كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

بدأ تصوير رباعية "جبران خليل جبران"

سمير حبشي: لا أشعر بغربة عن عالم جبران

ريما المسمار

في الوقت الذي بدأ فيه عرض المسلسل التلفزيوني "جبران خليل جبران: الملاك الثائر" للكاتب السوري نهاد سيريس على شاشة "أو.تي.في"، كان المخرج اللبناني سمير حبشي قد بدأ تصوير رباعيته "جبران خليل جبران" الكاتب والشاعر والرسام عن نص للمحامي والكاتب الكسندر نجار. ليس اهتمام نجار بشخصية جبران آنياً إذ سبق له ان أصدر في العام 2002 كتاباً عن سيرة جبران تُرجم الى عشر لغات وألحقه بكتاب ضم وثائق جديدة عن حياته حمل عنوان "أوراق جبرانية" (دار النهار). كما وضع المقدمة للاعمال الكاملة لجبران التي صدرت بالفرنسية قبل مدة وجيزة. "أعيش الجو الجبراني بشكل عميق منذ سنوات" يقول نجار لـ"المستقبل" ويتابع "لذلك ارتأيت مع أحد الممولين ولجنة جبران خليل جبران انجاز تيليفيلم عن حياته لاسيما ان هذا العام يصادف الاحتفال بذكرى مرور 125 سنة على ولادته". والفيلم الذي بدأ تصويره يوم الجمعة الفائت هو في الواقع رباعية "شبيهة بتلك التي أُنجزت قبل سنوات عن حياة هيمينغواي في اميركا مختزلة ومكثفة تغطي حياة الكاتب وفكره مع الحفاظ على عنصر التشويق الذي يهم المشاهد".

بعد كتابة السيناريو، عرضه نجار على المخرج سمير حبشي الذي، الى فيلمه السينمائي "الإعصار" (1992)، أنجز في السنوات الأخيرة مجموعة مسلسلات تلفزيونية وفيلماً وثائقياً عن نظيرة جنبلاط "سيدة القصر". سنة ونصف استغرق العمل على السيناريو بين نجار وحبشي وكان يُفترض البدء بتصويره العام الفائت لولا انشغال المخرج بتصوير عمله السينمائي الثاني "دخان بلا نار".

"أنا مهتم بجبران من قبل هذا العمل" يقول حبشي "ربما لأنني تربيت في بيئة مشابهة من حيث العقلية والعادات والهوى لذلك أشعر أن عالمه ليس غريباً عني".

تغطي الرباعية حياة جبران من طفولته في بشري الى سفره ودراسته في بيروت ومن ثم سفره الى بوسطن واقامته لاحقاً في باريس ومن بعدها نيويورك حيث اختتم حياته. وتدخل الرباعية الى سيرة جبران من خلال شخصية مساعدته باربرا يونغ خلال السنوات العشر الاخيرة من حياته ويعتمد على جلساتهما معاً التي كان يروي لها خلالها عن حياته. "يركز العمل على طفولته في بشري" يقول حبشي "وهناك نحو من ساعتين مخصصتين لتلك المرحلة لأن بيئته الاولى كانت الاعمق تأثيراً في تكوين شخصيته اللاحقة وفي بلورة اعماله الكتابية والفنية". وليس حبشي فقط هو الذي يشعر بقرب عالمه من عالم جبران بل بعض افراد طاقم العمل حيث يُستعان بمدير التصوير ميلاد طوق المتحدر من بشري ايضاً وكذلك مهندس الديكور نصري طوق. "هما يعرفان بشري تماماً وعالم جبران هو عالمهما وبيئته بيئتهما" يعلق حبشي متابعاً "في الواقع جبران ليس فقط هدف هذا العمل بل هو ايضاً الحجة لرسم ملامح العصر".

بالنسبة الى نجار، طرح العمل على سيناريو عن حياة جبران صعوبات كثيرة تختلف عن صعوبات العمل الادبي الذي غالباً ما يتسع للنقد والاجتهاد الذاتي والتحليل الفلسفي اذا جاز التعبير. اما الفيلم فضمار مختلف ومن الصعوبات التي واجهها "ان حياة جبران في مراحل كثيرة خالية من الاحداث المشوقة التي يمكن ان تحرك النص والمشاهد. ولكنني في كل تلك المراحل احاول ان أظهر جبران الانسان بعيداً من التأليه الذي نقع عليه في كتاب باربرا يونغ عنه مثلاً This Man From Lebanon. انه جبران الانسان بكل تناقضاته وشكوكه وضعفه...ليس دور الفيلم ان يقوّم اعماله او أن ينحو الى فكره الفلسفي فقط بل هو حكاية هذا الانسان التي تبين افكاره ايضاً وفلسفته".

تنتج العمل جمعية الكسندر نجار الثقافية "سيدرونا" وتموله جهات عدة أبرزها مغترب لبناني من بشري لم يشأ نجار الافصاح عن اسمه الى شخصيات أخرى فضلاً عن اسهام "لجنة جبران خليل جبران" في الانتاج. والتمويل بالنسبة الى الكاتب كان الحلقة الاهم حيث "يصعب العثور على انتاج لعمل ادبي وليس تجارياً وهذا ما يفسر ربما لماذا لم تستطع كل المشاريع التي نسمع عنها منذ السبعينات عن حياة جبران ان تبصر النور".

ثلاثة ايام تصوير غطت المشاهد الداخلية لجبران في الاستديو الخاص به الذي أُعيد بناؤه على صورة المكان الاصلي حيث يلعب الممثل نزيه يوسف دور جبران الشاب والكهل بينما يؤدي عماد كريدي دور جبران المراهق. جلسات العمل بين يوسف والمخرج والكاتب لم تتوقف حتى بداية التصوير وعن ذلك يقول نجار "لقد تعلمت من المسرح ان النص ليس نهائياً بخلاف الرواية التي أكتبها مع نفسي فقط. لذلك قمنا بالكثير من التعديلات في ضوء ملاحظات المخرج واداء الممثل." يشارك يوسف الادوار الرئيسية كل من: رنده الاسمر في دور باربرا يونغ، رولا حماده في دور ماري هاسكل، جوليا قصار في شخصية والدة جبران، تقلا شمعون في دور شقيقته "ماريانا" الى رفعب طربيه وجوزيف بو نصار ونبيل ابو مراد وآخرين. اما مي زياده فلا تظهر في الرباعية ولكن هناك تلميح الى العلاقة التي ربطت بينها وبين جبران.

ورداً على سؤال حول ظهور المسلسل السوري عن حياة جبران في الوقت عينه الذي بدأ فيه تصوير الرباعية، علق نجار بالقول: "لم نكن نعرف بوجود المسلسل قبل البدء ولكن لم لا؟ جبران من الشخصيات التي تحتمل ان تُنجز عنها عشرات الاعمال والمكان يتسع للجميع". وعما اذا كان يتابع المسلسل قال: "شاهدت الحلقة الاولى منه ولكنني أفضل عدم التعليق ولكن ثمة فوارق ظاهرية بين الرباعية والمسلسل اولها شكل المقاربة وثانيها الطريقة وثالثها المرحلة الزمنية التي يغطيها اذ فهمت انه لا يعرض لمرحلة نيويورك." اما حبشي فيشيد بأية محاولة تقارب حياة جبران اذ "من صغري اسمع ان هناك عملاً يتحضر عن جبران من دون ان يتحقق منها شيء واذا بالصدفة الآن تشاء آن يظهر عملان في وقت متقارب. لعل هذا يكون فاتحة لمزيد من الاعمال لأن جبران يستحق قراءات متعددة وعميقة وموسعة".

يمتد التصوير الى نحو ثلاثين يوماً بين بيروت وبشري وبوسطن وباريس وربما نيويورك "التي اختلفت كثيراً عن ايام جبران بخلاف بوسطن التي مازالت تحتفظ في بعض أحيائها بشيء من معالمها القديمة". كذلك سيعاود فريق العمل زيارة بشري في الفصول المختلفة لأن "الفصول مهمة في حياة جبران ولوحاته" بما يجعل الموعد المنتظر لاكتمال الرباعية شهر آب/أغسطس المقبل.

مشروع آخر قد ينتج عن هذه الرباعية هو مشروع فيلم كما أعلن المخرج "لذلك نصور العمل كما لو كان فيلماً سينمائياً وليس مسلسلاً تلفزيونياً لنتمكن لاحقاً اذا تبلور المشروع أن نستخرج منه ساعتين مكثفتين تُشكلان فيلماً" وذلك على غرار ما فعل زيفيريللي في "يسوع الناصري" مع الاشارة الى أن الرباعية تصور بواسطة كاميرا "هاي ديفينيشن" HD

المستقبل اللبنانية في 22 يناير 2008