كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

تغيير نهاية خليج نعمة بسبب الموزع!

محمد عبد العزيز من القاهرة

عرض في نقابة الصحافيين مؤخرًا فيلم "خليج نعمة" في إطار الندوات التي تعقدها النقابة لأفلام موسم عيد الأضحى السابق، وقد حضر الندوة بطلا الفيلم غادة عادل والمطرب أحمد فهمي عضو فريق واما الغنائي، إضافة إلى مخرج الفيلم مجدي الهواري ومؤلفه أحمد البيه، والفيلم يعتبر التجربة السينمائية الأولى لكل من أحمد فهمي والمطرب محمود العسيلي والمطربة مي كساب، وشارك معهم في بطولة الفيلم إدوارد وراندا البحيري، وتدور أحداث خليج نعمة حول زوجة تعاني من تحكم وقهر زوجها الأجنبي الذي تعيش معه في اليونان، ولكنه يتوفى في ظروف غامضة لتعود إلى مصر، ومنها إلى أقاربها في شرم الشيخ، وهناك تتعرف على مجموعة من الشباب الذين أصابهم الضرر جراء العمليات الإرهابية التي جرت في هذه المنطقة، وتقع في حب أحد هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن فرص عمل، وتساعدهم في ذلك بفتح البازار الذي ورثته عن أبيها، وتنظم لهم حفلة من أجل جذب السياح إلى المنطقة، ولكن بعض الجماعات الإرهابية تحاول تفجير هذه الحفلة، وتنجح الشرطة في إيقافها، وفي الوقت نفسه يظهر الزوج الأجنبي من جديد ويتضح أنه لم يمت، ويحاول استرجاع زوجته من جديد، ولكنها ترفض العودة معه وتفضل البقاء بجانب حبيبها الجديد.

الفيلم اعتبره بعضهم منذ عرضه أنه مقتبس عن فيلم "sleeping with enemy" الذي قامت ببطولته الأميركية جوليا روبرتس، ولكن السيناريست أحمد البيه رفض هذا الاتهام الذي وجه إليه من ضمن أسئلة الصحفيين، قائلا إنه لم يقتبس الفيلم من أفلام أخرى، مضيفًا أن السينما الأجنبية هي التي تقتبس من السينما العربية، والدليل فيلم "بريق عينيك" الذي اقتبسته السينما الأميركية، والذي تأثرت به نوعًا ما في هذا الفيلم.

أما أكثر الاتهامات التي وجهت إلى هذا الفيلم أثناء ندوته فكانت السطحية الشديدة التي اتسم بها الفيلم، وقد وجه ذلك الاتهام في معظم الأسئلة التي وجهها الصحافيون إلى المخرج مجدي الهواري، والذي استقبل الأسئلة والنقد الشديد للفيلم بصدر رحب، وقال إنه لم يقدم فيلمًا سطحيًا كما يرى البعض، لأن الفيلم عميق في مفهومه، فهو يناقش الإرهاب سواءً كان إرهاب فكري كما كانت تعاني بطلة الفيلم "جانا" من زوجها "شاهر" أو الإرهاب الدموي الذي تسبب في خسائر هائلة على السياحة في مصر، وهو الأمر الذي عانى منه الشباب في الفيلم، وربط بين الاثنين ليقدم فيلمًا بسيطًا في شكله عميقًا في مفهومه، مضيفًا أن قضية الإرهاب بالرغم من خفوتها حاليًا، إلا أنها كانت ظاهرة يجب علينا طرحها وعرضها في أفلامنا، لأن السينما هي توثيق لأحداث مرت بها الدولة، وليس مجرد وسيلة للترفيه وتقديم الأفلام الكوميدية.

غادة عادل قالت عن دورها في الفيلم أنه دور جديد عليها وهي مؤمنة به للغاية، وليس عيبًا أن يقدم بشكل بسيط وسلس لأن هدف السينما الأساسي هو الترفيه والتسلية، مضيفة أن دورها في الفيلم من الممكن أن يعاني منه أي شخص في الوطن العربي، فالإرهاب والقهر والخوف موجود في المجتمعات الشرقية، والفيلم دعوة إلى التخلص من هذا القهر والإرهاب الفكري، وقد أكدت غادة على أن الكثيرين أشادوا بدورها في هذا الفيلم بالتحديد، واصفين أدائها في الفيلم بأنه ناضج ويقترب من أدائي في فيلم "في شقة مصر الجديدة"، مؤكدة أن زوجها المخرج مجدي الهواري ساعدها في ذلك كثيرًا.

أما أحمد فهمي فدق أكد على أنه سعيد جدا بالعمل مع مجدي الهواري، وأنه أخرج منه إمكانيات تمثيلية هائلة، ولذلك اختاره المخرج طارق العريان في فيلمه القادم "أسوار القمر"، وأضاف أنه يقدم التحية إلى المخرج مجدي الهواري على الرغم من أن بعضهم إتهم الفيلم بالسطحية، ولكنهم جميعًا تعبوا في الورق وفي التنفيذ لمدة عام كامل، مضيف أنه ليس مطالبًا دائمًا بأن تقدم السينما دائمًا أفلامًا بها قتل وذبح ودم وهنا نقول إن الفيلم جيد، ولكن من الممكن أن نقدم فكرة قوية بشكل بسيط تحقق أمرين للجمهور المتعة والتسلية، والقيمة الفنية والرسالة التي نريد إيصالها لهم.

أما بالنسبة إلى الإيرادات فقد علق الهواري على أنه سعيد بإيرادات الفيلم حتى الآن، وخاصة أنه يقدم ثلاثة مغنيين كوجوه جديدة في بطولة فيلم، في منافسة قوية مع ثمانية أفلام أخرى قوية للغاية، وعلى الرغم من ذلك فإن الفيلم نجح وحقق إيرادات معقولة، مضيفا أنه طبع 40 نسخة للعرض في السينما، ولكن ما عرض فقط هو 25 نسخة بسبب كثرة الأفلام هذا الموسم.

وردًا على سؤال حول عدم واقعية نهاية الفيلم، حيث فجأة ظهر أن الزوج متهم في أكثر من قضية دولية ومطلوب من الإنتربول ولذلك استطاعت الزوجة البقاء مع حبيبها والتخلص من الزوج، علق المؤلف أحمد البيه أن النهاية لم تكن بهذا الشكل، فقد كتبت نهاية أخرى وصورت بالفعل وهي أن الزوج بالفعل سيأخذ زوجته ويسافر، ولكن يلحق بها الشاب المصري ويسافر إليها في محاولة لتخليصها من هذا الزوج، وهي نهاية واقعية وبها بعض الأمل، ولكن بسبب تحكم الموزع تم تغيير النهاية لكي تكون سعيدة أكثر، وعلق الهواري على ذلك بأن هذا الأمر هو الصراع الأبدي بين الموزع والمنتج والمؤلف والمخرج، والذي سيستمر مادام التفكير الدائم في الإيرادات وليس في القيمة الفنية.

muhammadabdelaziz999@hotmail.com

موقع "إيلاف" في 22 يناير 2008