كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

ناشطان من اليمين الإسرائيلي يتحديان مخرجا فلسطينيا

أسامة العيسة من القدس

قرر ناشطان من اليمين الإسرائيلي المتطرف، تحدي مخرجا ومحاضرا سينمائيا فلسطينيا، طرد أحد طلابه اليهود، لانه دخل إلى المحاضرة بلباسه العسكري، حاملا بندقيته.وقال باروخ مارزيل، وايتمار بن غفير، وهما من ابرز نشطاء المستوطنين في المناطق المحتلة، انهما قرر الانضمام إلى كلية سبيرت في النقب، التي يحاضر فيها المخرج الفلسطيني نزار حسن في موضوع السينما، تحديا له، وسط ترقب داخل الكلية بعد هذا الإعلان من قبل مارزيل وبن غفير، وكلاهما أدينا في السابق، وفي المحاكم العسكرية، بالاعتداء وقتل مواطنين عربا.

وكان حسن، طرد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي يدعى ايال كوهين، عندما دخل إلى قاعة المحاضرات وهو يرتدي ملابسه العسكرية وممتشقا سلاحه، ومنعه من التحدث، وطلب منه العودة بملابس مدنية.

وأثارت خطوة حسن، غضبا لدى أوساط في الرأي العام الإسرائيلي، واهتمت بالموضوع الصحافة الإسرائيلية وغطته بشكل موسع، وعاد الاهتمام من جديد بالقضية بعد إعلان مارزيل وبن غفير، انهما سجلا في كلية سبيرت، ودفعا الرسوم المطلوبة ويستعدان ليصبحا طالبين في الكلية التي يدرس فيها حسن منذ خمس سنوات.

وقال مارزيل "أريد فقط أن ادرس التصوير السينمائي في صف حسن، واتشوق أن يسألني عن خدمتي في الجيش، وعندها لا يسعني إلا أن أؤكد له كيف يمكن أن يسير خارج الصف الدراسي"، في إشارة إلى تهديده لحسن بالطرد من الصف الدراسي وافتعال مشكلة معه.

أما بن غفير فقال "كنت دائما مفتونا بالأفلام والسينما، واعتقد أن مدرس السينما يحتاج إلى تعلم مساقات في القانون والتعامل".

واضاف "أنا اعد للعودة إلى الصف ومعي حزمة ضخمة من الأعلام الإسرائيلية المزركشة وسأكتب عليها إلى نزار حسن مع الحب".

ويعتبر نزار حسن من ابرز المخرجين الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل، وبالإضافة إلى عمله كمحاضر فانه أنجز عدة أفلام، ولكنه يعود الان إلى اهتمام الرأي العام الإسرائيلي ليس بسبب أفلامه، ولكن بسبب قصته مع الملازم أول ايال كوهين، وهو ضابط مخابرات، وفي نفس الوقت أحد طلاب حسن في كلية سبيرت.

وقال كوهين بأنه وصل بملابسه العسكرية إلى قاعة المحاضرات، لانه لم يكن لديه الوقت ليغير ما يرتديه، وعندما داخل القاعة، طلب منه حسن أن يأتي في المرة المقبلة وهو يرتدي ملابس مدنية، وخلال المحاضرة حاول كوهين الحديث، إلا أن حسن منعه من ذلك، وقال له "سأسمح لك بالحديث عندما تأتى في المرة المقبلة مرتديا ملابس مدنية".وخرج كوهين من الكلية ليثير الرأي العام وقال بأنه شعر بالصدمة، لان المحاضر حسن قال له "أنا لا اعلم الجنود ورجال الشرطة وهم يرتدون الزي العسكري".وقال كوهين، بأنه رفض مغادرة الصف، وحاول الاحتجاج على مطالب حسن، ولكن الأخير رفض السماح له بالحديث، وعندها جلس كوهين رافضا مغادرة قاعة المحاضرات.واضاف كوهين، بان المحاضر حسن كان غير راض عن وجوده في الصف الدراسي، ويبدي ملاحظات لا تعجب كوهين مثل مخاطبته بـ "نعم أيها القائد"، وأيضا يتحدث سلبا عن الجيش الإسرائيلي ولا يكف عن التحديق فيه.وحول الحادث الذي فجر القضية قال كوهين بأنه عندما حاول الحديث منعه حسن وقال له "عندما تأتى في المرة المقبلة وأنت ترتدي الملابس المدينة فسأعطيك عشر دقائق لتتكلم كما تريد".ولم يغضب كوهين فقط على حسن ولكن على زملائه الطلاب الذي توقع منهم أن يحتجوا على قرار حسن بإسكاته وإخراجه من قاعة المحاضرات وقال "كنت اعتقد انه في مثل هذه الحالة، أن يغادر الطلاب احتجاجا، ولكنهم صمتوا، ولم يفعلوا أي شيء".وقال زملاء لكوهين، بان حسن يبدي آراء معينة، خلال المحاضرات، مثل اعتباره الجيش الإسرائيلي، جيش احتلال، ولا يتحدث بإيجابية أبدا عن هذا الجيش، معتبرين أن هذا خطا احمر، وان على الكلية أن تتعامل مع الأمر بجدية.

ودعا أعضاء كنيست وشخصيات عامة، إدارة الكلية إلى اتخاذ ما أسموها الإجراءات اللازمة بحق حسن، وحثوا الطلاب على مقاطعة محاضراته.

وأشارت مصادر إسرائيلية، إلى أن حسن وقع على وثيقة تدعو الفنانين في العالم إلى مقاطعة أية مناسبة ثقافية تشارك فيها إسرائيل، وحثت المجتمع الدولي للتصدي إلى ما أسمته الوثيقة العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.وفي أعقاب انتشار قصة كوهين، تلقى هذا العشرات من المكالمات الهاتفية المتضامنة معه، من قبل هيئات طلابية وشخصيات عاما، وقال كوهين انه لا يريد أن يضر حسن ويتسبب في "قطع رزقه" وسيكتفي باعتذار منه "لان ما قاله كان بالنسبة لي شديد للغاية".

ويدرس في الكلية نحو 600 من ضباط الشرطة وضباط وجنود الاحتياط، ويتوقع مع بداية العام الدراسي الجديد، أن يواجه حسن طالبين غير متوقعين أبدا هما مارزيل وبن غيفر.وحسن من مواليد عام 1960، في قرية المشهد القريبة من مدينة الناصرة، وهجرت عائلة من قرية صفورية التي دمرت عام 1948، التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن المشهد.وشارك في مهرجانات دولية عديدة، مثل: لايبزك، وإدفا، ومارساي، ومهرجان العالم العربي، والإسماعيلية.ومن أفلام حسن الشهيرة فيلم (اجتياح) الذي حاز في عام 2004، على الجائزة الأولى في مسابقة مهرجان الإسماعيلية للأفلام السينمائية التسجيلية والروائية القصيرة.وخلال الفيلم يظهر جندي إسرائيلي شارك في المجزرة التي تعرض لها مخيم جنين في نيسان (أبريل) 2002، خلال ما سميت إسرائيليا، عملية السور الواقي، والتي أعاد فيها الجيش الإسرائيلي احتلال المدن الفلسطينية.ويستعرض حسن مع الجندي، شريطا التقطه الأول في مخيم جنين، يوثق لنتائج المجزرة الإسرائيلية في المخيم، التي شارك الجندي في تنفيذها.

موقع "إيلاف" في 28 يناير 2008