كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

مقعد بين شاشتين

رجال العصابات الأمريكية.. هل من مزيد؟

بقلم : ماجدة موريس

* يبدو عالم الجريمة المنظمة في امريكا اكثر أتساعا ورسوخا مما نعتقد.. أو نتوقع. فمهما شاهدنا من أفلام وراء افلام. تأتي افلام أحدث لتقدم لنا المزيد المهم عن هذا العالم بشكل يجعله موازيا للعالم الآخر. أي العالم الطيب والشرعي والذي يطفو علي سطح الحياة بينما ينتشر عالم الجريمة في عمقها كما يقدم لنا هذا الفيلم الجديد "رجل العصابات الامريكي" الذي يعرض الآن في مصر والعالم.. ويدور حول حياة أحد أباطرة الجريمة الامريكية وهو "فرانك لوكاس" الأسود الذي قام بدوره الممثل دينزل واشنطن. ولأن المجرم لابد له من شرطي " في قانون الحياة والشاشة" فإن الشرطي هنا هو ريتش روبرتسون الذي قام بدوره الممثل راسل كرو.. وكلاهما. واشنطن وكرو ممثلان كبيران وقديران. ومشاهدهما الوحيدة معا في نهاية الفيلم مباراة رائعة في الاداء. لكنها لا تتفوق علي مشاهد لصراع مشابه في فيلم آخر عرض منذ سنوات قليلة بعنوان "لهب" وكان طرفه نجمان اخران كبيران هما روبرت دي نيرو في دور المجرم وآل باتشينو في دور الشرطي.

* يطرح الفيلم الذي كتبه ستيفن زيلين ومارك جاكوسون وأخرجه ريدلي سكوت ثنائية الحياة الامريكية الملخصة في أمور متعددة تتعلق بمعاني الشرف والفخر. ومعاني الواجب والحق. ومعاني البقاء والفناء. وارتباط هذه المعاني كلها بمعني اكبر يخص الفرد في علاقته بالسلطة. سواء كانت سلطة البوليس في شوارع نيويورك أو عند اقتحام بيوتها "بيوت فقراء الزنوج". أو سلطة قيادات البوليس أو جنرالات الجيش الامريكي نفسه في فيتنام. وحيث يتجاوز سيناريو الفيلم قصة حياة بطله فرانك لوكاس إلي ما هو أشمل ليؤكد الاشتباك والتلاقي بين عالمي الجريمة والسياسة في مناطق متعددة منه. وليؤكد علي دور الجريمة المنظمة. وجرائم المخدرات تحديدا في التداخل مع الازمات التي يعيشها المجتمع. وحيث يصبح اللجوء إلي المخدر حلا يعين البشر علي احتمال بؤس وصراعات السياسة. وبالتحديد. يطرح الفيلم دور جزء من قيادات البوليس في نشر المخدرات وحماية مروجيها وزعمائها. كما يطرح قصة الهيروين والأفيون مع جنود أمريكا في حرب فيتنام الذين ذهبوا إليها بلا هدف ليواجهوا مجتمعا لا يعرفون عنه شيئاً. وجغرافية مخادعة جعلتهم فئرانا في مصائد أهل البلد فهربوا إلي المخدرات وتحول واحد من كل ثلاثة جنود إلي مدمن للدرجة التي جعلت الرئيس نيكسون يعلن أن المخدرات هي عدو امريكا الأول عام 1970. وينشئ مكتباً لمكافحتها.. إننا إزاء فيلم لا يكتفي بالنتائج. ولكنه يضع يده علي الاسباب التي تفرز المجرمين. وحيث يروي بطل الفيلم قصة مصرع أبن عمه الطفل في منزلهم بيد ضابط شرطة. وكيف اكتشف وهو بعد مراهق جزئا من قوانين الحياة الأخري.. وفي رحلة الفيلم مع لوكاس يكشف لنا عن المزيد من العلاقات بين الجماعات العرقية في المجتمع الامريكي. وحيث يبرز الطلاينة بأسلوب في تكوين العصابات العائلية وهو ما يتعلمه منهم السود. ومنهم بطل الفيلم الذي تعلم من رئيسه السابق. وزاد عليه ببعض تقاليد الحياة الامريكية. مثل جمع العائلة الكبيرة في الأعياد. وحيث يقوم رجل العصابات الكبير بقيادة صلاة العائلة ليلة عيد الشكر. طالبا من أسرته تنفيذ تعاليم السيد المسيح. وهكذا يصبح للمجرمين هدفا هو المساواة بغيرهم من الشرفاء. بمنتهي الجدية. وهو ما يمارسه بطل الفيلم الذي قدم لنا الفيلم من خلاله نموذج غير منتشر لرجل الجريمة. بينما جاء الشرطي الشريف نسقا آخر ضمن مجموعة خربة من زملائه رفضت تصرفه عندما اعاد مليون دولار عثر عليها إلي الخزينة العامة.. وفي تقديم الفيلم للشخصية الكثير من الملاحظات والتفاصيل المهمة. فهو انسان يخطئ ويصيب ويدخل معركة مع زوجته من أجل رؤية طفله بعد انفصالهما. يفعل أخطاء عديدة إلا أن يخون الأمانة ويتحول إلي داعم للجريمة مثل زملائه.. وهذا التحديد المهم بين الاخطاء الانسانية العادية والأخطاء العقيدية يضع البطلان في النهاية في مواجهة هامة بين حق النفس وحق المجتمع. حق الفرد وحقوق الجماعة وحيث ينتصر الفيلم لحقوق المجتمع حين تجمع الزنزانة بين تجار المخدرات وضباط الشرطة الفاسدين.. لأن كل فريق منهما يدعم الثاني وينصره ضد كل الناس.. وكل القيم..

الجمهورية المصرية في 17 يناير 2008