تعرف عليه
الجمهورفي دور صلاح البحيري رجل الأعمال الثري في "خيانة مشروعة" لذلك كانت
المفاجأة كبيرة حينما شاهدناه في دور "عادل حشيشة" ابن الحي الشعبي في "حين
ميسرة"، وكان نجاحه في اقناع المشاهدين بالدور أصعب لأنه بعيد عن الشكل
الذي عرفوه فيه أول مرة، ولكنه نجح لذلك كان نجاحه مضاعفا، لأنه أثبت قدرته
علي كسر القوالب التي يقع فيها بعض الممثلين، هو بالفعل ابن حي شعبي فهو من
مواليد حي عين شمس وأسرته من أبناء حي السيدة زينب، تلامس مع الطبقة
الشعبية فهو أحد أبنائها واستطاع أن يجسد مشاكلها علي الشاشة، هو عمرو سعد
ومعه كان هذا الحوار:
·
ألم تقلقك مسئولية بطولة الفيلم كونك الشخصية
المحورية للأحداث؟
لم يكن
عندي أي قلق أو خوف ولا أعرف إن كنت ستفهم هذا علي أنه غرور أم لا، ولكني
كان عندي ثقة في ربنا والمخرج ونفسي.
·
لكنك لست اسما كبيرا في شباك التذاكر لتتحمل
مسئولية نجاح فيلم؟
إيراد
شباك التذاكر لا يأتي من كبر حجم اسم بطل الفيلم، والدليل أننا في المواسم
السابقة سمعنا عن أفلام لنجوم كبار لم تحقق إيرادات سوي في الأيام القليلة
الأولي لطرحها في السوق، ولكن الإيراد يأتي من جودة الفيلم نفسه، أي فيلم
يأخذ الدفعة الأولي في السوق من الدعاية وهذا يستمر لمدة أسبوع، يبدأ بعدها
الفيلم "يسّمع" مع الناس، إذا كان هذا الفيلم جيدا، وإذا الجمهور صدق
الفيلم وشعر بأنه يمسه ويخصه، بالنسبة لفيلمنا "حين ميسرة" فهناك ظاهرة
تستحق الدراسة من النقاد وهي أن الناس حرصت علي مشاهدة الفيلم أكثر من مرة
رغم أنه ليس فيلما كوميديا، بل كانت هناك عروض "ميد نايت"منتصف الليل،
و"سوبر ميدنايت" ونحن في فصل الشتاء وهذه الحفلات ترتبط عادة بفصل الصيف.
·
هل الفيلم نجح في "سينمات" وسط البلد التي
يرتادها جمهور الطبقة الشعبية أم سينما "المولات" التي ترتادها الطبقة
الثرية؟
المفاجأة
أنه نجح في كلتيهما، نجح في سينما وسط البلد ونجح في سينما المولات رغم أن
التذكرة هناك بخمسة وعشرين جنيها.
·
من أين اكتسبت اللياقة البدنية التي أهلتك
لأداء المشاهد الحركية الصعبة مثل مشهد "الخناقة" و مشهد "الرقص بأنبوبة
البوتاجاز"؟
من "النط"
في المترو الجري وراء "الأتوبيس"، فأنا قبل أن امتلك المال لشراء سيارة كنت
مثلي مثل أبناء الطبقة الوسطي كنت أجري وراء الأتوبيس مما أكسبني اللياقة،
وبالنسبة لمشهد الرقص بأنبوبة البوتاجاز فقد تدربت عليه قبل التصوير ولم
يشكل صعوبة بالنسبة لي.
·
هل تعاطفت مع شخصية "عادل حشيشة" في كل
مراحلها؟
بالطبع
لا، عادل بني آدم طبيعي لا يمكن أن توافق علي كل تصرفاته طوال الوقت،
بالتأكيد اختلفت معه في بعض التصرفات مثل أنه رمي ابنه بسبب ظروفه
الاقتصادية القاسية ووطأة الفقر الذي يعيش فيه وأري أن هذا ليس مبررا كافيا
يجعل الإنسان يتخلي عن ابنه، كذلك اختلف معه في أنه كان ممزعا بين العمل
كمرشد للحكومة ـ الشرطة ـ وبين التعامل مع الجماعات الإسلامية وأنه ترك
نفسه لهذا الصراع واشتغل كعميل مزدوج بينهما، وطبيعي جدا أن بعض تصرفاته
الشخصية التي أؤديها لا أوافق عليها ولكن لابد أن أؤديها كما يجب.
·
هل تري أن كل النقلات التي حدثت لعادل حشيشة
كانت مبررة دراميا ومنطقية؟
لابد أن
نتخلي عن وجهة النظر التي تقول إن كل أفعال أو ردود فعل الشخصيات الدرامية
لابد أن يكون لها منطق ومبرر درامي، لأن الواقع غير هذا، ففي الواقع نري
فجأة ابنا يقتل أباه أو أمه دون سبب وبلا مبرر منطقي، للأسف النقاد يصرون
علي أن تكون كل تصرفات الشخصيات الدرامية لها مبرر منطقي وهذه طريقة تفكير
خاطئة، لأن في الواقع الفوضي والعشوائية هل الأساس لتصرفات الناس والمنطق
والمعقولية هما الاستثناء ولابد أن هذا ينعكس علي الدراما.
·
هل تري أن "حين ميسرة" قدم واقع المهمشين في
مصر كما و أم أسوأ أم أفضل؟
لا تستطيع
أن تقدم الواقع كما هو، لأنك عليك قيود رقابية، فمثلا الشتائم التي نسمعها
في الشارع لا يمكن أن تظهرها علي شاشة السينما، وهذا مجرد مثال ينصب علي
باقي التفاصيل فنحن قدمنا ملمحا لمشاكل كل ساكني العشش الصفيح والعشوائيات
ولم نقدم كل مشاكلهم كما هي بالضبط
·
هل أهل المناطق العشوائية مضطرون لسلك أحد
مسلكين، إما التجارة في المخدرات أو الإرهاب والتطرف نتيجة وطأة الفقر كما
ظهروا في "حين ميسرة"؟
لا، ونحن
لم نقدم كل شخصيات الفيلم إما تتاجر في المخدرات أو مع الجماعات الإسلامية،
فهناك شخصية "فتحي" عمرو عبدالجليل هو لا يتاجر في المخدرات رغم أنه
يتعاطاها لأنه يريد أن ينسي همومه وفقره ولا يتعامل مع أعضاء الجماعات
الإسلامية، وهناك أيضا شخصية الأم ـ هالة فاخر ـ التي "تحابي" علي أولادها
وأولاد ابنتها تحت جناحيها وتربيهم، وكذلك شخصية زوجة فتحي، وفاء عامر،
التي تتحمل ظروف العجز الجنسي لزوجها لأنها عاوزه تعيش والسلام، كما أننا
قدمنا سكان الحي العشوائي يغنون في مشهد خروج عادل حشيشة من السجن وهذا
يظهر لك أنهم رغم وطأة الفقر لديهم إصرار علي التعايش والصمود.
العربي المصرية في 14
يناير 2008
|