كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

كوبية الأصل ذات مزاج جنوبي حار ... إيفا منديس لـ«الحياة»:

جمهوري من الرجال وعيوبي تزيد جاذبيتي

باريس - نبيل مسعد

لم تستطع الممثلة السينمائية الأميركية ذات الجذور الكوبية إيفا منديس (33 سنة) فرض نفسها نجمة سينمائية إلا في عام 2001 عندما أدت دور خطيبة النجم دنزل واشنطن في فيلم «يوم التدريب» من إخراج أنطوان فوكا، على رغم مشاركتها من قبل في أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية متوسطة الشهرة.

وعملت منديس ثانية في صحبة دنزل في فيلم مرح هو «خارج الزمن» كما شاركت العديد من كبار نجوم هوليوود بطولة بعض أفلامهم، وبين هؤلاء نيكولاس كيج وويل سميث ويواكين فينيكس وسلمى حايك وأنطونيو بانديراس وجوني ديب وميكي روك.

تتميز منديس بجمال صارخ يجعلها تؤدي في أكثر الأوقات أدوار المرأة التي تلعب بمفاتنها كي تغري الرجال وتوقعهم في حبالها وهي بالتالي تشارك أساساً في أعمال بوليسية أو من نوع المغامرات العنيفة، الأمر الذي لم يمنعها من الظهور في بعض الأفلام الكوميدية ومن تمثيل شخصيات جميلة وساذجة في آن على عكس ما تعتاد فعله في أفلامها الجادة. وقد رشحت منديس سبع مرات حتى الآن للفوز بجوائز تقديرية كأفضل ممثلة. خصوصاً عن أدوارها في أفلام من نوع الدراما والمغامرات، خصوصاً ترشيحها لجائزة «جمهور المراهقين» عن دورها في فيلم «سريع وغاضب رقم 2» عام 2005.

أحدث أفلام منديس عنوانه «على الهواء»، وتتولى بطولته المطلقة وتظهر في كل لقطاته، من أوله إلى أخره. وكي تروج له جاءت النجمة إلى باريس حيث التقتها «الحياة» وحاورتها.

·         حدثينا عن فيلم «على الهواء»؟

- أنه يروي قصة عصرية إلى أبعد حد، بما أن أحداثه تدور في عالم التلفزيون، وأمثل فيه شخصية امرأة صحافية مسؤولة عن تقديم برنامج تلفزيوني يمارس فيه الضيوف لعبة «الروليت الروسية» بمعنى أن كل واحد منهم يحمل مسدساً فيه رصاصة واحدة فقط ويصوب المسدس باتجاه رأسه ويطلق النار، والضيف الذي يبقى على قيد الحياة في نهاية اللعبة هو الفائز، علماً أن البرنامج يبث على الهواء، الأمر الذي يفسر عنوان الفيلم.

·         هل تميلين إلى السيناريوهات العنيفة هكذا؟

لا أحب الأفلام العنيفة أكثر من غيرها، لكنني إذا وجدتها جيدة لا أعترض على المشاركة فيها أبداً. والشيء الذي أثار اهتمامي في «على الهواء» هو الجانب العصري الذي تتميز به الحبكة، فنحن نشهد الآن العديد من البرامج التي تنقل على الهواء مباشرة كل خصوصيات الضيوف، فلماذا لا نصل إلى حد تصوير الموت بهذا الأسلوب؟ أعتبر الفيلم بمثابة تحذير ضد مخاطر الإعلام في مجتمعاتنا الغربية الحديثة.

·     فيلمك قبل الأخير «نحن نملك الليل» يتميز أيضاً بحبكة عنيفة تدور ليلاً في أوساط تجار المخدرات، وعرض في مهرجان كان 2007 حيث هاجمه النقاد بسبب نهايته شبه السعيدة وغير المقنعة بحسب رأي فئة من الإعلاميين، فما نظرتك إلى ذلك؟

- لقد نجح الفيلم أينما عرض وحاز على إعجاب المشاهدين بلا نقاش، لكن جمهور مهرجان كان من الصحافيين لا يشبه غيره في العالم كله وبالتالي فهو عثر في نهاية القصة على شيء لم يعجبه وهو توبة المجرم وتحوله شرطياً كي يكرم ذاكرة والده الشرطي الشجاع الذي راح ضحية عمله. أنا أعتبر هذا الموقف يسارياً بحتاً من الناحية السياسية، واعتقد بأن نقاد كان حللوا الفيلم من وجهة نظر سياسية بحتة فضلاً عن التركيز على وجهة النظر الفنية التي هي من صميم عملهم أولاً وأخيراً. لكننا نعرف أن مهرجان «كان» لا يخلو من السياسة. أليس كذلك؟!

·         ما الذي جعلك ممثلة في بادئ الأمر؟

- بدأت أتعلم التجارة وإدارة الأعمال في الجامعة في لوس أنجليس قبل أن أشارك على سبيل التسلية في مسابقة لاختيار ممثلات المستقبل في التلفزيون والسينما. والذي حدث هو إنني فزت بدور صغير في فيلم تلفزيوني لأن لجنة التحكيم اقتنعت بمستوى أدائي في إطار المسابقة، ومنذ ذلك الحين وجدت نفسي موضع اهتمام التلفزيون ثم السينما، فقررت أن ألعب اللعبة وأن أكتشف خبايا هذا المطاف الجديد.

الديكور المنزلي

·         ألست نادمة على حكاية التجارة وإدارة الأعمال؟

- إذا حدث أن فعلت فسرعان ما ألقي نظرة على حسابي المصرفي، الأمر الذي يطمئنني ويساعدني في إدراك سبب اختياري النهائي للفن بدلاً من أي مهنة ثانية. وعلى العموم إذا قررت يوماً ما أن أعتزل التمثيل فسأتجه نحو الديكور المنزلي وليس إدارة الأعمال أو التجارة إذ أنني اكتشفت في نفسي حديثاً حب رسم الديكور الداخلي وتصميمه.

·         أنت من أصل كوبي، فهل تعتبرين نفسك خليفة سلمى حايك وجنيفر لوبيز مثلاً في الميدان الفني؟

- هذه حكايات وروايات تعشقها الصحافة. أما عن نفسي فلا أنظر إلى شخصيتي الفنية على هذا النحو اطلاقاًَ، وأعتقد بأن لكل واحدة منا مكانتها طبقاً لطاقتها وإمكاناتها الفنية وثم أيضاً مظهرها. لقد عملت ذات مرة مع سلمى حايك في فيلم سينمائي ووجدتها في قمة الذوق والأخلاق وذات شخصية جذابة ومزاج حار جداً ربما بفضل المزيج اللبناني والمكسيكي الذي يميزها.

·     هل ستقبلين أدوار الإغراء أكثر وأكثر في السينما إذا عرضت عليك مثلما فعلت في فيلمي «نحن نملك الليل» و «يوم التدريب» حيث مثلت في كل مرة شخصية مبنية حول جاذبيتك الطاغية؟

- الشخصية التي أديتها في كل من العملين المذكورين هي فعلاً مبنية حول جاذبيتي. لكن الفيلمين مجردان من اللقطات الإباحية الصريحة وتظل لقطات الإغراء فيهما خفيفة إلى حد ما ويسودها الضوء الخافت. صحيح أن السينما قادرة على طرح مثل هذا النوع من المشاهد علي أكثر وأكثر وسأتخذ القرار المناسب في حينه إستناداً الى كل حالة، أي إلى النص وإلى نوعية الدور وأيضاً حسب شخصية مخرج الفيلم.

·         ألا يضايقك أن يكون جمهورك الأساسي من الرجال بسبب أدوارك المبنية على جمالك الصارخ؟

- لا يزعجني ان جمهوري الأساسي هو من جنس الذكور وهذا لا يزعجني وإن كنت متأكدة من أن النساء يشاهدن أفلامي ولو بهدف تقليدي أو تحطيمي عن طريق فحص جسدي بالمنظار المكبر والعثور فيه على عيوب. وأنا أقول لهن بصوت عال: نعم «لدي بعض العيوب مثلكن تماماً، لكنني أحولها إلى مزايا تزيد من جاذبيتي في نظر الرجال، لا أكثر ولا أقل، لأن الجمال المجرد من العيوب غالباً ما يكون مجرداً من الطعم أيضاً.

·         أنت سفيرة دار ريفلون للجمال، مثل سيندي كروفورد وجوليان مور وهالي بيري وغيرهن، فما هو شعورك تجاه هذه المهمة؟

- ليست هذه بمثابة مهمة مستحيلة اطلاقاً، بل شهادة تقدير بأنني وصلت إلى مرحلة من الشعبية تجعلني قادرة على تمثيل ماركة جمال عالمية مثل ريفلون من دون الحاجة إلى التعريف بنفسي.

·         هل أنت مولعة بالموضة وبمصمم أزياء محدد مثلاً؟

- أحب الموضة، مثل أي امرأة في العالم، لكنني أرفض الخضوع لقوانينها الصارمة التي تحول المرأة جارية أكثر من أي شيء آخر، وبالتالي أختار موضتي بنفسي في البوتيكات هنا وهناك، وأمزج القطع المختلفة ببعضها البعض طبقاً لما يناسب ذوقي وتكويني الجسماني، بمعنى أنني أصنع موضتي حسب مزاجي.

·         تبدين مرحة جداً لا تفارقك الابتسامة طوال حديثنا، فهل أنت سعيدة بوجودك في باريس؟

- أنا سعيدة بوجودي في باريس وبعشرات الظروف التي أعيشها في الفترة الحالية، وألاحظ بدوري أنك مثل كل الشرقيين والجنوبيين، وأنا من هؤلاء بما أنني كوبية الأصل، تحب أيضاً الضحك أثناء العمل، وهذا أمر نادراً ما يجرؤ عليه الصحافي الغربي أثناء محاورته أي فنان.

·         ما الذي يخيف الصحافي الغربي في رأيك عند الفنان حتى يتفادى الضحك معه إذا حاوره؟

- رد فعل الفنان الغربي طبعاً الذي يحرص على احترام الحدود بين الطرفين بطريقة لا جدال فيها، فمهما بدا الوفاق في قمته أمام جهاز التسجيل أو الكاميرا تنتهي العلاقة في اللحظة التي يختتم فيها الحديث بينما أنا بفضل أصلي وطباعي لا أرفض الاستمرار في الكلام مع الصحافي حتى بعدما ينتهي الحوار الرسمي شرط أن تظل العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل طبعاً. أنها مسألة عقليات وثقافة وتقاليد، وتقترب أميركا الجنوبية نوعاً ما على هذا الصعيد من العقلية الشرقية أكثر من الأوروبية أو من الأميركية الشمالية بحسب ما ألاحظه في شكل عام. وحدث أن تعجبت صحافية أوروبية ذات مرة لمجرد إنني سألتها عقب إنتهاء حديثنا عن عنوان البوتيك الذي اشترت منه فستانها لأنني وجدته في منتهى الجمال، وأشعرتني بطريقة غير مباشرة بأن سؤالي في غير محله وادعت أنها لم تتذكر إسم أو مكان المحل بالتحديد. أنا من ناحيتي بعيدة كل البعد عن مثل هذا النوع من التصرف مع الغير.

·     شاركت كلاً من يواكين فينيكس وجوني ديب ودنزل واشنطن وأنطونيو بانديراس وويل سميث البطولة في أفلامك المختلفة، فمن منهم يعجبك بطريقة مميزة وأكثر من غيره؟

- أنت تطلب مني أن أختار بين فينيكس وديب وسميث وواشنطن وبانديراس، فهل يمكن لأي إمرأة أن تفعل مثل هذا الشيء؟ أرجوك اعفيني من الرد، على الأقل كي لا يصاب مستقبلي الفني بضرر جسيم إذا وقع أحد هؤلاء على هذه المقابلة.

·         هل تنوين مد عملك الفني إلى المسرح في المستقبل القريب؟

- لا لأنني أعتبر نفسي ممثلة سينمائية، والمسرح يخيفني بعض الشيء لذلك أفضل تركه لأصحاب الشهادات من خريجي مدارس الدراما.

الحياة اللندنية في 11 يناير 2008