتي 8 نوفمبر ، وسوف تعقد دورته الجديدة في الفترة بين 5 إلي 0 مارس القادم، أي أن المسافة الزمنية بين الدورتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين لا تتجاوز الشهور الخمسة. وهو مهرجان تقيمه مؤسسة فيلم اسرائيل، وعنوانها لوس انجلوس، كما أن المهرجان تتم رعايته من مجلات سينمائية وصحف شهيرة، ومن مؤسسة الفيلم الإسرائيلي، وشركات لانتاج الاجهزة الالكترونية.إذا عدنا إلي نوعية الأفلام داخل القسم الرئيسي، الأول المسمي أحيانا بالتجربة اليهودية واحيانا اخري باسم روح الحرية، فسوف نري أن المهرجان يحرص كعادته علي استحضار أفلام عالمية من كل الأنحاء تدور أغلب أحداثها حول المسألة اليهودية، سواء في الحاضر، أو الماضي، سواء عن اليهود والنازية، أو أن ابطالها من اليهود في بقاع الأرض، ولم يقتصر الأمر علي أفلام هذا القسم وحده، بل سوف نري أن هذه السمة تبدو واضحة أكثر في كافة أفلام أقسام المهرجان الأخري.هذه الافلام أغلبها قادم من أوروبا، خاصة فرنسا واوكرانيا والنمسا، بعضها روائي، والبعض الآخر تسجيلي طويل، كما أن هناك أفلاما امريكية، وقد وصل عدد هذه الافلام إلي عشرين فيلماً، أي أن المتفرج، الذي يميل لمشاهدة هذه الأفلام، في امانه رؤية فيلمين كل يوم، باعتبار ان عشرة أيام هي مدة المهرجان، ولا شك أن هذا لن يتيح للمشاهد أن يري المزيد من أفلام المهرجان الكثيرة العدد..الأفلام اليهوديةقبل أن نتوقف عند هذه الأفلام، يجب أن نقول إن أغلب أفلام هذه الدورة، لم تدخل فيما يسمي بدورة الأفلام في المهرجانات السينمائية، فهناك أفلام يمكنك أن تشاهدها تدور مع صانعيها من مهرجان إلي آخر، وكأنه مهرجان واحد يلف حول نفسه، أما الأفلام مهرجان القدس العالمي للسينما، فانها غير موجودة في كتالوجات المهرجانات لعام 007 التي استطعت، علي الأقل، الحصول عليها. وان كانت هناك اشارات في الكتالوج إلي المهرجانات التي عرضت بعض هذه الافلام، منها كان ومونتريال، وهي حالات قليلة.الأفلام العشرون التي أشرنا إليها صنعها يهود، في كل أنحاء العالم، خاصة الولايات المتحدة، كما أشرنا فقد أنتجت فرنسا فيلمين، أما الأفلام الأمريكية فبلغ عددها عشرة أفلام، مقابل خمسة أفلام من الإنتاج الإسرائيلي، وأغلبها من إنتاج العام المنصرم، وأغلبها أيضاً من الأعمال الروائية.كما أن هناك انتاجا مشتركا بين أكثر من دولة لبعض هذه الأفلام، مثل فيلم استيراد وتصدير وهو انتاج نمساوي، فرنسي، انتاج واخراج الريش سيدل، وهو فيلم طويل، تسجيلي، حول السيدة الأوكرانية اولجا التي تساند اولادها في حياتهم، وايضا فيلم تهجأ اسمك اخراج سيرجي بوكونسكي اوكرانيا - الولايات المتحدة،والمخرج ابن لمخرج وممثلة، وهو أبرز صناع الافلام التسجيلية في بلاده، وفيلمه الجديد حول الناجين من معسكرات الاعتقال التقاهم في الفترة بين عامي 1994 و 1998، وقد استعان فيه بوثائق يهودية عديدة، ومن هذا النوع من الافلام ايضا مثل يهودي في فرنسا اخراج ايفي جولان، وهو يتتبع مسيرة اليهود في فرنسا طوال القرن العشرين، ابتداء من قضية الضابط دريفوس الذي دافع عنه الكاتب اميل زولا، وحتي النهاية.والملاحظ أن الافلام الروائية قليلة بين هذه الأعمال، فهناك فيلم عن حياة المفكر اليهودي المعروف سيمون فيزنتال، أخرجه الأمريكي ريتشارد فرانك، وهذا الرجل المولود في اوكرانيا عام 1907 عرف باسم صياد النازيين وقد ساعد الموساد في القبض علي النازي ادولف ايخمان وساعد في أن يساق الف نازي قديم إلي المحاكم. أما فيلم آخر يهود ليبيا فقد اخرجته فيفيان روماني رون حول تجربتها ورحلتها من بنغازي إلي بوسطن، حين كانت في الثانية عشرة من عمرها، ويشير الفيلم إلي أن ليبيا كان يسكنها في نهاية الحرب العالمية الثانية 36 ألف يهودي، رحلوا فيما بعد إلي كافة أرجاء البسيطة.الافلام الروائية قليلة جدا ضمن هذه التظاهرة، ومنها الفيلم الألماني التشيكي القطار الأخير اخراج يوسف فيلسمار ودانا فافروفار حيث يتم نقل سبعين ألف يهودي إلي معسكر الاعتقال.سينما الأديانلن نتوقف عند الافلام، فنحن لم نرها، لكن الكتالوج يعكس حالة التعاون القصوي لانجاح المهرجان، فهو ملئ باعلانات حول انشطة سينمائية عديدة ذات صلة باليهود، مثل عقد دورات باللغة العبرية تحت عنوان لنتحدث سينما،وهناك أقسام عديدة في هذه الدورات لعل أبرزها أنا أؤمن - السينما والدين، وهو يتضمن أقساماً حول الثقافة الاسلامية والفنون، وعن يسوع في السينما، ويوم الكيبور - كنموذج في السينما اليهودية الامريكية، وايضا عن البوذية، والهندوسية في السينما.كما أن اعلانا عن ارشيف الفيلم الاسرائيلي، فيه اشارة إلي أن السينماتيك الاسرائيلي في مدينة القدس يضم ألف فيلم من كافة الأنواع، وأن أهمية هذه الأفلام أنها ذاكرة للشعب اليهودي.وإذا كانت فرنسا هي التي اشتركت بفيلم باب الشمس قبل ثلاثة أعوام في المهرجان، فانها هي التي دفعت في عام 007 بفيلم نصف قمر اخراج الكردي باهمان غوبادي للعرض في المهرجان، وهو حسبما جاء في الكتالوج من انتاج ايراني - عراقي - نمساوي - فرنسي، والفيلم سبق أن عرض في سبعة مهرجانات، من بينها مهرجان تورنتو، ومهرجان روتردام، ويدور حول الموسيقي الكردي مامو اختصار لاسم محمد الذي يود الرحيل عبر الأراضي العراقية مع عشرة من العازفين إلي إيران.كما أن الفيلم الفرنسي نية سيئة اخراج رشدي زيم يتناول قصة الحب الخالدة، بين رجل وامرأة، كل منهما ينتمي إلي عشيرة تحارب الأخري، وذلك علي طريقة روميو وجولييت، وهي نغمة يعزف عليها الأدباء والسينمائيون العرب في إبداعاتهم أكثر من اليهود أنفسهم. مثل الأدباء الفلسيطينيون افنان القاسم وابراهيم الصوص، وأحمد عمر شاهين، فاسماعيل هنا مسلم يقوم بتدريس الموسيقي. يقترن بكلارا اليهودية، والموضوع الرئيسي للفيلم يدور حول هوية الجنين الذي سيولد بعد أشهر، هل سيصبح مسلماً أم يهودياً. تردد المرأة سيصبح فرنسيا، لكن هذا المنطوق لا يعجب اسرة اسماعيل المهاجرة، بينما كلارا الاشكينازية غير مهتمة بمسألة العقيدة. ثم تحتد المسألة بين الطرفين. بعد تصاعد من مواقف الأهل.والمخرج رشدي عازيم المرجح أن أصل الاسم هو عبدالعظيم هو في الاصل ممثل، وهذا هو فيلمه الأول، أما فيلم زيارة الفريق فهو اسرائيلي من انتاج عام 007، اخراج ايران كوليرين، فهو عن زيارة فريق امني مصري إلي اسرائيل، يشارك، حسبما يقول الفيلم، في افتتاحية احتفالية ثقافية في اسرائيل وتحدث مشاكل غير مقصودة في المكان لاسباب بيروقراطية حيث تجد المجموعة المصرية نفسها في مدينة اسرائيلية صغيرة معزولين، انهم فريق ضائع في مدينة ضائعة أيضاً.الملاحظ في الكتالوج أن المشرفين علي المهرجان استحضروا عدداً كبيراً من الأفلام، وأن هناك مسابقة، مما يعني أن الكثير من هذه الافلام تستحق المشاهدة، وان هناك الكثير من المؤسسات صانعة الثقافة اليهودية تعمل طيلة العام، لتجتمع سينمائيا في مثل هذا المهرجان،محمود قاسم

جريدة القاهرة في 29 يناير 2008