كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

أفلام للكبار فقط

جيهان الجوهرى

رغم الجدل الذى أثارته بعض الأفلام الأخيرة لما تحتويه من مشاهد مثيرة، إلا أن يافطة «للكبار فقط» غابت عن هذه الأفلام فهل تغير مفهوم الرقابة أم أن هذا التحذير السينمائى «للكبار فقط» خرج ولم يعد؟ علامات استفهام عديدة تبحث السطور القادمة عن إجاباتها.

رغم أن فيلم «هى فوضى» تعدت إيراداته 13 مليون جنيه و«حين ميسرة» تعدى العشرة ملايين إلا أننا لانستطيع إنكار غضب الجمهور، خاصة الأسر المصرية من المشاهد الساخنة فى الفيلمين بدليل أن سمية خشاب تلقت تليفونات أثناء استضافتها فى برنامج «العاشرة مساء» لمنى الشاذلى وكان المتصلون يعبرون عن غضبهم من المشاهد التى قامت بها، لذلك طرحنا على السينمائيين فكرة عودة يافطة «للكبار فقط»، على مثل هذه الأفلام التى تحتوى على مشاهد ساخنة.

المولف وحيد حامد عرض له منذ عامين فيلم «عمارة يعقوبيان» وكان مكتوب على أفيشاته «للكبار فقط» ورغم ذلك فإن له رأى صادم لجمهور السينما، فهو يرى أن الفنان من حقه أن يعمل ما يريده والجمهور من حقه ألا يذهب للسينما فى حالة عدم إعجابه بالفيلم، الجمهور عادة يذهب للفيلم بعد ما يكتب عنه فى الصحف، فإذا شعر أن موضوع الفيلم لايناسب أولاده عليه ألا يصطحبهم معه، وإذا كان هو نفسه لايريد الذهاب للفيلم فهو حر لا أحد يدخل السينما بالإكراه ويدفع 25 جنيه تذكرة، الناس تدخل السينما بمحض إرادتها.. أى أسرة تكون عارفة ما ستشاهده فى الفيلم ويكون لديهم الرغبة فى الفرجة ثم يخرجون من السينما ويتكلمون عن استيائهم من هذه المشاهد. المفروض أن الجمهور لايفرض وجهة نظره على صناع الفيلم لأنه مش هايشكل الحياة على مزاجه. والرقابة شغالة بقوانين وإذا كانت شايفة أنه يجب وضع جملة «للكبار فقط» على أى فيلم كانت ستفعل وإذا أرادت منع فيلم لن تتردد.

أى يافطة! ناصر عبدالرحمن مؤلف فيلمى «هى فوضى» و«حين ميسرة» يرى أن علاقته بأفلامه تنتهى بمجرد خروجها من الرقابة ويقول مستنكرا: - «يافطة» إيه اللى بتقولى عليها إذا كان الناس يخرجون من الفيلم وهم مبسوطون ويكررون مشاهدته وبعدين دى سينما يعنى الناس يذهبون بإرادتهم دون أن يجبرهم أحد على دفع ثمن التذكرة طيب الناس تعمل إيه فى الكليبات الإباحية التى يشاهدونها فى بيوتهم ونجد فيها الكليب من أوله لنهايته مايوهات بكينى. المفروض أن الكليبات الإباحية يتم وضعها فى قنوات خاصة بها، لأنه ممكن الأب والأم يكونان جالسين وسط أولادهما وفجأة يجدون أمامهم مايوهات بكينى وبعدين معقولة الأسرة تكون منزعجة من فيلم لى ومش مخضوضة من الكليبات. اتحدى أى واحد يقول أن فيلمى به إباحيات مثل الكليبات.

دور الرقابة على أبوشادى - رئيس الرقابة على المصنفات الفنية - وضع لافتة للكبار فقط على فيلم «عمارة يعقوبيان» لكنه رفض وضع هذه اللافتة على فيلمى «هى فوضى» و«حين ميسرة» وقد برر ذلك بقوله: لافتة «للكبار فقط» يتم وضعها وفقا لتقديرات خاصة بالرقابة وليس لتقديرات الجمهور وعندما تم وضعها بفيلم «عمارة يعقوبيان» كان لضرورة، لأن الحوار الذى دار بين خالد الصاوى وباسم سمرة، والذى كان يدور حول تبرير خالد الصاوى لشذوذه الجنسى، كان سيسمعه الأطفال وهايفهموه خطأ، لكن عندما يسمع الكبار تبريره السخيف لسلوكياته سيضحكون وهذا المشهد تحديدا كان يضحك الجمهور بالصالة، أما فيلما «هى فوضى» و«حين ميسرة» لم يكن بهما شىء فى الحوار، مشهد سمية خشاب وغادة عبدالرازق لم نجد به شىء وإذا كان به إيحاء فهذا طبيعى، ففى أفلام زمان كانوا يعملون إيحاء بالنور اللى يضرب أو القهوة التى تفور وينطبق نفس الكلام على المشهد الذى جمع بين صفوة واحد الشباب بفيلم «هى فوضى».. ده فيه ناس شاهدوا الفيلمين وزعلانين أن المشاهد الساخنة ليست كاملة وناس كثير كلمونى وقالوا لى إنهم اصطحبوا أبناءهم للسينما ولم يشعروا بالندم لذلك.. يافطة «للكبار فقط» لن اضعها على فيلم لمجرد أن به مشهدا واحدا ساخنا لتزداد إيراداته وأعتبر وضع هذه اليافطة يساعد على ترويج الفيلم، وأنا لن أساعد على الترويج المزيف للأفلام.

لاداعـى لـهـا! ممدوح الليثى - نقيب السينمائيين - شاهد فيلمى «هى فوضى» و«حين ميسرة» وكلم ابنه عمرو هاتفيا وقال له لاتأخذ أولادك معك لمشاهدة هذين الفيلمين ابنتك عندها 11 سنة ليه تتفرج على حاجات زى كده، وعن رأيه فى كتابة يافطة «للكبار فقط» يقول: - رب الأسرة هو الرقيب مش عاوزين ندخل الرقابة فى كل حاجة. أما منيب الشافعى - رئيس غرفة صناعة السينما - فيرى أن هذه الفترة ستشهد تقدما سينمائيا وبدأ المنتجون يعملون موضوعات يطلبها منهم النقاد وهذه النوعية لاقت نجاحا جماهيريا مثل الأفلام الكوميدية، أما حكاية وضع لافتة «للكبار فقط» على نوعية معينة من الأفلام لا أرى لها أى داع، كل أسرة تستطيع ضبط نفسها. الجميع يعلم وهو ذاهب للسينما ماذا سيشاهد لأن مفيش حد يروح أى فيلم إلا بعد السؤال أولا عن طبيعته وبالتالى على كل فرد أن يحكم أسرته.

للجرأة حدود! المؤلف مصطفى محرم كانت له تجربتان مع يافطة «للكبار فقط»، حيث تم كتابة الجملة على فيلميه «أرجوك اعطنى هذا الدواء» لنبيلة عبيد وشيريهان و«درب الهوى» لمديحة كامل ويسرا ويرى أن جملة «للكبار فقط» لاتؤثر نهائيا على الفيلم إلا إذا كان الفيلم نفسه ضعيفا، أما فيلما «حين ميسرة» و«هى فوضى» الإقبال الجماهيرى عليهما جيد، وبالتالى ووضع هذه اللافتة لن يؤثر عليهما.. رغم أن فيلم «عمارة يعقوبيان» كان مكتوبا عليه «للكبار فقط» إلا أننى شاهدت أسرا ذهبت تتفرج عليه وغادرت السينما بسبب المشاهد الجريئة الموجودة به.

المحظورات الجنسية موجودة فى الفضائيات بكثرة وما تقدمه نجمات السينما الآن مهما كانت جرأته لايعتبر جنسا فاضحا مقارنة بالأفلام الأجنبية التى تعرض بالفضائيات، ده حتى فيه قنوات أرضية تعرض مشاهد جنسية فاضحة، بالنسبة لى إذا تم وضع جملة «للكبار فقط» على فيلم لى موضوعه موجه للكبار لن اتضايق على الإطلاق، وبعدين عاوز أقول حاجة حتى إذا وضعت جملة «للكبار فقط» فإن المسئولين بالسينمات لن يأخذوا بها وسوف يدخلون الأطفال خاصة إذا كان الفيلم ضعيفا.

فى العالم كله نجدهم محددين الأعمار التى تشاهد نوعيات الأفلام المختلفة وهناك بعض الفضائيات المتخصصة فى عرض الأفلام الأجنبية تحدد الأعمار التى لا يجب أن تشاهد الفيلم، نحن لدينا لا يحدث هذا بدليل أن فيه أفلام قديمة لا يصح أن يشاهدها الأولاد الصغار لكنهم يشاهدونها. المنتج وائل عبدالله هو موزع فيلم «هى فوضى» يرى أن الرقابة هى المسئولة الوحيدة عن وضع يافطة «للكبار فقط» وإذا كان لى فيلم موجه للكبار لن أغضب من وضع يافطة «للكبار فقط»، لأننى مؤمن تماماً بأننى إذا تناولت موضوعا جريئا لابد أننى أخاطب الجمهور الصح لا يهمنى المكسب بقدر ما يهمنى ألا أخدع الناس.

صباح الخير المصرية في 22 يناير 2008